²³ فوضَى وحقِيقة.

142 19 28
                                    

𝓔𝓷𝓳𝓸𝔂


𝓦𝓻𝓲𝓽𝓮𝓻

حينَ وصلَت الحافلَة، فصَلَت ايرين تَواصُلهَا البَصرِي مع الأسمَر بارتِباك لشدّة عُمقِ نظَراتِه أسفَلَ ضوءِ عمُودِ الإنارَة.

شعرَت بالضّياعِ والتّشوّش لأنّ اجتمَاعَ بصرِهِما دامَ وقتًا طويلًا وقرّرت ركُوب الحافِلة قبلَ أن تهتَاجَ مشاعرهَا أكثَر.

لا يُمكنهَا أن تدَع ما حدَثَ آخر مرّة يتكَرّر مجدّدًا، فهُو مراوِغ وسيوقِعُ بهَا في فَخّه.

وبالفِعل الأطولُ لعُوبٌ بطبعِه ومخادِع، يستمتِع بايقَاعِ الفتياتِ بحبّ رجوليتِه.

قبضَ كيم كاي على معصَمِ يدِها وسحبَها نحوَهُ يَمنعهَا من ركُوب الحافلَة التِي تقفُ بالمحطّة ببابِها المفتُوح.

نظَرَت إلى قبضَةِ يدهِ الملتفّة حَول معصمَها ورفعَت بصرهَا بُبطءٍ لعُيونِه تاليًا.

"ماذَا؟"
ارتبكَت أكثر لرؤيَة مقلتَيه ونظرَاته الغير مفهُومة لملامحِ وجههَا لتَرمِشَ في محاولَةٍ منها لاستيعابِ ما يجرِي له.

"أنتِ لم تشكرينِي حَتى على طَردِ هؤلاء الحَثَلَة عن طريقِك!"
همسَ بابتسامَةٍ متكلّفَة ورفعَ حاجبَهُ ينتظِرُ ردّها.

" لا تَلمنِي، فأنت اربكتنِي لدرجَةِ نسيتُ من أكُون وأنا أتأمّلُك!"
وردّها كانَ مُفَاجئًا لصَاحبِ البَشرَة الدّاكِنَة والذِي جعلَهُ يصَابُ بالدّهشَة من جُرأتهَا.

"سأوصلُكِ للمنزِل، تعالِي!"
أرادَ سحبهَا لسيَارتِه ولكِنّها ثبَتت في مكانِها دونَ حركَة وحرّرَت مِعصمَها مِنه فثبّت بصرهُ على ملامِح وجهها بهُدوء.

"منزِلي بَعيد! بعيدٌ جدًا!"
همسَت بنبرةٍ أنثويّة خافتَةٍ ونظَرت لسَائِق الحافِلة الذِي ينتظِرُ ركُوبهَا.

"لا بأس، دعينِي أوصلُكِ!"
استغرَبَ من رفضِها ولكنّه أصَرّ مُمسكًا بيدِها بعرضِ كفّه هذه المرّة.

"كلّا، لا تتعب نفسَك، الحافِلة تفِي بالغَرض!"
رفضَت مجدّدًا ونظرَ في عيونهَا التِي تحدّق فيه بجدّية ليخلِي سبيلَ كفّها الصّغير ببطء.

"حسنًا، كمَا ترغبِين!"
استدارَ لأجلِ الانصِرَاف بعدَ أن دسّ كَفيهِ الباردَتانِ بجيُوب بِنطالِه.

"كيم كاي!"
التفتَ المعنِي حينَ نادتهُ بصوتهَا العذب وقد صنعَ ابتسامَة جانبيّة على شفتَيه تدُلّ على الانتصار فمؤكّد أنّها غيّرت رأيها، مخفيًا اهتياج مشاعرِه من طريقَة نطقهَا لاسمِه.

الهُدُوء الصّاخِب || KIM KAIOù les histoires vivent. Découvrez maintenant