-36-الخامسه والثلاثون

51.6K 2.2K 151
                                    


#الموجه_الخامسه_والثلاثون
#بحرالعشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــ
منتصف الليل، لندن
نهض عواد من على الفراش يشعر بعدم الرغبه فى النوم، كآن النوم تخلى عنه رغم أنه مُرهق، أزاح تلك الستائر، وقف خلف باب الشُرفه الزجاجى ينظر أمامه رغم ان الربيع قد توغل لكن مازال هنالك غيوم ظاهره بالسماء،أشعل تلك السيجاره ونفث دخانها، لأول مره ينتابه هذا الشعور بالرغبه فى العوده مره رغم أنه
لم تمر سوا ساعات على سفره، ويشعر بالشوق
لـ صابرين، يشتاق الى أن يشعر بأنفاسها قريبه منه
يشتاق لشعور برائحة عطرها وشذاها
يشتاق لبسمتها وعفويتها حتى تحديها وإستفزازها
يشتاق لكل شئ بها لمعة عينيها ضحكة شفتيها
شفتيها يشتاق لقُبله لا لقُبلات
وضع يدهُ على شفاه مازال يستشعر مذاق تلك القُبله التى قبلها لها ظهر اليوم قبل مغادرته

لكن بنفس اللحظه تذكر، رد صابرين التى إرتبكت بعد تلك القُبله ظهرًا
[فلاشـــــــــــ/باك]
رفع عواد رأسه عن عُنق لـ صابرين ينظر لها، ينتظر ردها على سؤاله للحظه رأى الارتباك على وجهها
عاود السؤال:
كنتِ بتعملى أيه فى أوضة ماما.

رفعت صابرين وجهها وتلاقت عينيها مع عيني عواد الذى يبتسم بخبث إستجمعت شتاتها وقالت:
وإنت مالك شئ خاص مالكش فيه؟

تحولت نظرة عواد لـ عبث وهو يضع إحدى يديه على خصرها واليد الأخرى وضعها على الحائط خلف كتف صابرين التى أصبحت مُحاطه بجسده وإقترب من أذنها هامسًا بهدوء ونبره مُغريه:
ويا ترى أيه الشئ الخاص ده اللى يخليكِ طالعه من أوضة ماما تتسحبى زى الحراميه وماشيه مش شايفه قدامك.

أغمضت صابرين عينيها،عقلها يذم ذالك الوغد الذى يستغل تلك الهرمونات التى تُسيطر عليها وتُضعفها أمامه،بينما جسدها يشتهى ذالك القُرب والدليل يدها الخاليه وضعتها على كتفه، ثم رفعت وجهها تنظر له مره أخرى وقالت بتعلثم: حاجه نسائيه خاصه ومش لازم تعرف هى أيه، أرتاحت كده.

إبتسم عواد بمكر وهو يرى هدوء إستسلام صابرين لذالك الوضع بينهم دون أن تدفعه عنها بل ويدها التى وضعتها على كتفه كانت مثل نسيم موجه هادئه بيوم صيفى حارق، تُرطب القلب...

كلمه منه كانت مثل السحر،حين قال:
هتوحشينى يا صابرين.

بتلقائيه من صابرين وضعت تلك الكومه الصغيره من شعر تحيه بجيب كنزتها ولفت يدها الأخرى حول جسد عواد كآنها تُعانقهُ...
تفاجئ عواد من ذالك لكن إنشرح قلبه وإلتف بيديه يُعانق جسد صابرين بحميميه،
مازال يآسر جسدها بين يديه لكن رفع رأسه، ينظر لوجهها، وقع بصرهُ على شفاها التى تضمهما ببعضهما، أحنى رأسهُ قليلاً وقبلها، مستمتعًا بتجاوبها معه الذى يشعر به،تغاضى قلبه عن تبرير عقلهُ أن صابرين بهذا الشعور فقط بسبب هورمونات جسديه تُسيطر عليها،لكن الحقيقه كانت عكس ذالك هى بداخلها تشتُت بين رغبة قلبها قُربها من عواد ورغبة عقلها الذى يُحذرها من الإنجراف نحو مشاعر واهيه
رغم الصراع بين عقل وقلب كل منهما لكن إستسلما لتلك المشاعر حتى لو كانت واهيه،يعيشان لحظات ليست محسوبه من الوقت قُبلات تُنشى فؤاديهما
وهما يتنفسان من أنفاس بعضهما ... قطع تلك اللحظات الصافيه صوت طرق على باب الغرفه ... ترك عواد شفاه صابرين لكن مازال يُعانق جسدها بين يديه لدقيقه قبل أن يعود الطرق مره أخرى فاقت صابرين من تلك المشاعر التى كانت تُسيطر عليها وأبتعدت عنه، تُخفض رأسها تُبعد بصرها عنه تشعر بحرج من ذالك الإستسلام التى كانت به معه... بينما عواد شعر بنقص كان يود ان تظل صابرين بين يديه، إبتلع تلك الغصه فى قلبه بسبب هروب صابرين بعينيها بعيد عنه، ثم توجه نحو باب الغرفه وفتحه ليسمع تلك الخادمه تقول بإعتذار:
آسفه يا بشمهندس، بس ماجد بيه قالى أنى ابلغك أنه بيستنى حضرتك فى أوضة المكتب.

بحر العشق المالح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن