التسريبة السابعة

2.2K 11 0
                                    

مساء الخير عليكم
يارب تكونوا بخير
بدون مقدمات كتيرة
المشهد المنتظر ل #كائن_الجاثوم
#زيد_الحريري
من #طوق_نجاة
انجوي

يخطو بكبر في صالة الفيلا الواسعة ينظر من حوله يتعجب من المكان الفارغ من حوله ، يبحث بعينيه عن ولده الذي لم يجده في غرفته بالاعلى ، بعدما دلف اليها عندما وجد بابها مفتوح على عكس الليلة الماضية وهو الذي تفقد الباب  قرب الفجر فوجده مغلقا . فتحكم في غضبه حتى لا يكسر الباب فوق راسها وهو يعاود الى غرفته بسخط وهو يجبر نفسه على التروي والهدوء حتى لا يخسر الخطوات التي رسمها باتقان ليفوز بها!!
عبس بتعجب وهو يستمع الى صوتها وكانها تحدث احدهم في غرفة المكتب فيتحرك بخفة حتى لا يلفت انتباهها لاقترابه ويتوقف قبل المرور من البوابة الواسعة ذات الضلفتين المفتوحة على مصرعيها لينظر الى الغرفة الفارغة الا منها فيبتسم وهو يستنتج انها تتحدث على الهاتف امرة بكبرياء اجبره على الابتسام باتساع ونظراته تشتهيها وهي بكامل اناقتها هكذا امامه .
يدير عيناه عليها بتلكؤ من قدميها في حذائها العالي بلونه الكريمي المنطفئ ساقيها العاريين لمنتصفهما بلونهما الابيض المورد تنورة فستانها بلونه الازرق الفاتح بلون السماء متسعة قليلا فلا ترسم تفاصيل جسدها الى زمت على خصرها بحزام جلدي لونه مماثل للون الحذاء ثم جذع الفستان المنضبط على ظهرها دون افراط او ضيق فيعبس بغيرة شديدة وهو ينظر الى ذراعيها العاريين .
اقترب على مهل وهو يستمع اليها تكلم احدهم بصيغة المذكر فيزداد عبوسه ورغبته بامتلاكها تشتد بداخله فيلتصق بها دون تنبيه يحيطها بذراعيه ، تصلبت وشهقت بوجل لينفر جسدها بعفوية حينما وضع انفه باخر عنقها يتشممها ويقبل منابت خصلاتها الظاهرة بسبب لملمتها لخصلاتها في كعكة عملية فوقية انيقة ، همس بصوت اجش وكفاه تلامسها من الامام بتمهل فج : اشتقت اليك يا حبيبتي .
انتفضت بسرعة وهي تدفعه للخلف تبتعد عنه بخطوات سريعة لتستدير إليه تواجهه بعينين متسعتين بصدمة و وجه شاحب رغم زينتها الهادئة الصباحية همهمت بصوت مبعثر اوشى بخوفها : حسنا ساتحدث اليك ثانية يا باشمهندس مصطفى .
انهت الحديث دون ان تستمع للاخر وهي تغلق الخط سريعا لتهتف به في صدمة : هل جننت يا زيد ؟! ما الذي تفعله ؟!
رمقها من بين رموشه بنظرة باردة قبل ان يجلس على الاريكة القريبة يضع ساقا فوق اخرى يلقى ذارعه على ساقه المرتفعة بارتياح ويفرد ذراعه الاخر على ظهر الاريكة باريحية قبل ان يهتف اليها ببرود : تعالي يا اسيل واجلسي .
نظرت اليه بذهول شَكَلَ ملامحها لتهمس برفض فوري : لن اتي ولن اجلس ، ولست متفرغة لهذا الهراء الذي تريد ان تتحدث عنه .
رفع حاجبه برفض لتمردها عليه مبتسما بسماجة : لماذا ؟! ماذا لديك اهم من زوجك وابو طفلك الوحيد ؟! تنفست بعمق لتؤثر الصمت فيتبع بهدوء شديد - تدركين بالطبع اني استطيع ان امنعك من الخروج.
استدارت تنظر اليه بصدمة وذهول لتهتف بحدة : لا يا زيد لا ادرك وانت لن تستطيع ان تفعل .
رفع راسه بكبر : انا زوجك يحق لي ان افعل كل شيء يخطر على بالك او لا ياتي على مخيلتك حتى ، فاعتدلي واجيبِ اسئلتي.
تمتمت باختناق : ماذا تريد يا زيد ؟!
سال بجبروت : مع من كنت تتحدثين ؟واين ستذهبين ؟ ومتى ستعودين ؟
هدرت بعصبية تملكت منها : وأنت ما شأنك يا زيد ؟! تغيبت اربع سنوات لم تكن تعلم عني بهم شيئا والان تأتي لتحاسب وتسال وتستفسر ؟!! بأي وجه تفعل هذا ؟!!!
نهض واقفا ليقترب منها بخطوات كسولة هادئة ثم يتحدث بلطف : من قال اني كنت غائبا ؟!! من قال اني لم اكن اعلم عنك شيئا ؟! من قال اني لم اكن اراقبك ؟! اتبع ببساطة وهو ينظر لعمق عينيها - بالطبع كنت افعل .
ابتسم في وجهها الذي ربت على اخره من الاسفل بحركة سمجة وكانها طفلة صغيرة : لم تغيبي عني لحظة واحدة يا حبيبتي لا انت ولا ولدي.
امتقع وجهها برعب استقر بعمق حدقتيها تحول لهلع حينما نظر من حوله هاتفا بتساؤل مهتم : بالمناسبة اين اسماعيل ؟
رفت بعينيها لتهمهم وهي تلملم حاجيتها تحاول ان تخفي توترها عنه : غادر منذ قليل الى المدرسة .
ومضت عيناه بفرحة صادقة : حبيب ابوه ، جيد انه يتلقى تعليما ممتازا ، اعجبتني المدرسة التي قدمت اليه بها ، انها ممتازة ، كيف يذهب اليها ويعود منها ؟
رجفا جفناها لتسال باضطراب : لماذا تسال ؟!
اجاب ببساطة : اطمئن على ابني . تمتمت بسرعة : اطمئن انه بخير وانا اعتني به جيدا .
حملت اشيائها وهي تنوي المرور للخروج من الغرفة ليوقفها حينما قاطع طريقها هامسا باستياء : الى اين ؟! لم انهي حديثي معك .
تمتمت سريعا : لدي موعد عمل هام وعلي المغادرة .
رمقها من بين رموشه قليلا يراقب اختلاجاتها المختلفة انفاسها المتسارعة بخوف وجبينها المصفد بعرق اظهر توترها قبل ان يبتسم بلطف وهو يتحرك بعيدا عن طريقها : حسنا لا تتاخري سنتاول طعام الغذاء جميعا كعائلة .
لهثت بعدم تصديق وهي التي تخيلت السيناريوهات الاسوء على الاطلاق معه لتخطو ببطء وكأنها لازلت غير مستوعبة انه منحها الفرصة لان تغادر فيستوقفها بنداءه قبلما تغادر باب غرفة المكتب ، تصلب جسدها بخشية فابتسم بظفر ومض بعينيه وهو يقترب منها بتؤدة ليقف خلفها دون ان يلتصق بها ولكنه يحتضن كتفيها براحتيه ثم يقبل أم رأسها بهدوء هامسا : انا احاول ان اتغير يا اسيل فامنحينا فرصة ولا تغلقي جميع ابوابك بوجهي .
رجفت لتهمهم بكلمات مبعثرة غير مترابطة وهي تخطو الى الخارج بخطوات متلاحقة وكأنها تهرب من جحيم تشعره بقربه فتتماسك حتى لا تتعثر عندما اصبحت خارج باب الفيلا فتقف وتتزن ، ترفع راسها وتنظر الى السماء من فوقها تتنفس بعمق الهواء من حولها فتشعر بروحها التي اختنقت بالداخل قريبة منه تستعيد الحياة من جديد.
لتغمض عيناها تسيطر على كومة الدموع المعلقة بحلقها والنابضة بعينيها فتتحرك ثانية ولكن هذه المرة بترنح قبل ان تدلف الى السيارة التي يقودها سعيد تهتف بصوت مضطرب خائف : تحرك يا سعيد.

رواية طوق نجاة ... الجزء الرابع من سلسلة حكايا القلوب ( أقتباسات وتصميمات) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن