إستيقظت في الليل فإذا بشعور موحش يعترني... أصبحت مؤخرا فريسة سهلة لقلق عابر و ماذا تبتغي الأحزان مني؟ و لكن من لا يرى الأحزان لا يرى الفرح.
رُحمَاكِ يا نَفسُ لقد أريتني السعادة عن بعد شاسع و جعلتي من الشقاء رفيقي.ظللت مستيقظا حوالي نصف ساعة تفقدت رافاييل إذ به في سبات عميق..
بعد برهة من الزمن سمعت ضجيجا خلف باب الزنزانة و كأن أحدهم يحاول الاقتحام ثم ادرك مسامعي صرير باب مفتوح اذ به .. جوني..
ثم صرخت لاإراديا: "جوني! "
ثم ما لبثت ان رأيته يشير لي بالصمت ، دلف في خفة و اقترب من زنزانتي .. ظل يحدق بي لهنيهة افصحت بها مقلتاه عن الشوق و الحرقة الى اللقاء حتى أنه انعقد لسانه عن الكلام.. ثم بعد ذلك نطق و كأنه فطن لما يدور بخلدي:" أنا هنا آرثر من أجلك لقد لا تقلق سأخرجكما من هنا قريبا. "
_ " ظننا انك اصبحت واحدا من الحاشية لدى الملك! "
_ لقد جعلته يصدق ذلك و يثق بي فقط لاستطيع اخراجنا من قصره و مملكته اللعينة! "فجعل آرثر يبكي في حرقة لم تأبى تلك المياه الحارة التوقف عن التدفق ثم قال بصوت مرتجف:" ضننت أنك نسيتني و توارَيْتُ من بالك! "
رد هو الآخر بصوت مرتجف:
_ " لم تغب عن بالي لحظة واحدة آرثر .. لقد كنت تشغل فكري طوال الوقت حتى انني كنت خائفا أن يصيبك أي مكروه جراء ذلك السافل. "مكث الاثنين يحدقان ببعضهما و سبحت أذهانهما الى الماضي ..
و طال صمتهما بغض النظر عن الرغبة في الكلام المطول..
_ عليّ أن أذهب آرثر تعلم أنه ليس مسموح لي زيارتك .. لكني جئت لاطمئن على حالك.
_ حسنا.. اذا.. تعال كلما أتيحت لك الفرصة.
_ لا تقلق لن تمكث هنا طويلا.johnny's pov :
مررت بالبهو اثناء مغادرتي زنزانة آرثر و قد مضت قطعة من الليل إذ اعترضني أحد الحراس و كدت اصطدم به لو لم يأخذ حذره مني.. اردت ان أكلمه فكل الحراس هنا و الحاشية يعرفونني جيدا و يثقون بي.
لكن لساني جمد في فمي ثم ألقيت بصري إليه فاستغربت شكله و هيأته كانما طوله لم يكن عاديا إذ احسست أنه ازداد طولا و نحولا فانكرت ذلك لكن ما استرعى ذهني اكثر هو أنه تجاهلني فنحن نمضي جُلّ اليوم نتجادل ثم رأيته يخرج من البهو و ينعطف الى اليسار ليكمل طريقه فقلت في نفسي و الله لاتبعنه فقد بدا مريبا بعض الشئ كان يحث في خطاه فلم أكد أُدركهُ حتى لمحته من بعيد يتوجه نحو باب القصر إذ يبدو أنه سيخرج...
و قد استهل بي توتر غريب و اني لفي ارتباكي هذا رأيت الحارس يبتعد في خطاه عن باحة القصر و لم اتردد في اتباعه.. ثم بدأ ينعطف و يجوب طرقا عديدة و انا ظللت أتبعه لم أعلم كم من مسافة قطعتها و أنا وراءه اخبط في العتمة..
لمحته ينتهي الى دوحة عظيمة بدى من العسير رؤيتها في الظلام لكني عزمت على معرفة ماهية المكان.. و بعد برهة علمت أنها المقبرة! المقبرة؟ و لكن مالذي قد يفعله في هذا الوقت من الليل في المقبرة؟ و لماذا اتى الى هنا !
اقتربت منه لكي اخاطبه و انا أمد يدي لمصافحته فكأن يدي تأبت و جمدت و شعرت كأني أسيخ في رمال لزجة من الصمت. ثم تقدم خطوة فلمحت يداه ترتجفان و انتظرت أن يقول كلمة ثم اقترب خطوة اخرة مني فانحنى قليلا و ردد في أذني:
"لا تقل شيئا ولا تفعل شيئا انهم يصغون و يراقبون! "
لم افهم ما قال فهمست في أذنه : "و من تعني؟"
فهمس:" هم!.... إنهم هم! افلا تفهم؟! "
فقلت:"ومن هم و من هؤلاء؟ إني لم افهم شيئا من حديثك هذا! "
فرد:" لا أعرف !"
فهمست:"كيف لا تعرف من هم و هم كما تقول يصغون و يراقبون! و انت الذي...
ثم قاطعني بالهمس:" انطلق معي اذا."
أنت تقرأ
خفايا العالم الموازي (أسطورة من العالم الثاني) [مكتملة]
Horror"ستتعفن روحي أكثر بهذا الجسد من الأفضل من أهديها لنجمة كي تحيا".