| الـفـصـل الـثـالـث عـشـر : لم شَمل |

928 75 52
                                    

يقول أحدهم :

" كنتُ أصلي بجانب صديقي فسمعته يبكي ويدعو الله بأن أستقيمَ أنا."

_______________________________

إستند بظهره على الكرسي خلفه يُناظر القمر الذي يتوسط السماء أمامه

لا يعلم لما لم تخرج من باله في هذه الأيام السابقة لم يعتد أن تشغل انثى تفكيره بل لم يكن له تعامل مع إناث سوى والدته و شقيقته فقط

تنهد "كريم" وهو يحاول إبعاد تفكيره عن "يثرب"، حتى إسمها مُميز و غير شائع، مسح وجهه و زجر نفسه داخلياً ثم أستغفر

لا يجب عليه التفكير فيها هكذا هو لا يعرف عنها شئ سوى انها صديقة أخته و شقيقة "مصطفى" صديقه، عليه إبعادها عن تفكره

_ هو في حاجه اسمها حب من نظره واحدة؟

همس لنفسه ثم هز رأسه مردفاً :
_ إيه العبط الي انا بقوله ده انا اصلا هحبها إزاي؟ يمكن بس إعجاب بأحترامها او اي حاجه تانية غير حوار الحُب ده، ايوة اكيد كده

حاول إقناع نفسه بفكرة انه لم يقع لها، لا نملك سُلطان على قلوبنا حتى لو حاولنا إقناع قلوبنا ان لا يحبوا لن يستمعوا لنا بكُل تأكيد

وفجأة تجدُ نفسكَ غارقاً في التفكير بشخصٍ رُبما لا تعلم عنهُ غير إسمه كُل ذلك بسبب ذلك الغبي الذي يخفق بين جنبات صدرك

تنهد "كريم" ماسحاً وجهة ونظر لكأس القهوة الذي بين يديه، هي حتى اصغر منه بكثير رُبما هي في الثامنة عشر او التاسعة عشر وهو اقترب من دخول السادسة و العشرون

تنهد مُجددا وارتشف القليل من قهوته ليُقاطع إختلائه صوت طرقات على باب غرفته؛ لذا وضع الكأس و اتجه للباب ليرى من الذي يطرق بابه، فتح الباب و وجد والده يقف أمامه

_ خير يا حج في حاجه؟

تسائل بقلق بسيط فـليس من عادة والده أن يطرق بابه في هذا الوقت من الليل

_ أبداً بس مكنتش عارف انام فـ نزلت الحديقة تحت شوية و لاقيت نور طالع من اوضتك فـ قولت طالما انت صاحي اجيلك

صمت "إسماعيل" قليلاً ثم أردف وهو ينظر لوجه إبنه :
_ ولا انت مش محتاج صُحبة؟

ضحك "كريم" وهو يُفسح له المجال ليدخل ثم قال :
_ هو انا لاقيك فين يا سُمعة ده احنا يادوب بنلاقيك سويعات بسيطة

ربت "إسماعيل" على كتفه وهو يدخل لغرفتهُ ثم قال له :
_ الشُغل والله يا إبني، في مشاريع جديدة كده وعشان كده مشغول زيادة

إبتسم له "كريم" قائلاً :
_ ربنا يعينك

_ اللهم امين يابني، مالك صاحي لدلوقتي؟ مش من عادتك

حك "كريم" ظهر عُنقهُ ثم اجابه :
_ مقدرتش انام مش نعسان

رفع "إسماعيل" حاجبه له وهو يسأله بتعجب :
_ وليه مش نعسان؟ مش انت جيت قبل شويتين من دوامك المسائي في المستشفى؟

عِندما التَقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن