-48-السابعه والأربعون

56.5K 2.5K 188
                                    


#الموجه_السابعه_والأربعون_الأخيره1
#بحر_العشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم أن ليالى الصيف قصيره، لكن هذه الليله كانت طويله...

بمنزل زهران.
بجناح عواد
إعتدل نائمًا على ظهره ورفع إحدى يديه وضعها فوق رأسه ثم مال جانبًا برأسه يتمعن بالنظر لتلك النائمه جواره التى كان يشعر أنها كانت مُستيقظه قبل قليل لكن يبدوا أنه مازال للأدويه المُسكنه التى كانت تتناولها تآثير رغم توقفها عن تناولها،لكن خطفتها سَكرة النوم،تنهد يشعر بحِيره،للحظات لام نفسه
متسألًا،لما أدخلتها الى حياتك هى كانت القريبه للقلب البعيده عن العقل، لما تركت لجام عقلك يفلت ليتحكم قلبك، لما أدخلتها الى عتمة قلبك،
لما، ولما، ولما، أسئله جوابها الوحيد هو.....
أنك كنت تعشقها وإزداد عشقك لها... لما لم تتركها على شط النجاه بعيدًا عنك.. لما سحبتها معك الى جوف أمواج قلبك المالحه...لو ظل ينظر لوجهها كثيرًا سيضعف ويُقظها ويُخبرها كم آلامهِ كثيره وأنها كانت ومازالت وستظل الجزء المُحفز له على تجرُع علاج مُضني لفؤادهُ وجسدهُ،لكن هو غير قادر على تحمُل إختيارها،حتى لو ضحت وقبلت به مع إحتمال أن يعود جليس مقعد متحرك مره أخرى، كان دائمًا يختار السباحه ضد التيار ويُعانده،ربما آن الآوان أن يترك نفسه وحيدًا لجرفة التيار.

نحى غطاء الفراش عن جسده ونهض من على الفراش يشعر بآلم،جذب علبة السجائر والقداحه وأخذ مئزر له وإرتداه وزم طرفيه عليه بعشوائيه،ثم فتح باب الشُرفه بهدوء ثم أغلقهُ خلفه وذهب نحو إحدى المقاعد الموجوده بالشُرفه وجلس عليها،أشعل إحدى السجائر نفث دخانها ينظر أمامه الى أضوية المنازل المُحيطه،كان من ضمن تلك الأضويه ضوء يظهر من مكان منزل والد صابرين
ذالك المنزل الذى يومًا ضاعت أمامهُ أحلام فتى صغير كان يرى المستقبل مُزهر يتمنى فقط أن يأتى يومًا ما ويضمهُ والده الى حضنه يمدحه أنه أصبح مثلما أراد سباح عالمى،وكذالك طبيب مشهور
لكن شاء القدر له أن تنتهى تلك الأمال باكرًا
أضحت أمانى ضائعه
عاد بذاكرته الى قبل أيام قليله
حين جلست لجواره صبريه بحديقة المشفى
[فلاشــــــــــــــــ/بـــــــــــاك]
ترك رائف عواد مع صبريه التى جلست جواره على ذالك المقعد الرُخامى
بتردد منها وضعت يدها على يد عواد الذى كان يضعها فوق المقعد،
إستدار عواد بوجهه ينظر ليد صبريه التى وضعتها فوق يدهُ،كاد يسحب يده من أسفل يدها لكن هى تمسكت بيده،تنظر لوجهه،تلاقت العيون تحكى وتبيح لبعضها بآلم وآنين مكبوت من سنوات بالقلب،آن الآوان أن يُفصح عنه ربما يجد هذا الآلم الدواء،وينتهى الآنين.

دمعه فرت من عين صبريه،تعجب عواد لتلك الدمعه،لكن تحدثت بحقيقه هى تعلمها جيدًا عن فتى كانت هى بمثابة صديقته الوحيده،وكان هو خازن أسرارها،كذالك هنالك شئ آخر قد يكون نسيهُ وسط تلك الآلام القسوه الذى شب عليها:
إنت قلبك مش زيهم يا عواد.

بحر العشق المالح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن