كانت "داليدا" تتكأ برأسها على النافذة الخاصة بسيارة "عاصي" وهو لاحظ شرودها ولم يرد ان يزعجها الى ان تكلمت هي
"ثلاثين"
"ثلاثين ايه"
نظرت له بطرف عينها و هي تبتسم
"مش كنت بتسأل عندي كام سنة"
هنا صُدم "عاصي" بشدة فكيف عمرها ثلاثون فهو اعتقد ان تكون ف العشرين او اكثر من عمرها
"صدمتك مبالغ فيها الصراحة.. عارفة اني شكلي صغيرة وكدا بس انا لو قلتلك انا تاجرة مخدرات مش هتتصدم كدا"
"لا تواضعك عاجبني"
ضحكت "داليدا" بخفوت
"خلاص وصلنا"
توقفوا عند صرح عظيم بطول شاهق و نوافذ زجاجية من اللون الرمادي و تزين وسط المدخل بأسم "D Moda"
نظر "عاصي" بأنبهار واضح بعينه فاعتقد ان "داليدا" تعمل هنا مد يده في جيبه و اخرج ورقة صغيرة مقوية "كارت" ومد يده ل "داليدا"
"دا الكارت بتاعي لو احتاجتيني ف اي وقت"
اخذت "داليدا" الكارت منه و هي تنظر به بتمعن
"شركة إعلان.. حلو دا هحتاجك قريب اوي""ابقي اديه لمديرك وانا ف الخدمة"
ضحكت "داليدا" بسخرية في كانت متأكدة انه سيعتقد انها تعمل هنا
" اه مديري هيحتاجك"
ودعها "عاصي" و ارتدت "داليدا" نظارتها السوداء و هي تمشي بوقار وهي تتجه الى الداخل و الجميع يرحب بها ترحيب حار فهي غابت اكثر من خمس سنوات______________
كانت "چيلان" تجلس تتابع بعض الأوراق امامها و قاطعها صوت طرقات على الباب
"eres bienvenido a entrar
تفضل بالدخول"
ولجت الى الداخل امرأة في عقدها الخامس تقريباً ولكن كان يظهر عليها الثراء
وقفت "چيلان" بأحترام وهي تمد يدها لتصافحها
مدت هذه المرأة يدها و هي تجلس بوقار
"عايدة الهادي .. انا جاية اطلب من حضرتك خدمة"
"حضرتك عربية.. تمام اتفضلي"
نظرت لها عايدة برضا
"انا اعرف عنك انك ناجحة ف شغلك و مبتسبيش مريض الا وانتِ متأكدة انه اتعالج و كتير بيشكروا فيكي... ف ملقتش احسن منك تمسكي حالة ابني. "آدم" "
كانت "چيلان" تبتسم بفخر و رأت "عايدة" تخرج ملف من حقيبتها و تضعه امامها و تقف مرة اخرى
"رقمي ف الملف انا جيبالك كل حاجة عن آدم هو اتعامل مع دكاترة كتير بس ما ارتحش لحد فيهم""متقلقيش يا مدام عايدة انا هتطلع على ملف ابن حضرتك و اكيد هرد عليكي ف اقرب وقت"
ابتسمت لها "عايدة" و شكرتها وذهبت كما اتت
في تلك الاثناء جلست "چيلان" و بدأت برؤية الملف الخاص ب "آدم" وعرفت انه يعاني من الأنفصام و انه كان اي طبيب يعمل على حالته كان ينتهي به المطاف بضربات قاسية من "آدم" ف تزايد فضولها وعزمت ان تعالج هذا ال "آدم" ولم تتردد في التقاط هاتفها والأتصال ب "عايدة" لأخبارها انها تريد ان يأتي "آدم" لها اليوم
ووافقت "عايدة" بفرحة و وعدتها انه سيأتي بعد مدة قصيرة_________________
بعد ساعة
ولج "آدم" الى مكتب''چيلان" بدون ان يطرق او يستأذن من أحد توقعت "چيلان" ان يفعل هذا وكانت تنظر له بشك جلس بدون ان يتفوه بكلمة وحيدة
وجلست هي الأخرى وهي تبدأ بالحديث
"استاذ آدم ازي حضرتك"
نظر لها بجانب عينه وهو يجيب بأقتضاب
ولم يجيب بل اكتفى بأن يومئ برأسه مرتين
"عرفت ان حضرتك رفضت دكاترة كتير واعتديت على كتير بالضرب اقدر اعرف السبب""عشان كلكوا شبه بعض كدابين و همكوا الفلوس وبتتعاملوا معانا على اننا مرضى بس ولا بيهمكوا اي حد غير انكوا تتشهروا واسمكوا يذيع صح يا دكتور چيلان "
نظرت له وبدأت تتأكد شكوكها
"دا كان قبل ما تجيلي مش عايز تدفع مش محتاجة فلوسك كل اللي عاوزاه انك تتعالج""انا مش مجنون"
قال جملته ثم القى كل ما كان يوجد على مكتبها
تفاجأت "چيلان" من حركته فهو بارع بتمثيل هذا الدور
ووقفت امامه بشموخ وباغتته بلكمه قوية على وجهه فصدم الأخر فكيف تجرأت وفعلت ذلك
"كدا بقى انت عرفت اني مش زي اي دكتور عرفته انا مبيهمنيش حد ف ياريت تقول انت بتمثل ليه احسنلك"
توتر "آدم" من لكمتها وما زاد توتره كلماتها المغلفة بالشك وهنا قد علم انها ليست طبيبة عادية_______________
أنت تقرأ
داليدا (قيد تعديل السرد)
Actionالحب والمرض النفسي... متشابهان اليس كذلك نعم فالثانية نتيجة الاولى فهل يوجد علاقة حب لا تترك اثر سلبي و ينتج عنه مرض نفسي فهذا هو الحب اعزائي......