11- مواجهة ثلاثية

129 13 3
                                    

في أول يوم من بداية أسبوع جديد و إنتهاء الإمتحانات النصفية في مدرسة الشهاب، وقفت روز متوترة بجوار مونيكا أمام طلاب السنة الأخيرة، ليعرفهما الأستاذ كاشيرو أخيرًا و بصورة رسمية على زملائهم.

« إنهما مونيكا بافلي و روز أليستيار، زميلتاكما اللتان مرتا بظروف خاصة للإنضمام. لقد عملتا بجهد و تعلمتا الكثير خلال الفترة السابقة، و يمكنهما الآن الإنتظام في الدراسة معكم في الصف.
ساعدوهما للحاق بما فاتهما، و أتمنى بأن تعاملاهما بلطف.»

قدم الأستاذ كاشيرو طالبتيه الجديدتين بنبرته الهادئة، و أجالت مونيكا بصرها بين الطلاب الذين حدقوا نحوهما بفضول، و انتبهت لفينا التي لوحت لهما بحرارة من مقعدها في الصف قبل الأخير، و من خلفها ماكس و باسكال الأطول قامة في آخر مقعد. سحبت مونيكا رفيقتها خلفها لتشقا الصف، و جاورتا فينا في المقعد الطويل، و أخرجتا دفاترهما حين وضع الاستاذ كتابه على الطاولة، و خط على السبورة بضعة أسطر لتعاويذ مختلفة.

« بما أنه أول يوم بعد الإمتحانات، سنأخذ الأمور بروية، و سنقوم بمراجعة التعاويذ التي درستموها في الفصل السابق، و عرض الطرق الصحيحة لتأدية بعض الأسئلة العملية التي جاءت في الإمتحان.
لقد قال المدير بأنه يجب الترويح عنكم قليلاً بعد الإمتحانات، لذلك بعد الثلاثة حصص الأولى سيكون اليوم مفتوحًا، و يمكنكم التوجه لمسرح المدرسة لمشاهدة عرض موسيقي تؤديه إحدى الخريجات.»

علا اللغط في الصف حماسًا و تعددت الآراء لمعرفة هوية المرأة التي ستأتي للمسرح، ثم صمت الطلاب مجددًا حين طرق الأستاذ كاشيرو بيده على الطاولة، و قال بصوت عال:
« حسنًا، سوف نبدأ، من يثرثر مجددًا سوف يمضي بقية اليوم في الحجز و لن يحضر أي شيء.
فالنبدأ بالسؤال الأول، لسحر التحويل، كان المطلوب منكم في الإمتحان تحويل الفأر إلى حيوان آخر من اختياركم.
اقتربي يا كوني.»

اتجهت الرؤوس نحو المقعد أمام فينا و صديقتيها نحو البنت ذات الشعر القصير المصبوغ بألوان قوس قزح. تلفتت كوني بتوتر ثم نهضت ممسكة بصولجانها، و شقت الصفوف لتقف و دفع الأستاذ كاشيرو بقفص الفأر الأسود الصغير أمامها.
« ميتافوري فوشيس»

لوحت كوني بصولجانها برقة، و غلفت الذرات الفضية الدقيقة الفأر ثم اختفى لتحل محله فراشة ملونة.
صفقت البنات بحماس و عادت كوني لمقعدها باسمة، و من بعدها خرج باسكال الذي لوح بصولجانه برفق، و حدق التلاميذ نحو الفأر الذي لم يتغير، ثم انفجر الصف بالضحك حين لحظوا أذني ماكس التين صارتا كأذني حمار.
« باسكال! توقف عن العبث! عد إلى مكانك!»

وبخ الأستاذ كاشيرو الولد الطويل متجهمًا، و دنا ماكس عابسًا بعد أن أعاد له الأستاذ أذنيه كما كانتا. لوح ماكس بصولجانه بعزم، و مكث الفأر في قفصه متجولا. لوح ماكس بقوة أكبر، و في المرة الثانية استطالت أذناه و اكتسيتا بفرو أبيض كأذني أرنب.
غرق الطلاب في الضحك عدا قلائل من بينهم روز، و طرق الأستاذ على الطاولة بيده ليسكتهم، و لوح بصولجانه ليعيد أذني الشاب سليمتين، ثم خاطبه متنهدًا:
« يتوجب عليك التدرب أكثر، إنك الأقل علامة في سحر التحول بين زملائك، و الأقل في مادة التاريخ كذلك. الأستاذ دائمًا يشكو لي من نومك خلال الحصص.
إذا لم تحرز علامات جيدة في الإمتحان النهائي، لن تستطيع الإلتحاق بمؤسسة جيدة و قد تضطر للدراسة خارج البلاد.»

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن