« الفـصـل الـثـامـن عـشـر »

71 7 1
                                    

#صدفة_جمعتنا..
#الفصل الثامن عشر..

لا أعتقد أن نسيانك شيئاً قد يُمكن حدوثه قَط، أنا علي ثِقه تامه من ذلِك الأمر، حتي و إن فقدت ذاكِرتي، بِمُجرد سماع أسمك أو إستِنشاق عِطرك سأتذكر كُل شيئ يتعلق بكِ، فَهذا يتعلق بِقلبي وليس بِعقلي بتاتاً، فَ ذاكِرة القلوب لا تُفقَد أبداً، مهما حدث لا ينسيٰ المرء شيئاً لامَس قلبه، وأنتي لم تُلامسي قلبي فَحسب، بل إنكِ تسكُنين في الداخل هُناك، ويا من تسكُنين قلبي .. أنتِ تنقُصين أيامي، وقضاء الوقت مِن دونك .. جعلني أشعُر حقاً وكأني جسداً خالياً من المشاعِر لا يصلُح حتي للعِلاقات العابِره.

-إقتباس..❤️

………
بـعـد مــرور شـــهــر..

فقد تحسنت "هنا" وخرجت من المستشفى ولكن حالة "عمر" هى التى تدهورت عندما قامت بقطاع كل إتصال بينهم...
فقد دبلت ملامحه ونمت ذقنه..يستلزم غرفته وطبعاً لم يخلو من المحاولات معها..فقد قطعت كل رأيت بينهم...إلا شئ واحد فقط..!
فهو يبعت لها هذه الرسائل...!
التى يعتذر بها كل يوم..! أخطأ وإعترف بخطئه.فكان لا يجب عليه أن يحاول عليها بيده خصوصاً أن كان يوجد أبناء حوى وآدم يشاهدون ما يحدث ..!
قبض على شعره بعنف..لا ينكر أن سعادته للتخلص من تلك الحيزبونه وهذا ال...لا يعلم ماذا يسميه...
..وهى أخطأت وإعترفت بخطئها بينها وبين نفسها..
كانت تجلس "هنا" بغرفتها وقد إستعادت بعض من صحتها وأصبحت شبه تمارس حياتها الطبيعية..
تألمت بهذا الشهر والذى كلما تذكرت أن هذا اليوم هو موعد كتب كتابها..فقد ألم..عذاب..أنين..خذلان..فراق..كل هؤلاء يتجمعون بها..لا تنكر أنها اشتاقت له..!
ولكن هذا القلب الكامن باليسار هذا الذى دق له...حبه...بل عشقه...لا يسامحه على ما فعله بها...حاولت تبرير ما فعله....ولكن فالغلط كان عندها من الأول فهى لا تنكر فهى عندما أخفت عليه شئ كهذا فهذا كان خاطئ..!
حاول محادثتها كثيراً ولكنها كانت لا تجيب..
دخل عليها والدها الغرفة بعدما سمحت له..دخل بإبتسامته البشوشة قائلاً:-
- حبيبت أبوها عاملة إيه..
نظرت له بحزن قائلة بنبرة متألمة:-
- حبيبت أبوها مش كويسة.
إقترب منها ثم جلس بجانبها ساحباً إياها لحضنه قائلاً:-
- عايزة الحق ولا إبن عمه.
رفعت راسها له وهى بين أحضانه قائلة:-
- الحق.
ضحك قائلاً بمرح:-
- طب أنا هقولك إبن عمه.
بادلته الضحك هى الأخرى بينما هو قال:-
- أيوة كده ورينى الضحك الحلوة...عمر بيحبك يا هنا..أى نعم تصرف بتهور بس بردوا معذور أى واحد فى مكانه هيعمل كده...غيرته ورجولته متسمحلهوش ولا تخليه يفكر بالعقل..إحنا كرجالة عقلنا بيقف فى المواقف اللى زي ديه وغضبنا هو اللى بيتحكم فينا...عمر مكنش شايفك هنا حبيته...عمر كان شايف الصورة اللى الو**  ده وصلهالوا..
نظرت له بدموع قائلة:-
- أنا بحبه يا محمود...بس مش قادرة أسامحه..
قال بمرح وهو يضحك:-
- صدق اللى قال اللى إختشى مات...متختشى يابت مش كده...أه أنا بتكلم وبهزر بس أنا أبوكى بردوا وبغير اللة.
ثم أبعدها من حضنه قائلاً:-
- سيبك من شغل الأب الحنين ده..
أمسكها من تلابيبها هاززاً إياه:-
- أنا بغير اوى..
ضحكت عالياً وقد نجح فى رسم ضحكتها على ثغرها قائلاً:-
- كفاية حزن بقى يا هنا وإنسى اللى فات....إبدأى معاه صفحة جديدة.
نظرت له مطولاً ثم إحتضنته قائلة:-
- أنا بحبك يا محمود.
ربت على ظهرها مبتدلاً إياها:-
- ومحمود بيحبك أى نعم إنتوا خلفة بت كلب بس ماشى..
ضحكت بحضنه بادلها هو الضحك طابعاً قبله على أعلى شعرها...
دخلت "نورين" عليهم نظرت لهم وهو لا يرونها بينما هى إنطلقت شهقة حادة من بين شفتيها واضعة كفها على ثغرها قائلة بصدمة:-
- ليه كده...صدق اللى قال الطعنة بتيجى من أقرب الناس ليك...بتطعنى فى شعرى يا محمود اااا قصدى فى ضهرى.
بينما عندما إنطلقت هذه الشهقة أبعد "هنا" بعيداً بفزع ثم نظر إلى تلك التى تقف أمامه قال لها بإستنكار:-
- طعنة إيه...وضهر إيه..ثم قال بإسدراك وهو يطول فى كلامى:-
- قلبى كان هيقف يا بت الكلب.
قالت لهم بصدمة وتأثير مزيف ممزوج ببعض تمثيلها:-
- ليه كده...ليه كده...ده أنا وثقت فيكوا...خيبت أملى فيك يا محمود روح...روح..حسبى اللة ونعم الوكيل..
شاور على نفسه ثم نظر إليها ثم إلى "هنا" التى تكتم ضحكاتها قائلاً بإستفهام:-
- هو أنا خيبت أملها وبتحسبن عليا ولا هى دخلت رواية غلط.
ثم نظر إليها وهب من جلستها قائلاً وهو بسبها وهو يسير تجاهها بينما هى أدركت الوضع مهرولة إلى الخارج وهو خلفها:-
- تعالى يا بت الكلب مهو أصلى أنا معرفتش أربى.
قابل "سيف" الذى كان يجلس ببرودة المعتاد مثل "زين" قائلاً وهو يغمز له بمرح:-
- كنت بتجبنى إنت والحجة...آه يا شقى إنت.
هرول تجاهه بينما هرول "سيف" وراء "نورين" وهما يسمعوا كلام "محمود" الحانق:-
- يا ولاد الكااالب..
جاءت له "فايزة" قائلة بحنق:-
- جرى إيه يا محمود صوتك عالى.
التفتت لها قائلاً:-
- مهو من عيالك يا ختى.
قالت له وهى تلوى شفتيها:-
- وهو أنا يعنى جبتهم لوحدى..إيه عيالك ديه.
غمز لها وقد تناسى إنفعاله قبل قليل:-
- طب متيجى ونجيب مليجى.
أخرجت "نورين" رأسها من الباب قائلة:-
- طب متيجى ورى الشجرة ونجيب حمزة ونجلا...
ضحكت "فايزة" عالياً وهى ترى "محمود" هرول ناحيتها قائلاً:-
- غلطة عمرى اللى بكفرها...
أغلقت الباب مسرعاً عندما إقترب منها...

صُـدفـةٌ جـمعتنـا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن