| الـفــصل الـثـانـي عـشـر : ذِكرى مَوّلد |

803 80 56
                                    


{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }

__________________________________

في صباح اليوم التالي استيقظ "يوسُف" بنشاط و صلى فرضه الذي فاتهُ بسبب نومه

إتجه إلى غرفة والده التي كانت بجوار غرفته، كان الأتفاق أن لا يخرج "ياسين" من غرفته حتى يأتيه "يوسُف" او "مَروان" و يأخذوه إلى الطابق السُفلي ثم " المفاجأة" التي خطط لها "مَروان"

طرق الباب ليأذن له والده، دخل ليجد "ياسين" يجلس على كرسي في ركن من اركان الغرفة مرتدياً عويناته الطبية و يمسك بين يديه كتاب القرآن

_ خلصت؟

تسائل "يوسُف" ليهز "ياسين" رأسه ثم ربت على الكرسي جواره في دعوةً منه لـ"يوسُف" أن يأتي ويجلس جانبه

تقدم "يوسُف" وجلس جوار والده ليُمسك "ياسين" كفه ثم تسائل بحنان :
_ كيف اصبحت؟

_ الحمدلله وانت!

اجابه "يوسُف" رد له السؤال، إبتسم "ياسين" وربت على يده مجيباً إيه :
_ انا بخير طالما انت بخير يا يوسُف

إبتسم له "يوسُف" ليخلع عيوناته ثم يضعها على الطاولة التي بجانبه ثم تحدث عن ما فكر به من قبل ان يصل لهنا :
_ انا عايز نروح بيتنا الي هنا

_ ليه؟

تسائل "يوسُف" ليجيبه "ياسين"  :
_ مش عايز مريم متبقاش مرتاحة في بيتها بسبب وجودي و طبعاً وجودي غير وجودك و عايز اقعد في بيتنا الي هنا

تفهم"يوسُف" سبب ابيه و اقتنع به، بالطبع لن تكون "مريم" مرتاحة في منزلها بسبب وجود والده حتى إن لم تظهر هذا لذا إن والده معه حق

أومأ "يوسُف" وهو يتذكر ذاك المنزل الذي عاشوا فيه عندما كانت والدته معهم في زيارتهم الوحيدة لـمصر قبل هذه

أمسك "ياسين" بيده ثم ضغط عليها كأنه يشجعه و يخبره انه لا بأس رُبما زيارتك لذاك المنزل الذي يعج بالذكريات السعيدة سيجعلك تشعر بتحسن

إقتحم "مَروان" الغرفة قائلاً بحماس :
_ يلا يا ياسو عشان هما تحت

تجاهل "مَروان" "يوسُف" الذي كان يجلس بجانب "ياسين" وهو يسحبه خلفه برفق ثم خرج من الغرفة نازلاً السُلم

نظر "مَروان" لوالده الذي يجلس في البهو مُمسك بالجريدة يقرأ الأخبار غير منتبهاً لهم بينما والدته كانت تُعد الشاي في المطبخ

اصر "مَروان" على "ياسين" ان يختبئ حتى يُناديه و بالفعل نفذ "ياسين" ما طلبه "مَروان" بقلة حيلة من هذا الطفل الذي في جسد بالغ

_ عموري انا عندي ليك مفاجأة رهيبة

صاح "مَروان" وهو يتقدم لوالده و "يوسُف" يمشي جانبه، طوّى"عامر" الجريدة و وضعها على الطاولة امامه ثم خلع عيوناته الطبية و قال لـ"مَروان" وهو يزم شفتيه :
_ اتحفني يخويا

عِندما التَقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن