15- زيارة لمركز الشرطة

146 17 20
                                    

تجول ديو في أنحاء المنزل بعد أن صار بمقدوره السير دون مساعدة أحد، و اتجه للمطبخ ليحمل سلة الطعام التي دأبت عائلته على إرسالها له طيلة الأسبوع الذي لم يأتوا فيه.
عاد ديو بالسلة لحجرته و وضعها على سريره، و بيده السليمة أخرج العلبة التي حملت الدجاج المقلي مع صلصة الكاتشب، ألواح عديدة من شوكولاتة وينكا، فطائر محشوة بالخضروات، و طبقه المفضل؛ القرد المحشي.

قضم ديو الدجاج مفكرًا بأنه قد بدأ يحب عائلته التي تطبخ الطعام بهذه الجودة، و ألقى نظرة على الساعة على الحائط التي أعلنت عن الرابعة عصرًا. كانت روز قد أخبرته عن نية جدتها بزيارته بعد أسبوع، و بعد أن إتصلت الجدة لتتأكد من موافقته على رؤيتها، تسائل ديو عم ستخبره به المرأة العجوز التي شتمها و طردها و رماها بالأغراض في المرة السابقة.

أنهى ديو وجبته و وضع السلة فوق الطاولة، و تجول في غرفته ليشد ملاءة السرير و يجهز الكرسي قرب فراشه، و حمل إحدى كتبه عن علم الوصفات و استلقى ليفتحه و بدأ بقراءته، و لم يعلم متى غفا حتى أيقظته الطرقات التي توالت على باب حجرته برفق.
« ديو! هل أنت مستيقظ؟ لقد جاءت جدتك لرؤيتك.»

« دعها تدخل.» صاح ديو ثم دفع تثاؤبًا و جلس ليغلق الكتاب و وضعه جانبًا. دلفت كايلين بهدوء ثم أغلقت الباب خلفها برفق، و إلتفتت لتقابله بابتسامة حنونة زينت وجهها.
تأمل ديو طقمها الأزرق الداكن المخملي من قميص و تنورة، الذي تماشى مع لون عينيها، مع شعرها الأشيب الذي جمعته في كعكة، بدت أنيقة ببساطتها، و جلست بهدوء على الكرسي الذي وضعه ديو بجانب سريره، و ألقت نظرة خاطفة على سلة الطعام التي وضعها ديو قربه.

« هل أعجبك الطعام؟» سألت كايلين، و هز ديو رأسه.
« لقد كان جيدًا. أأنتِ من صنعه؟»
« كلا» أجابت الجدة نافية. « لقد قمت بتحضير الفطائر و حلوى القرد المحشي فحسب. أوليفيا من قامت بصنع الدجاج، و فينا جلبت ألواح الشوكولاتة المفضلة لديها.»

حدق ديو نحو السلة متمنيًا بأنه لم يلتهم الدجاج الذي صنعته المرأة التي صفعته، ثم أقبل ليسأل بفضول:
« ألم ترسل لي ابنتكم شيئًا؟ روز؟»

ضحكت كايلين بخفة، و أجابت:
« روز لا تجيد طبخ هذه الأطباق. و لقد قالت بأنها لا تنوي إرسال شيء لك.»

أومأ ديو بإبتسامة ضئيلة، و فرك ذقنه متفكرًا في الفتاة الحمقاء البخيلة، لا بد أنها تكرهه حقًا.
إنتبه ديو حين سألته كايلين:
« هل تتذكر روز؟ و فينا؟»

« فينا...» ردد ديو مستذكرًا الإسم، و سأل:
« أنا أتذكر روز. كانت تزورنا في منزلنا حين كنت صغيرًا.
أتكون فينا هذه هي الرضيعة النهمة تلك؟»

قهقهت كايلين بخفة، و أجابت مؤكدة:
« بلى، إنها هي. كانت بصحة جيدة و شهية مفتوحة منذ ولادتها. لكنها الآن فتاة كبيرة؛ لقد أكملت التسع سنوات، و تدرس الآن في المدرسة، في السنة الأخيرة مع روز.
إنها ساحرة مميزة.»

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن