و بَعْدَ انْتظارٍ معَ بُركانٍ يغلي داخِلَ قلوبِهِنَّ مُنتَظِراً الفُرصَةَ الّتي سيغْتَنِمُها كي ينْفَجِر،ها وقَدْ جاءَتْ دلال،فوا حسْرَةً على قلْبِها الّذي ستَأكُلُهُ جلاميدُ البُرْكانِ.وما إنْ انْفَتَحَ البابُ حتّى اسْتقْبَلَتْها صَفْعَةً منَ الحياةِ أوْجَعَتْها وأوجَعَتْ قلْبَها، وياسمين فاتِحَةً عيْنَيْها بصَدْمةٍ مُتجاهِلَةً ماذا يحْدُثُ،غيْرَ عارِفةً بالمُصيبةِ الّتي أُختَها واقِعةً فيها،صارِخةً:"حياة،هلْ جُنِنْتِ،ماذا يحصُلُ في عقْلِكُنَّ كُلَّ يوْمٍ؟ أتَتَحوّلونَ في هذا المنزل؟"
فتُجيبُ حياةَ بقَهْرٍ:آهٍ لو تعرفينَ ماذا فعَلَتْ دلال لكُنْتِ لَنْ تسْمحي لَها بدخولِ هذا البابِ حتّى.
ثُمَّ تقْتَرِبُ فرَحْ منْ دلال وتقول:يا لوقاحَتِك،كيفَ تجرَّئْتِ على فِعْلِ ذلِكْ؟لا أعْرِفُ حتّى أيَّ كَلِمَةٍ تَصِفُ تصَرُّفَكِ الشَّنيعِ هذا.
ياسمين باستِغْرابٍ ودونَ فَهْمِ ما يَحْصُل:أتَسْتطيعَ إحْداكُنَّ إخْباري ما الّذي فعَلَتْهُ حتّى أوصَلَتْكُمْ إلى هذا الحال.حياة بصَوْتٍ عالٍ مقهور:قولي لَها يا دلال ماذا فَعَلْتِ،قولي لها ما المُصيبَةَ الّتي أوْقَعْتِ نفْسِكِ بها،قولي لَها عَنْ فَعْلَتُكِ العظيمةُ الّتي ستَقْتُلَكِ،أوَتَعْرِفين، سأُخْبِرُها أنا.إنَّ حَضْرَةَ دلالَ أُخْتَكِ المُحْتَرَمةُ العَفيفَةُ تتعاطى الممنوعات،ومِنْ متى؟لا نَعْرِف.
فتَنْظُرُ ياسمينَ إلى دلال بصَدْمَةٍ حائِرةٍ بحَيْثُ لا تَعْرِفُ أتُصَدِّقُ أمْ لا فتسْألَها بتَرَدُّدٍ فهي لا تُريدُ سماعَ أنَّ ذلِكَ صحيحٌ آمِلَةً أنْ يكونَ عَكْسَ ذلِك، فتقول:"أصحيح؟؟".وهُنا تبْدَأُ دلالَ بالبُكاءِ،وينْهَمِرُ دمعُها بِصَمْتٍ،فتُجيبُ حانِيةً رأسِها إلى الأرضِ ومُنزِلَةً عيْنيْها:نعَمْ،إنّهُ كذلِك.
فتَبكي ياسمين حائِرة،لا تعْرِفُ ما تقول،ثُمَّ تتَكَلَّم:"ألَمْ نُعطِكِ كُلَّ ما تُريدين؟،ألَمْ تأخُذي كُلَّ الأخلاقَ الّتي أعطَيْناكِ إيّاها؟،ألَمْ تدْرُسي وتَعْملي بجُهْدٍ لكيْ تصِلي إلى مُسْتَقْبَلٍ زاهِدٍ؟".فتَجلِسُ دلالَ على الأرضِ ويتعالى بُكاءُها،ثُمَّ تُضيفُ ياسمين على كلامِها بحَسْرَةٍ وحَرقةٍ:كمْ كُنْتِ غبيَّةً حتّى فعَلْتِ ذلِكَ بنَفْسِك،لا،بلْ أنا الغبِيَّةُ الّتي كانَتْ تُعْطيَكِ الفلوسَ مُعْتَبِرَةً أنّهُ مصْروفَكِ،أفَتُراكِ كُنْتِ تشْترينَ بِهِ ذلِكَ القَرَفِ المُميت.
عنْدَها تقولُ فرَحْ بغَضَبٍ وبصَوْتٍ مُرْتَفِع:لِمَ فعَلْتِ ذلِك،لِممممَ؟؟؟
فتَقِفُ دلالَ وتَصْرُخُ قائِلَةً معَ البُكاءِ:وما ذَنبي؟،ما ذنْبي إنْ كُنْتُ شَعَرْتُ أوَّلَ ما وضَعْتُهُ في فمي بِراحَةٍ لَمْ أُحِسُّ بها منْ قَبْل!فما ذنْبي إنْ كانَ ذاكَ الشُّعورِ قَدْ تَجَسَّدَني فلَمْ أقْوى على فُراقِه؟كُنْتُ قَدْ أحْسَسْتُ بشُعورٍ لَمَسَ قلْبي فشَعَرْتُ برَغْبَةٍ بتَجرِبَةِ ذلِكَ الشُّعورِ مِراراً وتِكْراراً.فرَحْ وباستِهزاءٍ:تجْرِبة!!،هههه،أتَقولينَ بأنَّ المَوْتَ تجْرِبة.إذاً يا سلامْ،فَلْيأتي كُلَّ مَنْ يُريدُ تجرِبَةَ الموتِ ويقولُ، فَلْأقْفِزُ عنِ السَّطْحِ، فإنْ تكَسَّرْتُ أكونُ قَدْ تَكَسَّرْت،وإنْ مِتُّ أكونُ مِتّ،أهَكَذا تَقصِدينَ بالتَّجرِبَة؟.وبِسُخريةٍ تقول:هِهْ، وأيُّ تَجرِبَةٍ هيَ.
أنت تقرأ
أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟
Short Storyفَوا حسرةً على قلبي... فتاة تُجبَر على تعاطي الممنوعات، فما هي العواقب؟ وكيف تتصرّف عائلتها معها؟...