من الخاسر ؟

17 2 0
                                    

سنعرف الغرض و الكينونة التي برمجت عليها الحياة و ما تخفيه معالم رموزها ،  وندرك ما يسدل خلف ستار وجوديتنا
حينما نعلم الخاسر الأكبر بين شيخ تسعيني غادر للقاء ربه ، تسلقت روحه معظم خصلات جسده فوافته المنية ،
وولادة طفل ناعم الأظافر  ، يتثاءب في دولاب مهده يلفظ أولى صيحاته ، يرمق صور واقعه للوهلة الأولى دون وعي بالخصوم و المعارك التي تنتظره

حسنا هل الحياة بهذا البهاء تستحق الجلد لنعيشها؟ ،  نعم تستحق وإلا لن نجد من يسرق ، يحتال و يقتل ليعيش ، لن نجد من يخاف الموت، بل سنمني أنفسنا للقيانه و نتوق له كما يتوق الفنان لومضة إلهام تحرك  سكون إبداعه و تروي جفاف استيائه .
هل الكهل استفاد كما ينبغي وأراد من التسعين سنة ماضية؟ أم أن السنين لم تسعفه و أرسلته خاسرا لحياة أخرى. أم أن الموت هو الخسارة بحذ داتها، حرمه من الخلود معانقا ياسمين الحياة و ريحانها

من منظور اخر بما أن الموت حتمي و مغامرة الإنسان محكومة عليها بفشلها مند البداية جراء نهايتها التي لا مفر ولامهرب منها، حيث يأخد الموت كل مساعي الإنسان للنجاح و التحصيل، فتذهب كل مغامرته سدى ، لذا لا داعي من وجوده فولادته خسارة فادحة يستحيل ترقيعها مهما كانت مغريات الحياة.
ما مدى استعداد الطفل لتحمل أعباء التسعين سنة القادمة؟ أم أنه ولد خاسرا من رحم أمه و جينات الهزيمة تجري في دمائه   ،أم أن حقا ولادته هي الخسارة بحد ذاتها، ألقت به يحترق في جحيم الحياة و سعيرها ويغرق مختنقا في محيطها و خليجها
الإجابة تتوزع على العديد من زوايا النظر لذا فالإجابات متعددة ما يجعل ماهية وجوديتنا من أسرار الكون و غيبياتها .

خواطر مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن