-49-الثامنه والأربعون

61.2K 2.6K 187
                                    



#الموجه_الثامنه_والأربعون_الاخيره2
#بحرالعشق_المالح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع.
صباحً
بالأسكندريه
بشقة فادى
خرجت غيداء من غرفة النوم الأخرى ترتدى ثياب خروج،لكن قبلها وضعت يدها على بطنها ببسمه هى جائعه،سابقًا كانت قليلًا ما تتناول وجبة الفطور لكن أصبحت بشهيه شرهه فى الآونه الآخيره،توجهت ناحية المطبخ،لم تتفاجئ حين رأت فادى الذى مازال بملابس منزليه عباره عن سروال قصير وفوقه تيشيرت دون أكمام،تلك الملابس تُبرز قوامه الضخم المتناسق ،لامت نفسها على هذا الشعور بالأعجاب،بينما فادى كان يقوم بتحضير الفطور لنفسه كعادته كل صباح منذ أن عادا الى الأسكندريه بعد ثلاث ليالى فقط قضوها بالبلده،إختارت غيداء الإنزواء عنه بغرفه أخرى،بسبب ذالك الحديث بينهم مُقتضب ومُختصر رغم ذالك يحاول فادى أن يتمالك أعصابه ومضطرًا يُعطيها عُذرًا،هو من بدأ بلعبة إنتقام خسر فيها هو الآخر، بل هو بالأكثر ويبدوا أنه يجني هجر مقابل الغدر.

بينما غيداء بالحقيقه تُعاقب نفسها مثلهُ تمامً هى الأخرى أخطأت ولكل خطأ ثمن يساوى فداحته،كذبه تفرضها عليه حقيقتها برحِمها جنين يتكون لاتعلم كيف ستواجه معه الحياه فيما بعد ربما تكون وحدها زواجها من فادى مجرد واجهه لتصحيح صورتها هى فى أعين الناس،كذالك حتى لا يوصم طفلها بإبن الخطيئه،هى على يقين أنه كذالك بالفعل،لكن هو لا ذنب له أن يحمل على عاتقه خطيئة غيرهُ فعلها بلحظة ضعف وإنسياق خلف موجه عاليه ،وجب أن يآتى بغطاء زواج شرعي مُعلن،حتى لو لم يدوم هذا الزواح سوا وقت قصير .

رعم ان فادى يقف أمام الموقد يعد بعض الطعام، لكن شعر بوقوف غيداء على عتبة المطبخ رغم أنه يُعطيها ظهره، لكن قال بود:
صباح الخير، تحبي أجهزلك فطور معايا، ولا هتقولى زى كل يوم مش جعانه، ويادوب أخرج من المطبخ وتدخلى تاكلي، أنا بقول خلينا نفطر مع بعض زى أى إتنين متجوزين، مفاتش على جوازهم أربعين يوم، يعنى المفروض لسه فى شهر العسل.

تهكمت غيداء بمراره قائله: عسل، لأ أنا مش جعانه.

قالت غيداء هذا وإستدارت بوجها وكادت تبتعد عن المطبخ لكن فادى ترك ما بيده وسريعًا قطع تلك الخطوات القليله وقبض بيده على عضد إحدى يديها قائلاً بنبرة رجاء:
غيداء، بلاش طريقتك دى وخلينا نقعد نفطر سوا زى أى زوجين.

مازالت نبرة التهكم المُره هى ردة فعلها لكن زاد دمعه توقفت بين أهدابها، لاحظها فادى الذى غص قلبه الا يكفيه هذا العقاب القاسى الذى ناله بطلاق والدايه ليلة زواجهُ... كذالك مصطفى الذى كان بمثابة أكثر من أخ له يفوق على حقيقه قاسيه أنه لم يجمعهم أخوة دم واحد،فاق من غفلة الإنتقام على قسوة الحقائق الذى أضاعت منه حب غيداء البرئ
لكن ربما تعطى الحياه فُرص أخرى والشخص الذكى هو الذى يستغلها وهو رغم فداحة ما فعلته غيداء حين أجهضت ذالك الجنين،لكن إعترف أن هذا من ضمن الجزاء الذى فعله معها،حقًا قُهر فى قلبه،لكن هو من بدأ بالخطأ بحقها حين فضحها أمام عائلتها كان يستطيع إخفاء تلك الخطيئه بينهما الأثنين فقط لكن هو توغل الحقد فى قلبه لدرجة أنه لم يستوعب أنه لم يكتسب من ذالك سوا ظهور حقيقة مصطفى الذى لم يتفرق الأخوه فقط بالموت بل تفرقا أيضًا فى النسب كلُ منهم ينتسب لدم آخر.

بحر العشق المالح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن