طلقة دوى صوتها في اذانهم مما جعلهم يتلفتون نحو مصدرها ليجدو طلقة تخترق معدة "آدم" لتصرخ "داليدا" عالياً وينظر "عاصي" و "عزيز" ليروا ان "رحيم" قد صوب نحوه بمسدس "عاصي" ووجدوه يهم بضرب الطلقة الثانية ولكن سمعوا صوت صراخ انثوي ليعودوا بأنظارهم نحو "آدم" ليجدوا ان "چيلان" قد وقفت امام الطلقة لتصيبها بقلبها مما جعل "آدم" يمسك بها و هو يقع معها و كان رغم المه إلا انه كان يصرخ بحرقة فهو يحبها ولا يستطيع تغيير هذا الأمر ولكن بدء بفقدان الوعي تدريجياً والدنيا تظلم من حوله
___________عاود فتح عيناه ليرى ضوء ابيض يحيطه هو لا يتذكر سوى انه اصيب بطلقة من "رحيم" ثم اغلق عينه وعاود فتحها الآن فكان يشعر كما لو مر ساعة واحدة على هذا ولكن جال بنظره ليجد "عزيز" يجلس و تنام على كتفه "اريچ" و وجد "داليدا" تجلس بجانب "عاصي" وهو يتغزل بها وهي تبتسم بخجل لينظر نحوهم وهو يتمتم بحنق
"يارب... حتى واحنا ف المستشفى وانا بين الحيا والموت وانتوا لسه بتتنحنحوا ارحمونا بقى... وانت التاني احترم الرجالة اللي معاك ب اللي نايمة على كتفك دي"
نظروا له بصدمة فهو كان بغيبوبة لمدة شهران
وجدهم يحملقون به بريبة حتى "اريچ" التي استيقظت من صوته نظرت معهم بغرابة نحوه
"في ايه يا جماعة هو انا بقالي قد ايه هنا"
نظرت له "داليدا" وهي تشير بأصبعيها علامة اثنان
"ساعتين"
هزت رأسها بالنفي ف تابع
"يومين"
هزت رأسها بالنفي مرة اخرى ليبرق بعيناه
"اسبوعين"
"شهرين"
نظر لهم هو الأخر بصدمة فهو يشعر كما انه نائم لساعات وليس لثمان اسابيع
"تفهموني حالاً ايه اللي حصل"
نظر له "عزيز" بهدوءه المعتاد
"بعد ما خدت الطلقة خدناك المستشفى قعدت ست ساعات ف العمليات وبعدها الدكتور قال انك دخلت ف غيبوبة و دا من الصدمة اللي حصلتلك يومها و من ساعتها وانت راقد هنا "
نظر له وهو يبتلع لعابه بخوف من هذا السؤال الذي هو متيقن من اجابته
"هي چيلان ماتت"
كان "عزيز" ينظر ببرود فهي لا تستحق هذه الشفقة منه
"على ما لحقناها كانت نزفت كتير واصلاً الطلقة كانت ف قلبها"
اكملت "اريچ" الحديث وهي تنظر نحوه بشفقة______________
كان "آدم" يجلس بغرفته وهو يفكر هل انتهى الكابوس الذي كانوا به جميعهم ولكن قاطع شروده دخول فتاة جميلة بشعرها المنساب على وجهها وهي تغلق الباب و تلهث بعنف لترى بجانب عينها هذا الجالس يحملق بها بغرابة لتبتسم بأحراج وهي تقترب منه وتمد يدها ببساطة
"انا نور.. نور السويسي"
نظر لها وهي يبادلها الأبتسام بريبة
"آدم الهادي"
تابعت الأبتسام وهي تأخذ كرسي وتضعه بجانب فراشه وتتكلم بمنتهى البساطة
"اولاً اتشرفت بيك، ثانياً الف سلامة عليك ثال.."
نظر لها بصدمة فهي تتحدث ببساطة منافية لخوفها عندما دخلت الى غرفته
"استني استني... انتِ مين وايه اللي جابك وبتجري من مين"
نظرت له شزراً فهي تكره من يقاطعها وهي تتكلم
"ما انت لو صبرت يا بني آدم كنت هقولك ثالثاً انا نور دكتوة امراض نفسية من مصر و كنت جاية هنا مع حالة معينة الحالة دي انفعلت عليا فجأة وكان هيقتلني ف جريت منه وانت اول اوضة لقتها ف وشي"
"وهي الدكاترة دلوقتي بتجري من المرضى بتوعهم"
نظرت له بحرج فهو محق طبيبة نفسية كيف تخاف هكذا
"ما انا هقولك اصل انا جاية هنا بطلوع الروح اني اقنع كريم اني آجي ف مش هروحله مضروبة ولا جثة لكن على فكرة انا ف مصر شجاعة جداً"
كان ينظر لها وهو يحاول كتمان ضحكته فهي سردت له قصة حياتها وهو يعرفها فقط منذ عشر دقائق
"كريم مين بقى"
جاوبته ببساطة مرة اخرى
"كريم اخويا اينعم انا الكبيرة اكبر منه بأربع سنين بس هو فارد عضلاته عليا بقى وعامل عليا كبير وطول عمري والله افهمه يابني يرضيك انا الكبيرة يقعد يقولي انتِ الكبيرة لكن انا راجلك وسندك و بتاع بس تصدق كلام بيني وبينك يعني انا بحبه اوي و فعلاً بحسه هو الكبير و بتسند عليه"
كان يحاول ان يكتم ضحاكته في اول جزء في كلامها ولكنه طالعها بحب عندما بدأت تتحدث عن اخيها ولاحظ عيناها التي تلمع ببريق الحب ولكن تابع حديثه معها
"وكريم بقى بيشتغل ايه"
"والله هو خريج هندسة يشتغل مهندس لا طبعاً ازاي يبني مكان ويعمله كافيه و يشاركه فيه ابن عمنا واهو داير يلف على شريك تالت مش لاقي، انا قلتله يبني هتفشل مصدقنيش قلتله تعالى طب اشغلك تمرجي ف عيادتي مرضيش"
لم يتحمل اكثر من هذا وانفجر ضاحكاً لتبدأ هي بأستيعاب ما تفوهت به وانها قصت له الكثير
"انا آسفة بجد انت تعبان ودوشتك"
اهي حمقاء ما يزعجها انه مصاب لا تأبه بأنها قصت له قصتها كاملة
"لا ولا دوشتيني ولا حاجة.. دا انا حتى محتاجلك"
نظرت بفخر لنفسها وهي تسأل
"انت اساساً هنا ليه"
نظر لها وهو يجيب بنفس بساطتها
"طلقة من زعيم مافيا"
كان يتوقع ان تخاف او تقلق منه او تبتعد عنه ولكنه تفاجئ بها تنظر له وتتكلم بهدوء
"بجد... اوعى تقول انه رحيم"
"وانتِ تعرفي رحيم منين"
جاوبته مرة اخرى بنبرة عادية
"لا معرفوش بس الجرايد كلها بتتكلم عنه وانه اتقبض عليه من رَجُلين اعمال و سيدة اعمال بمساعدة ظابطين من مصر"
نظر لها وهو يعاود الحديث معها
"طب انتِ دكتورة صح"
اومأت برأسها بفخر ليتابع
"طب ما تكلملنا كريم وقوليله انك هتتأخري شوية عشان شكله عندك مريض جديد"
لتنظر له بتفهم
"هو كدا كدا انا قاعدة اسبوع كمان.. و هسيب الحالة اللي معايا دي لأنها كدا صعب ان انا اسيطر عليها ف انا معاك"
لاحظها تخرج من حقيبتها مفكرة صغيرة وقلم وهي تنظر له وهي تضع قدم على اخرى
"على طول كدا"
ابتسمت "نور" له بهدوء وهي تشير له بالبدء
بدأ "آدم" بسرد كل شيئ عليها بدأً من معرفته بعمل والده الى وفاته تعرفه ب "چيلان" اعجابه بها صدمته بها كسرة قلبه عندما علم حقيقتها خطتهم للأيقاع ب "رحيم" شعوره الآن بعد وفاتها وهي تدافع عنه كل شيئ حدث وبعد ما ان رأته "نور" يقف عن الحديث لتترك مفكرتها جانباً وتبدأ بالأبتسام مرة اخرى وهي تردف
"انت مشاعرك مضطربة يا آدم انت كل حاجة حصلتلك فجأة من معرفتك بشغل والدك و انك تشتغل معاهم و خوفك من انهم يأذوك لما سيبتهم حبك ل چيلان اللي للأسف لازم اقلك انه مكنش حب من كلامك انت مش زعلان انها راحت انت حاسس بالندم انها ماتت وهي بتاخد طلقة مكانك بس من كلامك عنها هي انانية اوي يا آدم هي ممكن تكون عملت كدا عشان بتحبك زي ما قالت ويمكن تكون كمان كانت معتبراك كارت هينقذها و ممكن تكون بتنقذ نفسها من الحبس او العقاب اللي هتاخده.. هي دكتورة زيي صح بس دي متستحقش انه يتزعل عليها لو بصيت هتلاقي انها خالفت القسم اللي حلفته و قتلت ناس ملهاش اي ذنب و كانت بدل ما تساعد المرضى بتوعها انهم يخفوا كانت بتخلي حالتهم تسوء ف كل كلامي دا معناه انها متستحقش انك تضايق عشانها او تحس بندم هي خدت جزائها وانت هتقابل و هتحب تاني وساعتها هتعرف ان چيلان مكنتش حب"
كيف لكلامها ان يجعله يستريح او يعلم ماهية مشاعره ابتسم لها
"انا مش عارف اقلك ايه بجد"
ابتسمت له بالنقابل وهي تجاوبه بساعده لجعله يشعر براحة
"ولا يهمك دا شغلي و انت كويس اوي يا آدم وتستاهل حاجات كتير حلوة"
نظر لها وهو لا يعلم ما يشعر به الآن ولكن قرر تجاهله مؤقتاً وهو يتابع بمرح
"كمليلي بقى مغامراتك مع كريم"
ابتسمت له وبدأت بالفعل بسرد له مواقف عديدة بينها هي وشقيقها وهم صغار و ايضاً عندما كبروا ليضحك على عفويتها و غلى حبهم لبعضهم
أنت تقرأ
داليدا (قيد تعديل السرد)
Actionالحب والمرض النفسي... متشابهان اليس كذلك نعم فالثانية نتيجة الاولى فهل يوجد علاقة حب لا تترك اثر سلبي و ينتج عنه مرض نفسي فهذا هو الحب اعزائي......