9_((كُشفت الحقيقة))

52 3 0
                                    


صدمة الجمت لسانها فهي منذ دقائق كانت فَرِحة بأنها نجحت بالتفريق بينهم ولكن شعرت بكف "داليدا" يهوى على وجنتها بقوة لم تعهدها من قبل و من ثم وجدت" داليدا " تحدثها بعتاب جاف
"انتي ايه يا شيخة مصممة تبقي حقيرة لحد الأخر مش عايزة تنضفي حتى... اللي بتقولي عليه كداب دا انضف منك اللي اعرفه من شهور دا هو اللي مخذلنيش اما انتي ياللي تعرفيني من عشر سنين عملتيلي ايه ها"
سرعان ما تبدلت حالة الصدمة التي تكسو وجهها الى نظرة خبيثة و حاقدة
"طب والله كويس انك عرفتي والله كنت مستنية... انتِ بتاخدي كل حاجة يا داليدا رحيم حبك من اول ما شافك ودايماً كان بيشيلك من على الأرض وانتِ اصلاً مجنونة... اه مجنونة هو مش بردو انتِ عرفتيني لما كنتِ هتنتحري ولحقوكي وعالجتك دا مش جنان و مع ذلك حبك وانتِ سبتيه وهو لسه لحد دلوقتي بيحبك و حبه ليكي بيزيد و حتى لما سبتيه لقيتي عاصي اللي بردو ساعدك و على فكرة هو كمان حبك... "
كانت تصرخ بحرقة اثناء حديثها ولم تآبه بهذه التي تحطمت من كلامها وتذكيرها بفترة مرضها النفسي فلم تتوقع ابداً ان تفضح اسرارها بمنتهى السهولة هكذا وامام "آدم" واهم شيئ امام "عاصي"
"ياااه دا انتي شايلة اوي.. انا توقعت انك تبقي حقيرة بس مش للدرجادي"
"انا عايز اعرف حاجة واحدة ليه عملتي كدا عشان حقودة على صاحبتك وليه وافقتي تساعديني اصلاً"
كانت هذه كلمات "آدم" المصدومة فهو لم يتوقع ان تكون "چيلان" فهي من ساعدته ليتخلص من "رحيم" فهي كانت بعيدة كل البعد ان تكون بهذا الكره والغل و الغيرة فكيف احبها.. نعم احبها منذ ان قابلها ب عيادتها فجاءت هي الآن وحطمت كل شيئ
"ها بقى يا دكتور هتقولي انتِ مع رحيم ليه ولا اقول انا... انتِ فاكرة ان رحيم غبي رحيم معاه كل حاجة تدينك وكل القرف اللي عملتيه ماسك عليكي بيه ذلل.. ومكلماتك انك تظبتي انه يخش حياة داليدا و انك تقنعيها انه مفيش زيه عشان يتجوزها لما كان البوليس شاكك فيه لما قتل مراته الاولي وانتِ ساعدتيه فقرر يتجوز داليدا عشان يبين انه عادي متجوز وحياته مستقرة ومراته مش قليلة"
صدمات.. كانت كل كلمة تخرج من فم "عاصي" تصدمها اكثر
"احكي كل حاجة يا عاصي"
كان هنا "آدم" على وشك الأنفجار فهل تصل للقتل
"نبدأ من الأول لما عاصي اتعرف عليكي قبل ما تعرفي داليدا و رشاكي لما عرفتي حقيقته وانتِ قبلتي الرشوة و بدأتِ تشتغلي معاه ف ستارة دكتورة نفسية وكتير اوي من المرضى بتوعك كانوا بيقولوا انك بتعمليلهم تحاليل غريبة ملهاش علاقة بالأمراض النفسية اصلاً و الحالات المكتئبة اكتئاب حاد و يائسة ف الدنيا بساعديهم انهم يكرهوا نفسهم اكتر وتبعتيهم ل رحيم زي.. چوليا مارتن.. ادريانو مارسيل.. جوني كريس وغيرهم بس دول اللي متقدم بلاغ رسمي بختفأهم و طبعاً احنا عارفين ان التلاتة دول واكتر لما بيروحوا لرحيم بيتحولوا ل اعضاء بس و منهم اللي بيبتذهم ويشغلهم معاه و دا طبعاً بعد ما تاخدي تحليلاتهم ويطلعوا سُلام و الي بيبقى كويس بتحوليه على دكتور غيرك او لا سمح الله تعالجيه... "
صمت قليلاً وهو يراها فاغرة فاهها من الصدمة وتابع وهو ينظر نحو "داليدا" المصدومة
"قولتيلي يا داليدا اول مرة شوفتي رحيم فيها فين"
تذكرت "داليدا" ما قالته وهي قادمة مع "عاصي"

Flash back

كانت "داليدا" تجلس بجانب "عاصي" وهي مازالت لا تستوعب انه عرض عليها الزواج ولكن قاطعها سؤاله
"داليدا.. هو انتِ ليه كنتِ متأكدة من اللي هيقوله جون"
بعد كلماته تذكرت انها نست او تناست هذه الفترة من عمرها ولكن كان يوجد بها خيط مهم
"من عشر سنين كان عندي اكتئاب حاد و.. و حاولت انتحر بس ساعتها السكرتيره بتاعتي لحقتني و دورت على دكتورة و اتعالجت مع چيلان وبقينا صحاب واتعالجت نسبياً بس ف يوم لقيت راجل غريب داخل مشفتوش ولما سألت چيلان اتلجلجت و قالتلي انه صديق قديم و بعدها بكام سنة قابلته و الباقي انت عارفه"
اظلمت عيناه فهو يعرف ما كانوا ينويانه و قطع عهد على نفسه ان يسترد حقها

Back

"هتتكلمي ولا اتكلم انا يا دكتورة"
نظرت لهم بحنق وهي تتابع بنبرة حقودة
"كنتِ حالة عادية زي اي حالة و لولا ان رحيم اعجب بيكِ كان زماتك ف تعداد الأموات بس حظك"
كانت لا تصدق فحقاً ان لم يعجب بها رحيم و تقبل به كزوج لكانت ميتة الآن لا تعرف ان كان حظ جيد ام عسر ولكن نظرت نحوها ببرود
"صدقيني يا چيلان هتدفعي تمن كل حاجة انتِ والكلب التاني هندمكوا والله لتندموا"
نظرت لها "چيلان" بسخرية وثقة زائفة
"ههه.. تصدقي خوفت يا ديدي انتو فاكرين ب الكام حاجة اللي عرفتوها دي هتعرفوا تعملوا حاجة مش كام معلومة عرفتوها من اياً كان هتخوفني انتوا معكوش حاجة تديني"
ضحكة خبيثة ملئت المكان وكان صاحبها "عاصي" وهو ينظر لها بسخرية وهو يمد. يده ل "داليدا" وهي بدورها اعطته ملف بنفس هذه الضحكة الخبيثة
وكانت "چيلان" تأمل انه ليس ما ب بالها و قد صدق حدسها عندما اراها "عاصي" ما بداخله فكان كل شيئ يدينها مثل ما قال وقفت مرتعبة فثقتها كانت زائفة فحتى "رحيم" لن يستطيع اخراجها ان قدم "عاصي" ورقة واحدة من هذا الملف فنظرت لهم بخوف و ارتعبت اكثر من نبرة صوته المظلمة
"عندك تلت اختيارات يا چيچي... اولاً نقدم كل الملف الحلو دا للبوليس و ساعتها هقابلك وانتي بالأحمر، ثانياً.. اقدم بردو الملفات دي بس لأهل التلاتة اللي قدموا بلاغات وانتي عارفة ان اهل چوليا مش شوية والبلد قامت مقعدتش بعد اختفائها وساعتها بقى هما هيتصرفوا... ثالثاً ودا الأحسن لك انك تبقي معانا وتوصلي لرحيم اللي انا عايزك توصليه ليه وتقوليلنا تحركاته مكانه ندينه ازاي وساعتها صدقيني هساعدك"
ف الواقع الوقوف ف صف "عاصي" الآن لا يوجد ائمن منه
"وانا ايه يضمنلي انك متحبسنيش ولا حتى تسلمني ل رحيم"
"مفيش ضمانات.. الخاين ملوش ضمانات"
قاطعها هنا "آدم" واخيراً تحدث وهنا اظلمت عيناه ونظر لها بنظرات لا تنكر انها ارعبتها
"صدقيني لو عاصي بيتعامل معاكي بالحسنة انا بقى لا انا اتشربت من رحيم دا كتير بحكم العشرة القذرة ف صدقيني لو حاولتي تخلي بينا و تقلي بعقلك وتحاولي او تفكري حتى تبعينا تاني صدقيني مش هسلمك لا لرحيم ولا للبوليس هسلمك ل عذرائيل بأيدي..... هقتلك بدم بارد يا چيلان ومش هاخد فيكي ساعة زمن"
كلماته هذه جعلتها ترتعش خوفاً فنبرته جادة بشكل مخيف فهي لم تتوقع منه هذا الكلام القاسِ فهذا "آدم" اللطيف الودود التي احبته.. نعم هي ايضاً احبته ولكن الحياة ليست عادلة دائماً فهي تبث الحب في قلوب من لا يصلحون للحب وهذا ما حدث ب "چيلان" و "رحيم" فهم احبوا وللصراحة هم اخلصوا بحبهم ولكن حبهم لم يكن نقي فكيف يحبون وقلوبهم معمية عن الحق فكيف يمسكون بأيدي احبائهم وايديهم تملئها دماء ابرياء فهل ف الأساس هم يعرفون الحب... الحب شيئ طاهر لا يجب ان يُدَنس بقلوبهم السوداء فهم كاذبون من قالوا ان
الحب للجميع

_________________

داليدا (قيد تعديل السرد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن