part 2

26 0 0
                                    

         دلال،وهي مثلنا نموذجاً منْ نماذِجِ الاختبارات هذه،والدُها متوفّي وتعيشُ مع أخواتِها الثّلاث،في حينِ أنَّ أمَّها جوليا متزوّجة من رجلٍ آخر وتعيشُ بعيداً عنهم.أوّلُ مَنْ يستيقِظُ في المنزلِ ياسمين-الابنة الثّانية-نظراً لعملها في مخبزٍ للمعجَّناتِ والحلويّات،تُحضِّرُ ذاكَ الفطورِ اللّذيذِ مع كوبٍ منَ الشّاي الدّافئ إلى حينِ أنْ تنضمَّ إليها الأختُ الكُبرى في المنزل"فرح"، مرتديةً ثيابَ العملِ الملائمةِ كأستاذةٍ في الجامعةِ للعلومِ الكيميائيّةِ.ثمَّ تجلسْنَ معهُنّ دلال وتوأمُها حياة،بحيث تقولُ فرح"هيا،لا تُرِدْنَ التّأخُّر في أوَّلِ يومٍ من الجامعة".
  تردُّ دلال:النّاس تُرسِلُ الصّباحيّاتُ وليسَ الأوامِر.
-حسناً صباحُ الخير،ولكنْ صباحاً سريعاً،هيّا بسرعة.

         تقوم ياسمين بعجلٍ لفتحِ المخبَز مُقَبِّلةً دلال وحياة قائلة"عليَّ الذّهابُ وداعاً وبالتّوفيق".
حياة:ما هذا؟ دعاءٌ سريعٌ كي لا نحرِقُ الجامعة في اليومِ الأوّل!،هههه،مع الضّحكِ جميعهنّ.

بعدَ لحظاتٍ تقُمْنَ بسرعةٍ ويذهبْنَ للجامعة.إنَّهُ شعورٌ جديد مع بدايةٍ جديدة،فهُنا يتمّ التّحضيرُ للمُستقبَل،أو قدْ خُيِّلَ لهُنَّ هكذا،فهنّ لا يعرِفنَ حقيقةَ المستقبلِ الّذي ينتظِرهُنَّ،فكما نعرِفُ جميعاً  أنّ المُستقبلُ مجهول والمجهولُ يبقى مخيفاً.
       تدخلُ كلٌّ منْ دلال وحياة على فصلِها بقلبٍ نابضً ونفَسٍ يُؤخَذ وخطواتٍ قصيرة،فها هي مرحلةٌ جديدةٌ تبدأ.كما وكلُّ ما يفعلُهُ الطّلّاب يبدأوا بالتّعرُّفِ على بعض،وتبدأُ تلكَ الأسئلة،ما اسمُكِ؟من أينَ أنتِ؟أينَ تعيشين؟وغيرِها تلْكَ الأسئلةُ الّتي نعرِفُها.في قسمِ دلال بعدَ تعرُّفها على صديقتِها "مروى"،تُخبِرُها أنَّهُم سيُقيمونَ حفلةٍ مسائيّةٍ للتّعرُّفِ على بعضهم،وتطلُبُ منها القدومَ إلى تلك الحفلةِ معها كي لا تذهَبَ وَحْدَها.بالطّبعِ وككُلِّ الفتيات،دلال تسعى لِكَسْبِ الكثيرِ مِنْ الصّداقاتِ في علاقاتِها اليوميّةِ فلا يسَعُها إلّا القبول.فمَنْ لا يُحِبُّ الحفلاتِ الآن؟
         في نفسِ اليوم،في المنزلِ،وأثناءَ حديثٍ جرى بينَ الأخوات تذكَّرتْ دلال أمرَ الحفلةِ فأخبرَتْ إخوَتِها عنها،وهنا قالتْ فرح:"ولما لا،إنَّ كسْبَ الأصدقاء أهَمَّ بدايةٍ لَكِ،ولكنْ الأهمّ أنْ لا تتأخّري إلى ما بعدَ نِصْفِ اللّيل".
دلال:حياة ألَنْ تأتي معي.
حياة:ليسَ لدَيَّ حَيْلٌ على جوِّ الحفلات،اذهَبي أنتِ.
-حسناً وداعاً.
قبلَ خروجِها منَ البابِ سُرعانَ ما تسألها ياسمين أنَّهُ مَنْ سيأخُذَها،فتُجيبُها:"صديقتي مروى".فتطلُبُ منها أنْ ينتَبِهْنَ على أنْفُسِهِنّ.
            عندَ وصولِها إلى الحفلةِ ترى العديدُ مِنَ الأشخاصِ الّذينَ تراهُمْ لأوَّلِ مرّة،فتسألَ صديقَتِها عنهم بحيث تقولُ لها أنّهم يجلِبونَهم معهم للتّسليةِ لا أكثر.في نصفِ تلكَ الحفلةِ الّتي تعمّها الضّوضاء،والصُّراخِ لسماعِ بعضِهم بسببِ الموسيقى العالية تتساءَلُ إحدى الموجوداتِ عن دلال فتُعَرِّفَها مروى فتقول تلكَ الفتاة:إذاً لمَ لا نُعَرِّفها على عالَمِنا ونضُمّها إلينا.
مروى باستهزاء:مَنْ؟هذه؟صدّقيني لنْ ترضى معكِ.
-فلنَرى.
          تتوجَّهْنَ إليها وتُعَرِّفُها بنفسِها وتقولُ لها:لمَ لا تنضَمّي إلينا للتّدخينِ لتُبْعِدي عنْكِ الملَل،لكنّها ترفض،ثُمَّ تُلِحُّ عليها مرّةً أُخرى قائِلةً:إنَّ كلَّ الموجودينَ هنا يُدَخِّنون،فكُلّهم يشارِكونا ذلكَ ليُصبِحوا جزءاً منّا،كوني أنتِ كذلِك.
-لكنّي لنْ أفعَل.
-ولِمَ لا؟


أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن