وعاء

0 0 0
                                        

لا زلت أذكر في أحد الأيام الدراسية لما كان الأستاذ يوزع علينا نتائج ٱخر اختبار ، ولازالت استحضر لما وصل إلى ورقتي وأخذ يكيل المديح و يردد مدى تفوقي في هذا الإمتحان  ، لكن جزء مني كان يخبرني أن لا أصدقه ، تعابير وجهه كانت تغالط كلماته الواهية ، لأني علمت مدى بياض الورقة التي قدمتها و عشوائية إجاباتي ، لكن جوارحي ارادت تصديقه ، أردت تجربة شعور الفخر بمهجتي و أن أحس بوجوديتي و كينونتي ، حتى قال لي بصوت استهزاء ينبعث من منبع لا إنساني :  " أحسنت لا يسعني إلا التصفيق على مدى تشبتك بالغرق من السيء إلى الأسوء ، أعلم كم تحب التقهقر و الهوان"
فأخذ زملائي يضحكون بدون هوادة ، حتى من وردة التي أحبها الطفل البريء بداخلي قهقهت ساخرة مني.
حينها شيطاني  أخد يصرخ غضبا بداخلي، ينوح قهرا وسوادا في صميمي ،جعل جانبي الأسود المسجون ينتفض و يغلب بياض براءة الطفل في ماهيتي . لأول مرة تمنيت لو يموت إنسان ما،  لو أتخلص منه إرضاءا لكبريائي ، و أجعل شيطاني ينتقم  لملاكي ، لأن سخطي  و قسوة الوضع كانت أقوى من ما يمكن أن تتحمله ميكانيزماتي النفسية أنذاك  

فكان ذلك القطران أو الإكسير الخبيث  الذي ملأ  به  وعائي  النفسي  الفارغ  الذي على إثره نهجت سبيلي في الحياة ،و  كان هذا هو مفترق الطرق الطرق الذي أخدني إلى الأراضي القاحلة ، الصحاري الضحلة و الغابات الجرذاء بدل البساتين المزهرة و الينابيع العذبة ، فهل من منقذ يسكب الوعاء و يعيد ملأه بترياق نجاة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 04, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خواطر مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن