part 6

17 0 0
                                    

بَعْدَ العشاءِ،وأثْناءَ سَهْرَةٍ بيْنَ الأخواتِ،حصَلَ مَوْقِفٌ بيْنَهُنَّ،تتَسائَلونَ ماذا حدَثْ؟

        بينَما دلالُ جالِسَة،ضامَّةٌ رِجْلَيْها إلى صَدْرِها،مُتَأمِّلَةً بِعُمْقٍ،ما هذا؟!إنَّ فرَحْ تنْظُرُ إلَيّ،يا إلَهي!!ما هذِهِ النّظَراتْ؟!وقَفَتْ..إنَّها تمْشي بخطُواتٍ ثابِتَةٍ باتِّجاهي...توقَّفي أرْجوكِ،لا تأتي.لَقَدْ وصَلَتْ إليْها،ترْجِعُ دلال بخطُواتٍ خفيفة،اقْترَبَتْ فرَحْ مِنْها،تنْظُرُ بحِدَّةٍ في وَسْطِ عيْنَيْها،وَ بصَوْتٍ خافِتٍ تقول:"ماذا فعَلْتِ؟" فتُرَدِّد دلال خائِفة:"ماماذا؟" ثُمَّ تُعاوِدُ فرَحْ كلامَها،ولكِنْ إنَّها تَصْرُخُ الآنْ،مُمْسِكَةً يدَيّْ دلال:"ماذا فعلتتتِ؟؟؟".

           بدأتْ دلالُ بالبُكاءِ بخَوْفٍ،ثٌمَّ نَهَضَتْ ياسمين وحياة،اقْتَرَبْنَ مِنْ فَوْقِ رأسِها،ثُمَّ رًدَّدْنَ كلامَ فرح:"ماذا فعَلْتِ؟" وقَفَتْ دلال بسُرْعَة،تَصْرُخُ مَعَ الدَّمْعِ الّذي ينْهَمِرُ بحَرْقَةٍ وغَصَّةٍ:أنا لَمْ أفعَلَ شيئاً،لَمْ أفْعَلَ شيءْ.

مَهْلاً.... إنَّ دلالَ تُهَلْوِس.

    تَنْظُرْنَ إلَيْها بتَفاجُؤٍ،حائِرينَ لماذا تَصْرُخ،وما الّذي لَمْ تَفْعَلْهُ.تنْظُرُ دلال إليْهِنَّ قائِلةً بصَوْتٍ عالٍ:"لا أُريدُ أحَداً هُنا،لا أُريدُ أحَدْ".ثُمَّ تذْهَبَ بسُرْعَةٍ إلى غُرْفَتِها قافِلَةً الباب،تَلْحَقْنَها بسُرْعَةٍ،تَدُقُّ حياةَ الباب:"ما بِكِ؟أَأَنتِ بخَيْر.فتُجيْب:أُريدُ البَقاءَ وَحْدي،أرْجوكُنَّ اعْذُروني.

        وهُنا تقولُ ياسمين،ظانَّةً بأنَّها تُحِبُّ أحَداً:"اتْرُكانِها لوَحْدِها،لا بُدَّ أنّها تَمُرُّ بأزمَةٍ عاطِفيَّةٍ".وتَمْضي دلال اللَّيْلَ بهدوءٍ نائِمَةٍ على الأرْضِ،سانِدَةً البابَ بِجسَدِها،في حينِ عَيْنَيْها غارِقَتانِ ذابِلَتانِ،حائِرَتانِ مِنْ حالِها وما وَصَلَتْ إلَيْه.فوا حسْرَةً على قَلْبِها الجافِّ هذا.



أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن