خواطر مجنون

تيار وردي

أخبروني أن مهما بلغ كبريائك الذرى و بلغ تقديرك لذاتك مسارح و غياهب الأفق ، ستأتي فتاة قصيرة تضرب كل ذلك عرض الحائط ،
فتاة جعلت من روتيني الصباحي الذي ماعادت جوارحي تتحمله فردوس أحلام و أفراح  ، فتاة هي كالنحلة التي طارت بي محلقا فوق خناجر الصباح الكئيب و لهيب جحيم بكرة غسق اليوم الذي لا أعلم كيف سأمضيه و أكبح غرائزي التي أصبحت ترفض العيش و معاشرة بني ٱدم ،  و طائر العنقاء الذي يسري بي بعيدا عن دجى أعتاب الدهر و هواجسه

فتاة ذات هالة وردية تفوح منها نسائم الجوري و البنفسج من بساتين ظرافتها و يشع منها شعاع عبق ذري من مجرة مقلتيها ،
ولا زلت لا أعلم كيف أفشل للٱن  في كبح ابتسامتي التي ترتسم محاكاة مع ابتسامتها التي تبرق من خلالها أسنانها كما يسطع اللؤلؤ و المرجان من قاع الخليج
ويحي حين جمعت بنا الأقدار في ذات الزمكان وصرنا نتحدت الحديث تلو الٱخر و يدي استيقظت فيها روح رأت مهجتها في شعرها المخمري الذي لا زالت أناملي ترتعش لمداعبة خصلاته
تقول لي يال حنانك ، المسكينة لا تعلم أنها و قود قلبي و الشعلة التي جعلت جفاف عواطفي حديقة ياسمين و ورود و جعلت رثاء فؤادي موسيقى رومانسية و شعر غزل جاهلي
أعلم أنها ستخبرني أني أبالغ ، لكن لو أخبرتني ذلك سأصنع لها تمثالا من خوالجي و دمي في صميمي  لتعلم حقا درجة حسنها و بهاء طلعتها
حقا ادركت عظمة خلق الله وأنا أتأمل روعة تفاصيلها ،
ابداع إلهي في غاية الرقة و النقاء