« الـفـصـل الـسـابـع عـشـر »

61 7 0
                                    

#صدفة_جمعتنا..
#الفصل السابع عشر..

بعد مرور ثلاثة أيام..

كانت هذه الراقدة على الفراش حوالى أربعة أيام تفتح عيناها وأخيراً ولكنها أغمضتها مرة آخرى نتيجة لهذا الضوء المزعج وتحركت يدها لكى تستند عليها كى تساعد جسدها على الجلوس...
نظرت حولها تشوش تتسائل أين هى؟؟؟
وماذا حدث لها؟؟؟

دخلت لها الممرضة مثل كل يوم...ولكنها تفاجئت بها هكذا فتحت عيناها بفرحة على مصرعيها خارجة من الغرفة تقول لهؤلاء الجالسين بوجهه شاحب بعد أن حلت الكآبه على كلٌ منهما..
جاء الطبيب مهرولاً بعدما نادته الممرضة بدأ بفحصها..لحظات...ثوانى... دقائق وخرج إليهم بوجه بشوش قائلاً:-
- الحمد لله المريضة فاقت..وشوية وهننقلها اوضة عادية..
بعد نقلها للغرفة..

أول من تقدم للغرفة "عمر" وتبعه "زيـن" أما "محمود" فساعد "فايزة" على الوقوف فقد شُلت حركتها وشعرت أن قدمها كالهلام عند سماعها لحديث هذه الفتاة..
دخل كلٌ منهما للغرفة بينما هى نظرت لهم بتشوش
إقترب منها "عمر" وأمسك يدها قائلاً:-
- حبيبتى قلقتينى عليكى.
سحبت يدها منه بخوف ثم نظرت إلى أبيها بينما "عمر" توقع فعلتها هذه..نظرت لهم جميعاً نظرت إلى "زين" الذى يناظرها بسعادة ويبتسم لها بحب ونظرت إلى وجه "فايزة" التى إقتربت منها وحضنتها وهى تبكى بكاء يدعى دموع الفرح.!
بينما وهى تقبع بحضنها نظرت إلى "محمود" الذى ربت على رأسها وهى بين أحضان والدتها..
مازال عقلها متوقف لا تعلم ماذا حدث أو ماذا تفعل هى هنا..
أبعدتها "فايزة" عن حضنها وهى ترى إنتفاضة جسدها الذى فقد جزء من وزنه قائلة وهى تكوب وجنتها وتنظر بعيناها التى تناظر بها "عمر"..
قالت لها بلهفة واضحة فى نبرة صوتها الذى خرج متحشرج من فمها:-
- مالك يا هنا..
بينما وجه "زين" نظرات نارية إليه..وتقدم من شقيقته يمسك يدها التى أصبحت كالجليد
ظل جسدها هكذا ولكن تدخلت الممرضة التى تتابع ما يحدث بصمت ولكنها قالت لهم:-
- طلعوا بره.
نظروا لها بعدم تصديق لهذا الكلام التى تقوله بينما أعادت كلامها وهى ترى نظرات "هنا" عليه وجسدها ينتفض هكذا ويدها التى تضمها بقوة وفمها أيضاً قائلة بإنفعال طفيف وهى تحضر هذه الحقنة بيدها:-
- قولت طلعوه بره..
نظر لها "عمر" ثم نظر إلى "هنا" وأومأ برأسه مرتين ثم خرج مسرعاً مع "زين" الذى سحبه للخارج...
بينما الممرضة رأت تشنجاتها هذه وقالت لها برفق وهى ترجع ظهرها للوراء:-
- خلاص..إهدى..إهدى..
بينما نظراتها كانت معلقة على مكان ما خرج لا تحيد بنظرها وعيناها التى تغطيها غلاف شفاف حالاً ما إنفجر وإنزلقت هذه الدمعة من إحدى عيناها بينما قالت لها الممرضة وهى تحاول فك قبضة يدها وتهدئة تشنجاتها هذه حتى تعرف أن تعطى لها الحقنة:-
- إهدى..بينما أمسكت "فايزة" وجهها بين كفيها قائلة بنبرة مترجية باكية:-
- هنا..هنا بصيلى..متوجعيش قلبى عليكى يا قلب أمك..
إقترب منها "محمود" ممسكاً بيدها قائلاً لها وقد نجح فى تهدئتها عندما إرتخت يدها ولكن نظرها مازال مغلق ومازالت عيناها تزرف الدموع مما جعل الممرضة تعطى لها هذه الحقنة:-
- متخافيش محدش هيئذيكى...طول ما أنا موجود..أكمل خامساً بأذنيها حتى لا تسمعه "فايزة" التى لا تعرف ما يحدث:-
- كل حاجة إتحلت متخافيش يا حبيبة أبوكى...قومى إنتى بس وأقفى على رجلك علشان تشوفيهم بعينك وأنا بكسرهم.
تهاوت أجفانها وإرتخت حركة جسدها وكادت ستقع على الفراش ولكن إلتقطها "محمود" بحضنه وساعدها على الإستلقاء بأكثر راحة...
قالت لهم الممرضة بتحذير:-
- أظن سبب خوفها واللى وصلها الحالة ديه إنتوا عارفينه وأتمنى إنه ميشوفهاش ولا يدخلها تانى..
أومأ لها "محمود" ثم نظرت لها "فايزة" وهى جاهلة لكل ما يحدث بينما إتجهت إلى إبنتها جالسة بجانبها محتضنه إياها واضعاً العديد من القبلات على وجهها بأكمله مخبره إياها عن مدى إشتياقها لها...
إتجه "محمود" إلى "عمر" الذى يضع وجهه بين كفيه وعيناه زرفت هذه الدمعة العاصية..!
بينما "زين" يقف بعيداً نسبياً وينظر إليه بغضب..
مسح وجهه وعيناه بأكملها عندما لمح "محمود" أمامه وحك أنفه بخشونة قائلاً:-
- عاملة إيه دلوقتى.
نظر له "زين" قائلاً بغضب:-
- أنا مشفتش ببجاحتك...إنت السبب فى اللى هى فيه ده
قال له "محمود" وهو ينظر إلى وجهه وعيناه قبل أن ينظر إلى "زين" يحذره من التفوه بحرف واحد مما جعل "زين" يدخل إلى غرفة شقيقته مره أخرى:-
- عطتها حقنة مهدئة للتشنجات اللى حصلتلها ونبهت متدخلهاش تانى علشان يعنى..
قاطعه "عمر" قائلاً وهو يبتلع تلك الغصة التى تشكلت بحلقة:-
- مفهوم..مفهوم..قال له وهو يغير مجرى الحديث وهو يحك أنفه:-
- هنعمل إيه دلوقتى...حنان المفروض يتقبض عليها بعد ما حاولت تقتلها.
نظر له "محمود" بينما أكمل "عمر" بنبرة غير راضية على ما يفعلة فى إضاعة حق إبنته وهو لا يعلم ما يخطط له:-
- مع إن المفروض كان يقبضوا عليها وهى بتحاول تعمل كده...وبعدين إنت أصلا إزاى تسهل لها كل حاجة كده وتخليها تدخلها إفرض كانت نجحت..
نظر له "محمود" ثم التفتت بجسده معطياً إياه ظهره..

صُـدفـةٌ جـمعتنـا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن