26- سجين حوض الأزهار

200 15 29
                                    

كانت روز تركض، كان وجهها مليئًا بالدماء، كان رأسها ينبض بالألم وكأنه سينكسر، وكان الدم ينبجس منه كشلال.
كانت تركض ولا تشعر بقدميها، تدفعها غريزة النجاة فقط، لأن ما يطاردها كان شيطانًا.

تعثرت قدمها بشق بين العشب فسقطت، لم تقو على فتح عينيها، وشعرت بيد ذات أظافر حادة تمسك بساقها؛ لقد حانت نهايتها.

انتظرت روز مصيرها بوجل، وبعد بضعة لحظات تجرأت لتفتح عينيها.
لم تكن في الغابة، كانت في غرفة واسعة ذات قرميد رمادي باهت، أضاءته أنوار الشموع الخافتة وخيوط القمر التي تسللت فضية عبر زجاج النافذة الطويلة التي شغلت جانب الحائط.

سمعت أصوات أقدام خلفها، إلتفتت، وأبصرت على الحائط المقابل شخصًا أو شيئًا مصلوبًة أطرافه بالأوتاد لنجمة خماسية، لكن رأسه لم يكن مدهوسًا كما كان في كابوسها الأول، كان الآن لديه رأس، رأس ذو خصلات قاتمة طويلة استرسلت حتى الأرض وأخفت وجهه وجسده، وحفه أشخاص بعباءات سوداء ذات قلنسوة، ينزعون الأوتاد من أطرافه،
علاوة على الأوتاد التي صلبته، كان مقيدًا بثلاثة سلاسل ذهبية ثقيلة، طويلة، امتدت نهايتها وقيدته بالسقف: الأكبر حول رقبته، اثنان حول معصميه.

حمله أصحاب المعاطف السوداء ليضعوه على حوض فاضت ماؤه فضية وطفت على سطحه بتلات الجوري الحمراء.

فجأة أدركت روز أمرًا، كان ذلك كابوسًا آخر.
وكما المرة السابقة، دنا غول ضخم منها، كانت لا تقوى على الحراك، رفع قدمه، ناويًا تهشيم رأسها.

شهقت روز ورفعت يديها لحماية رأسها، وحين فتحت عينيها مجددًا، أبصرت وجه مونيكا القلق فوقها بدلا من وجه الشيطان.
« روزي! هل أنتِ بخير؟ إنه كابوس وحسب!»

فتحت روز عينيها بحذر، وانتبهت للجميع الذين احاطوها في دائرة وبدت وجوههم قلقة من صرختها؛ أصدقاؤها، ليسيوس وفرانك، حتى كوني وتيمون.
عضت روز شفتها السفلى، وشعرت بالسوء لأنها أقلقت الجميع بسبب كوابيسها.
« آنا آسفة! لقد كان حلمًا سيئًا فحسب.
هل الجميع بخير؟»

تراجع ليسيوس أدراجه وتبعه فرانك بعد أن أومأ مجيبًا بأن صديقه قد عالج له جراحه.
أومأت روز بابتسامة، ووجهت بصرها نحو الشخص الوحيد الذي لم يأت لرؤيتها.

« أين ذهب ديو؟» سألت روز قلقة، وأجابتها مونيكا مطمئنة:
« لا تقلقي عليه هكذا؛ لا يزال حيًا وبدا بحال أفضل هذا الصباح. لقد كان برفقة الأولاد هناك.»

عقد ماكس ذراعيه وأجال بصره في الأرجاء، ثم اتجه نحو باسكال الجالس تحت الشجرة، وسأله:
« هل رأيت ديو في مكان ما؟»

هز باسكال كتفيه وقطب وجهه، كان لديه ما ينقصه بدل القلق بشأن ديو وماكس الذي يرعاه ويحمله كطفله.

« لقد ذهب بتلك الناحية منذ وقت.» أشار باسكال برأسه نحو بعض الشجيرات، وأضاف:
« ربما ذهب ليقضي حاجته أو ما شابه. يبدو بحال أفضل اليوم ويسير بنفسه، لا تصدع رأسنا به اليوم أيضًا يا ماكس.»

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن