مجتمع الأدغال

21 2 1
                                    

أخذت الأفعى المجلجلة تمشي تتراقص بذيلها الجرسي بين السنديان و الٱجام في عتمة الدغل ، تبحث عن بيض سلحفاة تائهة ، أو عن صغار قوارض لا حول ولا قوة لهم ، لكنها صادفت بشخص غير مرحب به للبتة ، وجدت ذئب ٱوة يهتك رقاب عنزة ويعبث بأحشائها  ،  كان قد تربص بها من أحد المزارع المجاورة ،
وليس بالبعيد جدا لمحت  غضنفر يستغل سلطته لخرق قوانين الغاب وأقام علاقة محرمة مع إحدى أنثى الأرانب العاشبة
واصلت زحفها حتى التقت لقت قاطورا من أقربائها يحتظر متخاذلا بعد انهزامه من كبير عشيرته ، في معركة تزاوج ، جعلت الغابة في حالة من الفوضى و الإنقسام
لقاءات بعثرت أفكار الأفعى و جعلها تدرك مدى تدهور النسيج الذي يحوم حول الأدغال وكيف تٱكلت خيوطه المتشعبة التي تربط مختلف المواطنين و العشائر و كانت أساس النظام الذي أضحى بين عشية وضحاها على وشك السقوط
تابعت زحفها وجوعها اشتد حتى مغص أمعائها ، حتى ركبت قمة التل لامحة بيض بجع على ومضة عين أن يفقص ، فأسرعت لتشبع ضورتها ، وتسد جوسها
لكن شيء ما في اللاوعيها  جعلها تتردد لهنيهات معدودة ، شعور لم يألفه صدرها حاول منعها عن ذلك لكن بدون جدوى غرائزها كانت أقوى ، و موازين القوة التي بني عليها نظام الأدغال حتمية لا ترحم ،
فأخذت تنهش بالزدراء  تلبية لنزوتها الحيوانية و  فطرتها الهمجية الدنيئة التي جعلت مجتمعها من أدنى مخلوقات المعمور 

خواطر مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن