الفصل السابع عشر

3.8K 122 16
                                    

دخل إلى الشقه بضعف وحزنه يملأ قلبه رأها تجلس على كنبه أمام التلفاز فإتجه ناحيتها وجلس على ركبه أمامها فنظرت له بذهول وتعجب وجاءت أن تتحدث الا أنه احتضنها بقوه وكأنها هى ملجأه الأمن من هذه الحياه المؤلمه...
حاوطته بحنان فهى تعلم ما يحس به ... فقال بصوت اليم : ليه عملت فيا كده .. مكنتش عايز ابقى كده .. ليه ديه امى ... شدد من احتضانها وقال : زمرد أنا تعبان .. أنا حاسس انى خلاص نفسى بدأ يضيق من الحياه ديه
قالت بلهفه وصوت حنون : لا يا قاسم متقولش كده مش احنا وعدنا بعض أن احنا هننسى اى حاجة فاتت
رد بألم وحزن: نفسى اعمل كده فعلا يا زمرد ..نفسى انسى بس مش قادر انسى مش عارف اعيش عادى وانا عارف ان هى عايشه .. مش عارف اتخطى طول عمرى عايش غلط فى غلط فمكنتش بحس بحجم الحاجة إلى بعملها ..إنما حالا فهمت كويس أنا عملت ايه فهمت ازاى كنت حد زباله معندوش قلب بيعمل اى حاجه حرام
زمرد وهى تربط على ظهره بحنان وتقول : ورجعت يا قاسم عرفت غلطك ... سهل الإنسان يغلط بس صعب انو يرجع عن الغلط ده وانت عملت الصعب يا قاسم عرفت غلطك وبدأت تصلحه .. ربنا غفور رحيم يا قاسم ارجعله وانت هتحس انك بقيت شخص تانى ومش هتبقى محتاج دعم لا من دكتور ولا منى حتى .. ربنا الاحن من اى حد فى الدنيا هو إلى هياخد بيك للطريق الصح
هدأ عندما استمع لحديثها .. ومن ثم خرج من أحضانها ونظر لها نظرة احتياج وقال : أنا محتاجك يا زمرد
فهمت زمرد مقصده فأمأت برأسها ببطئ وهى تريد أن تفعل اى شئ ليخرج من حالاته .. فحملها ودخل إلى غرفتهم يحاول أن ينسى العالم المؤلم فى بحور عشقها أما هى كانت تحاوطه بحنان فهى تعلم ما يشعر به من ضعف والم وقهر .....
بعد مده ليست بقليله احتضنها بقوه ونام ..أما هى ظلت طوال الليل تنظر له بحزن وهى تفكر كيف تخرجه من حالاته ...

فى الصباح استيقظ كلا من قاسم وزمرد فنظر لها قاسم بتأهب فهو يتخيل بأنها ستحزن بسبب ما فعله بالأمس فقال لتبرير: زمرد أنا آسف كان غصب عنى مكن....
وضعت يدها على فمه براحه وقالت بحنان : أنا مش زعلانه وبعدين انت مختنيش غصب .. أنا فاهماك يا حبيبى وانا معاك وفى ضهرك فى أى وقت
نظر لها نظرة امتنان وعشق ثم قال بنبرة عميقه : هفضل اقولك انتى الحاجه الصح الوحيده إلى عملتها فى حياتى يا زمرد .. هدية ربنا ليا من بعد خزلان وتعب
قام من مكانه قبلها من رأسها ووجنتها بحب أما هى حاوطت رقبته بيدها وهى تقول لتحاول إخراجه من هذه الحاله : طيب حيث كده بقا أنا هطلب منك طلب
فقال سريعا : اطلبى إلى نفسك فيه يا حبيبتى
نظرت له بترقب : عايزه اجى معاك الشغل النهارده .. عايزه افضل شايفاك الوقت
ابتسم بسعاده وقال : بجد يعنى
فضحكت على رد فعله : ايوه بجد يعنى أنا بطلب منك علفكره
قاسم وهو يضع رأسه فى عنقها يتنفس بعمق : مقدرش اقولك لا طبعا ..بس كده انا مش هعرف اشتغل
زمرد : ليه بقا
قاسم وهو مازال يقبل عنقها قبلات رقيقه ' علشان هتفضلى اودامى مش هقدر اشيل عينى من عليكى
ابتسمت بخجل وقالت : هساعدك فى الشغل
قاسم : لا انتى هتيجى  تعدى اودامى بس انا مش عايز اتعبك فى اى حاجه
زمرد وهى تحاول إقناعه ؛ يا قاسم عايز اساعدك
نظر لها بحنان وقال : يا حبيبتى وجودك معايا مساعدنى والله
فردت زمرد بترقب : انت خايف اقولك اشتغل معاك علطول
نظر لها بتعجب : لا طبعا أنا عايزك تفضلى مرتاحه بس ... ثم حاوطها بحنان وهو يحاول سرد لها وجهة نظره : أنا كل إلى عايزه الفتره ديه تخلى بالك من نفسك اوى تقللى حركتك تاكلى كويس وبعد كده إلى انتى عايزاه هعملهولك
زمرد بتساؤل: والجامعه
تنهد ببطئ ثم قال : مينفعش تروحى على الامتحانات وانا هذاكرلك المحاضرات
زمرد : لا منتا عارف يا قاسم هندسه اغلبيتها عملى كمان أنا متخصصه معمارى
قاسم : اول مره اشوف بنت تحب تتخصص معمارى
ضحكت زمرد ثم قالت بغرور مصطنع : مادام أنا دخلت يبقى فيه
ضحك قاسم عليها ثم قال جديا : خلاص هتروحى الايام الى فيها عملى معقنى مش راضي انك تروحى فى العملى ده بالذات
زمرد بجهل : ليه
نظر لها قاسم بنصف عين : اسمه عملى يا حبيبتى يعنى مجهود وخاصا فى القسم بتاعك ده ..أنا كنت فى هندسه بردوا
زمرد وهى تحاول إقناعه : أنا مش هعمل حاجه على الأقل افهم السكشن واسجله والحضور وموضوع الشغل ده هحاول اقلل منه خالص
قاسم بعدم اقتناع : لازم يا زمرد يعنى
زمرد بتصميم : أنا مش هقدر اعيد السنه تانى يا قاسم والنبى عايزه اخلص
عندما رأى تصميمها على الذهاب فقال ؛ خلاص يا حبيبتى هوديكى بس انا سايبلك امانه انتى وابننا
ابتسمت بحب : فى عيونى
ابتسم لها بحنان وقال وهو يضع وجهه على بطنها يقبل مكانها وكأنه يقبل ابنه .. خللت زمرد يدها فى شعر قاسم بحنان .....
ومن ثم قالت بعد مده قليله : يالا اقوم احضر الفطار علشان ننزل
قاسم : لا انا هقوم أحضره خليكى مرتاحه انتى
زمرد برفض : لا يا حبيبى قوم انت علشان لو هتجهز نفسك .
قاسم وهو يحاول فتح معها موضوع يعرف بأنه سيضايقها : زمرد
فنظرت له : نعم يا حبيبى
قاسم بتردد : هو المفروض نرجع الفله
فعندما تذكرت هذا المكان تشنج جسدها وتوترت فأمسك يدها بحنان وهو يمدها القوه : خلاص يا حبيبتى مش لازم نروح المكان ده 
فحاولت تهدئة نفسها وهى تقول بتوتر : أنا ...أنا بس افتكرت حاجات ضايقتنى
غضب من نفسه كثيرا وقال وهو يحاول تهدئتها: اهدى يا حبيبتى أنا آسف انى جبت سيرة المكان ده
ومن ثم ابتسم لها وقال : زى ما بدأنا من جديد هنجيب مكان جديد نعد فيه من اختيارك وتصميمك انتى
فقالت بتوتر : لا خلاص هرجع معاك فى الفله القديمه
فرد بحزم : مش هترجعى المكان ده تانى كل حاجه فى حياتنا هتبقى جديده ..ثم امسك يدها وقال  : أنا عايزك تنسى إلى حصل وهبقى غبى اكتر لو اعدتك فى مكان هيفكرك اكتر واكتر
نزلت دمعه من عينيها فقبلها هو مكانها بحب وحنان
ومن ثم احتضنها بحنان وهو يقبل رأسها.

كفى عذابك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن