خواطر مجنون

ما قبل النوم

وضعت رأسي الذي اجتاحه الألم على إثر تصدع عقلي جراء حمي التفكير الذي التهم خلاياه، على وسادتي الصوفية ، فأغلقت مقلتي أتدبر حال ابن ٱدم فوجدتها كلها مأساة وشقاء ، أنسج خيالا سرمديا ذو أبعاد عبثية شتى ،
أتهيأ سجينا في إحدى القلاع السجنية في أراضي سيبيريا الثلجية ، يسامر وحدته في إحدى اللايالي العاصفة و الأرق خيم بجناحيه على عيناه فأرغمها على الذبلان ، و ركبتيه الهزيلتين تقشعر من نسيم البرد الخبيث الذي أرهق جسده ، و مشهد الدم ينسل عبر أنامله لا يكاد يختفي أمام ناظريه

أتصور مسؤولا وزاريا فاسدا منفيا وسط كوخ في إحدى الغابات الإستوائية بكولومبيا محاطا بحقول الماريخوانا العائدة لأخطر عصابات تجارة المخدرات ، يخرج ليسترق النظر في الأرجاء بعد أسابيع من الهوس و الذعر ، فلا يكاد يخطو خطوته الأولى حتى تلقى رصاصة الرحمة من قناص مجهول

أفكر في سكير وسط حانة يشرب نبيذا أحمر في إحدى الليالي الممطرة ، كأسا تلو الٱخر ، يمني النفس للنسيان جرحه الذي تغلغل عمقه في أواصل فؤاده بسبب معاناته المتكررة و الخيانات التي تكبدها ، حتى فقد إحساسه بنفسه و صار يصرخ كالمجنون وسط حزن هستيري

فأخد دماغي يغوص في مخاضات هذه الأفكار الموحشة ، و يركض في متاهة هذه المواقف الحياتية الدرامية فعجز عن الخروج منها بتصور يخمد الشعلة التي أوقدها تفكيره المستمر ، حتى وجد نفسه تائها للخروج منها