هيام ميتافيزيقي

20 1 0
                                    

لا تحدثني عن الإشتياق و أنت لا تعلم كم يحن و يتحسر الجسد على فراق الروح، بينما يظل مكتوف الأيدي منعدم السبل للحاق بها ،و هي تتصاعد بعيدا عنه إلى عنان السماء ،إلى مالا تراه حواسه و لا تدركه بصائره ، فيغمر نفسه في التراب حسرة و شقاء .

لا هي لحالها قررت ان ترفرف و تكتسي جناحان، و لا هو رغبة منه توشح الطين و الصلصال، و إنما استسلاما للأقدار و للغريزة التي جبل عليها نظام الإنسان

صحيح كلاهما لم يقصر في الضرر بالٱخر
لا الروح تهاونت في منح العديد من المشاعر السلبية. و العديد هي من الأوقات الحالكة التي تكبدها الجسد جراء التناقضات النفسية و المشاعر المبهمة السامة التي خنقته بها محبوبته

ولا الجسد توانى في إحراج و جرح أو العبث بروحه
وجملة هي المواقف التي اقترفها البدن ، الأقاويل و التي تفوه بها بلسانه وشفتيه،الأفعال التي أقدم عليها بأطرافه و القرارات التي اتخذها بعقله أو قلبه و التي كلها أدت إلى مالا يحمد عقباه، أفرغت الروح من زخمها و أخمدت شعلتها و بريقها و أطفأت النور عليها ،جعلتها مكفوفة في غسق الدجى

لكن رغم كل هذا يحبان بعضهما ، الموت هي الوحيدة التي تستطيع التفرقة و الفصل بينهما ، وإفساد الكيمياء التي تحوم حولهما

على أمل تجدد اندماجهما ، و حياة أخرى تجمعهما، حياة سرمدية خالدة ووردية بدون شوائب سوداء .

علاقة حب في منتهى العبثية و المثالية .

خواطر مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن