بين المجرات

26 3 0
                                    

في ليلة صيفية وأنا أصارع النوم أتقلب يمينا ويسارا

في غرفتي ، بعد أن غالبني الحر وتصبب جسمي

عرقا حتى جفت مسامه و تعكر صفو نومي جراء

أزيز الذباب الذي أفسد خاطري ، اضطررت النوم في

الشرفة معانقا نسيم برد مريح أتأمل حوار النجوم و

جدالهم بعضهم بعضا في حضرة القمر

.حيث تشتكي نجمة قلة نورها و ضعف حيلتها وسط

شساعة الأكوان : أيها القمر أبغضك في كل هيٱتك ،

أكرهك وأنت بدر، و كم أمقتك و أنت تتبختر في

هيأة الهلال مزينا بقاع المجرات ، كسراج منير

لرحالة وسط قفار الصحراء

رد القمر مبتسما : يا أيتها النجمة ما حاجتي

بضخامتي و نوري الساطع ووحدتي ظلام حالك

نهشت ضيائي ،

و كم دام خصامي مع الشمس وانقطع حبل الود

بيننا و ما أنا بملاقيه منذ نشأة المعمور وأنت مع

شقيقاتك مؤنسين

ما فائدتي من هيٱتي التي لم تزدني إلا استنزافا و

شقاء

فطأطأت النجوم رؤوسها راضية بحالها وارتمت في

حضن القمر ...

وسط كل هذه التأملات غالبني النعاس فدخلت إلى

عرين الأحلام

خواطر مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن