تجول ديو في أنحاء المنزل بعد أن صار بمقدوره السير دون مساعدة أحد، و اتجه للمطبخ ليحمل سلة الطعام التي دأبت عائلته على إرسالها له طيلة الأسبوع الذي لم يأتوا فيه.
عاد ديو بالسلة لحجرته و وضعها على سريره، و بيده السليمة أخرج العلبة التي حملت الدجاج المقلي مع صلصة الكاتشب، ألواح عديدة من شوكولاتة وينكا، فطائر محشوة بالخضروات، و طبقه المفضل؛ القرد المحشي.قضم ديو الدجاج مفكرًا بأنه قد بدأ يحب عائلته التي تطبخ الطعام بهذه الجودة، و ألقى نظرة على الساعة على الحائط التي أعلنت عن الرابعة عصرًا. كانت روز قد أخبرته عن نية جدتها بزيارته بعد أسبوع، و بعد أن إتصلت الجدة لتتأكد من موافقته على رؤيتها، تسائل ديو عم ستخبره به المرأة العجوز التي شتمها و طردها و رماها بالأغراض في المرة السابقة.
أنهى ديو وجبته و وضع السلة فوق الطاولة، و تجول في غرفته ليشد ملاءة السرير و يجهز الكرسي قرب فراشه، و حمل إحدى كتبه عن علم الوصفات و استلقى ليفتحه و بدأ بقراءته، و لم يعلم متى غفا حتى أيقظته الطرقات التي توالت على باب حجرته برفق.
« ديو! هل أنت مستيقظ؟ لقد جاءت جدتك لرؤيتك.»« دعها تدخل.» صاح ديو ثم دفع تثاؤبًا و جلس ليغلق الكتاب و وضعه جانبًا. دلفت كايلين بهدوء ثم أغلقت الباب خلفها برفق، و إلتفتت لتقابله بابتسامة حنونة زينت وجهها.
تأمل ديو طقمها الأزرق الداكن المخملي من قميص و تنورة، الذي تماشى مع لون عينيها، مع شعرها الأشيب الذي جمعته في كعكة، بدت أنيقة ببساطتها، و جلست بهدوء على الكرسي الذي وضعه ديو بجانب سريره، و ألقت نظرة خاطفة على سلة الطعام التي وضعها ديو قربه.« هل أعجبك الطعام؟» سألت كايلين، و هز ديو رأسه.
« لقد كان جيدًا. أأنتِ من صنعه؟»
« كلا» أجابت الجدة نافية. « لقد قمت بتحضير الفطائر و حلوى القرد المحشي فحسب. أوليفيا من قامت بصنع الدجاج، و فينا جلبت ألواح الشوكولاتة المفضلة لديها.»حدق ديو نحو السلة متمنيًا بأنه لم يلتهم الدجاج الذي صنعته المرأة التي صفعته، ثم أقبل ليسأل بفضول:
« ألم ترسل لي ابنتكم شيئًا؟ روز؟»ضحكت كايلين بخفة، و أجابت:
« روز لا تجيد طبخ هذه الأطباق. و لقد قالت بأنها لا تنوي إرسال شيء لك.»أومأ ديو بإبتسامة ضئيلة، و فرك ذقنه متفكرًا في الفتاة الحمقاء البخيلة، لا بد أنها تكرهه حقًا.
إنتبه ديو حين سألته كايلين:
« هل تتذكر روز؟ و فينا؟»« فينا...» ردد ديو مستذكرًا الإسم، و سأل:
« أنا أتذكر روز. كانت تزورنا في منزلنا حين كنت صغيرًا.
أتكون فينا هذه هي الرضيعة النهمة تلك؟»قهقهت كايلين بخفة، و أجابت مؤكدة:
« بلى، إنها هي. كانت بصحة جيدة و شهية مفتوحة منذ ولادتها. لكنها الآن فتاة كبيرة؛ لقد أكملت التسع سنوات، و تدرس الآن في المدرسة، في السنة الأخيرة مع روز.
إنها ساحرة مميزة.»
أنت تقرأ
لعنة دراغوس
Fantasiaفي عيد ميلاده السادس عشر، كان ديو أصغر مشعوذ مطلوب لشرطة السحر، أصغر لص وناهب آثار، وأصغر متنكر ومحتال. كان يسير في ظلال مجتمع السحر متجنبًا أيدي العدالة، قاتلا كل من يتعقبه، هاربًا من أشباح أسرته التي هجرته وماضيه، حتى اليوم الذي كان نائمًا فيه تحت...