³² لقد فاتَ الأوَان.

118 16 21
                                    

متَابعَةٌ ممتعَةٌ.






صوتُ الصرّاخِ ملأ المدرسَة والطّلابُ نزَلُوا من السّلالمِ يهرولُون للأسفَل ومن روَاقٍ إلى آخر نحوَ حديقَة المدرسَة التِي تجمّعَ فيهَا الطّلاب في كلّ الأنحاء يشاهِدُون ملامحَ وجهه المخيفَة ولونُ بشرتِه اقتحنَت بالحمرَة وعيونَهُ التي قَد اكتسحَها الغضب.

بشعرٍ مبعثَرٍ على جبهتِه يحجُبُ جزءً من رموشِهِ وعيونِهِ الحادّة.

جبين متعرّق وعروقٌ بارزة، تعكِسُ غضبَهُ وهيجانَهُ، وجميعُ الطّلاب مندهشِين من انقلابِهِ المفاجئ.

يضعُ صاحبَ الشّعر النَاري أسفلَهُ ويعنّفه ضربًا أسفلَ قبضتَي يدَيه الحديديّتان ببغضٍ، لكماتٌ حادّة شوّهت ملامحَ وجهِه.

مقاومة الطّريحِ على الأرضِ لم تجدِي نفعًا، شعورُه المُميتُ بالألم جعلهُ يندِمُ على إثارة غضبِ كيم كاي، حتّى ظهرَ شيطَانهُ المكبُوت الذّي لطالمَا رغِبَ برؤيتهِ.

لكنّهُ سعيدٌ في الآنِ ذاتِه كونَ خطّتهُ أخيرًا نجحَت فأي خطأ يرتكبُه كيم كاي، سيجعلهُ يقعُ في ورطَة ويُحسمُ أمرُه.

لكماتُ الشيطَان بفكّهِ لم تكُن هيّنةً بَل شَعُر أن كلّ لكمَة أقوَى وأشَدّ صلابَةٍ بكثيرٍ من سابقاتها، بحيثُ قد ازرَقّت المنطقَة حولَ عينهِ اليمنى وامتلأ وجههُ بالكدماتِ الدّاكنَةِ حتى سالَ الدّماءُ من أنفِه وفمهِ.

لم يكُن هيجانَهُ من دونِ سبَبٍ البتّة، فلقَد تنمّر على صاحبهُ الوحِيد مجدّدًا وسرقَ الوثيقَة التِي تؤَكّد اشتراكَهُ في مبارياتِ كرّة السلّة السنوِيّة، وذلِك أثارَ غضبَ سيهُون الذي علمَ مباشرَةً من وراءَ ذلِك حينَ قامُوا باستبعادِهِ من التدريبَات.

ولم يستطِع البقَاء صامتًا فكُرَةُ السّلة هي حياتُه بأكملهَا ومستقبلُه أيضًا، لذا راحَ يشاجرُ تايهيُونغ بعصبيّة.

وحينَ وصلَ صاحبُ الوشم، كلّ مَا رآهُ هو صاحبُه مقذُوفًا على الأرض وأقدامُ عصابَةِ الأخير تبرحهُ ضربًا.

كونُه أقدمَ على لَكْمِ تايهيُونغ، عنّفوا جسدَهُ بين أقدامِهم حتّى أصبحَت حالتهُ يرثَى لها.

الطّلابُ يمكنُهم رؤيَة أفرادِ العصابَة مرميين على الأرض بالحديقة بعدَ أن صارعَهم الشيطَان وجعلهُم يتعلّمونَ درسًا لن ينسُوه طوالَ حياتهم.

بل كادَت عظامهُم تتحطّم، ولا أحد فيهم قادرٌ على الحركَة وجزمَ الطّلابُ أنّهم لن يقدرُوا على الحركَة لشهر أو أكثر.

الهُدُوء الصّاخِب || KIM KAIOù les histoires vivent. Découvrez maintenant