الفصل الخامس

76 10 1
                                    


أومأت بسمة لتسبقه إلى الداخل وما أن خطت أول خطواتها إلى المنزل صدح صوت تقى الساخر: شرفت بنت الدالي المصون، الآنسة بسمة، ولا انتي إيه رأيك في آنسة دي؟!

نظرت لها بسمة من الأعلى للأسفل بحنق لتتجاهلها وتتحدث بينما تنظر لاجتماع العائلة كلها في صالة القصر: متجمعين عند النبي ان شاء الله، إيه اللمة دي؟!

وقفت منيرة أمامها بوجه جامد لتردف بينما تشير لبسمة ببعض الصور: ممكن أفهم إيه الصور دي وإيه المناطق القذرة دي؟!

نظرت لها بسمة بعدم فهم لتقترب آخذة الصور من يدها، نظرت بتمعن في الصور التي كانت عبارة عن فتاة ترتدي ثياب مطابقة لخاصتها صور في ملهى ليلي يبدو مقرفا من منظره وهي ترقص رقصات مقززة مع أكثر من شاب، وتنتقل من أحضان هذا لذاك، نظرت للصور بتقزز ثم تحدثت بينما تلقي تلك الصور على الكرسي المجاور لها: إيه القرف ده، إيه الصور دي؟!

تدخلت عاليا ساخرة: انتي هتستعبطي يا بت؟! ما اللي قدامك دا وشك أهو.

نظرت لها بسمة بحدة لتردف منيرة بصوت أعلى وهي تنظر لعاليا بغضب: لو سمحتي اخرسي، وحسك عينك تتكلمي كدا تاني مع بنتي.
نظرت لها عاليا بحدة لتتجاهلها منيرة وهي تعود بنظرها لبسمة وأكملت بهدوء: إيه دي؟! انتي ازاي تروحي لأماكن زي دي؟! كنتي فين انهاردة؟ اتأخرتي ليه؟ الصور دي انهاردة صح؟!

نظرت لها بسمة بصدمة، لتضحك بعدها بعدم تصديق مردفة بنبرة ساخرة: والله واضح إنك واثقة من تربيتك أوي.
واحتدت نظراتها لتردف بغضب: أنا مستحيل أروح الاماكن دي وانتي عارفه كده كويس.

نظرت لها تقى من الأعلى للأسفل بسخرية لتردف بشماتة: واحدة راجعة من برا في نص الليل، هنستنى منها إيه؟!

كادت بسمة أن تجيب حتى تدخل آسر الذي كان قد دخل للتو وسمع حوارهما من الخارج ليردف بحدة وهو ينظر لعاليا وتقى: مدام عاليا لما تألفي موقف ياريت تألفيه صح، بسمة كانت معانا طول اليوم في الشركة، وكانت معايا من شوية عشان عربيتها عطلت وما اتصلحتش لسة، محتاجين دليل على الكلام دا ولا حاجة؟!

كادت عاليا أن تتحدث وهي تشير بعدة صور أخرى فتدخل زيد وهو يسحب الصور من يدها؛ ليدقق بها، حتى برزت عدة أخطاء في تركيبها، ضحك بسخرية مردفا: في فرق بين فوتوشوب الناس تصدقوا، وفوتوشوب بربع جنيه وده للأسف بربع جنيه.

ألقى تلك الصور في وجه الحيتين، وسحب يد شقيقته الصغرى وصعد لغرفتها، جلست على سريرها بينما تكبت دموعها نظر لها بهدوء ليسحبها لأحضانه مربتا على ظهرها بحنان ليشجعها على عدم كبت تلك العبرات داخل جوفها، ظل يربت على ظهرها بحنو حتى بكت بعنف بينما تتمسك في ملابسة وكأنه سيهرب، يكفيها أنه الوحيد الذي وثق بها عندما ظنت والدتها أنها على خطأ، هي لا تعلم لما تبكي ولكن كل ما تعلمه ويعلمه الجميع أنها لم تكن تستحق أيا مما حدث، لا تستحق ذاك الخبث الذي حط عليها، بقيت تذرف دموعها إلى أن سرقها النوم بين أحضان شقيقها الذي بقي يربت على ظهرها بحنان حتى ذهبت في النوم، عدل لها زيد نومتها وكاد أن يذهب لغرفته، وما كاد أن يدخلها حتى تذكر تلك الحيتين في الأسفل، ضغط على يديه بغضب ليعود لهما، وما أن وقف أمامهما حتى تحدث بصوت حاد بينما ينظر لتقى: أنا أعرف إن الضيف يقعد تلات أيام باحترامه ويمشي، بس حضرتك من أول يوم قليتي أدبك وكمان ناوية تقفلي الاسبوع عندنا، إيه رأيك تروحي بيتك تكملي قلة ذوقك فيه بقى علشان قرفتينا.

رمادي مخطط بالأبيض «قيد التعديل» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن