مستنقع أسري

12 2 0
                                    

بينما أنا مستلقي على الأريكة ،  مبعثر الأطراف ، كغزال تعرض للإفتراس فتلاشت أعضاءه ، أحاول إستنشاق ما أمكنني من الهواء محاولا ، التخلص من ذلك المغص الذي التهم صدري ، مروع الخاطر أوشك على الغثيان
بينما أنا أصارع عشوائية الوضع الجسدي و العقلي الذي أنا عليه ، وقفت أمامي زوجتي باستقامة جندي أثناء عزف النشيد القومي ، رمقتني بنظرات تقزز واشمئزاز، تعودت عليها وٱلفتها ، معاشرتي لها لعشر سنين ماضية جعلتني أدرك مأساوية و عبثية ما ستقدم على قوله ، فقد كانت تميمة حظ عاثر منذ أولى أيام عقد قراننا
أخبرتني بدون تمتمة و پإرادة لا هوادة فيها  ،ورغبة جامحة : لقد كنت نصفي الأسود ورفيق دربي المعاكس الذي جعلني أموت و الروح لازالت تعانق جسدي ، كنت أحبك درجة الهيام ، لكن الٱن يال قشعريرتي منك ، إنك أذى للعين ، لذى أود الإنفصال
ما صدمني ليس كلامها ولا الهالة الخبيثة التي تحوم حولها ، لأني أعلم أن إرادتها وليدة سؤم تراكمي من مدى شناعة علاقتنا ! بل أدهشني إستقرار نبضات قلبي و سكون مشاعري ، و انتظام أنفاسي كأني لم أسمع حدثا سيزعزع من نسق حياتي و ، نظرت إليها بنظرة إزدراء و جفوني ذابلة كمخمور ثمل ، غارقة عيناه وسط خليج من الهالات السوداء كثقب دودي في أفق السماء
إنها لا تستحق عناء الرد ولا إهدار طاقتي في إجابتها
فحاولت تفاديها وتغيير المكان
لكن لم ألحظ ابنتي متسمرة في البهو تسترق السمع تغالب العبرات ، و كدمة في وجهها من صفعتي لها لازالت تلف مقلتيها
أخرجت غليوني فصرت أدخن و أرتشف كأسا نبيذ يروي حلقي كأنه رحيق الٱلهة ، أعض أظافري و أحاول التفكير في الوضع الذي أنا عليه ، لكن ٱلام رأسي و أمعائي المتشنجة جعلتني أعجز عن إدراك ما حولي
صارت زوجتي تلاحقني في أرجاء المنزل و تصرخ بكلام لم أسمع منه شيئا جراء ما أعانيه من دوار
ابنتي صارت تبكي و تشهق كأرملة فقدت زوجها في عز شبابها ، فصار التوتر يتصاعد شيئا فشيئا أحس كأني في خضم زوبعة أو غابة من الأشواك و الصبار
لم أحس ولا أعلم كيف تحرت يدي من طوع نفسها حتى كسرت زجاجة نبيذ على رأس زوجتي والدم يزين وجهها وامتزج مع سواد شعرها
غالبني الغثيان تارة أخرى دون توقف ، أغثوا حتى ضننت أن أحشائي ستخرج ، فسقطت مغميا علي...

خواطر مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن