| الـفـصـل الـسـادس عـشـر : خُطبة ثُلاثية |

539 45 14
                                    


" قيل ان الإسلام ناقص وقيل ان الرسول كاهن وقيل ان يدُ الله مغلولة أكبيره ان يُقال عنك ما ليس فيك؟!.  "

_______________________________

مرّ اليومين الماضيين في التجهيز لعقد قِران "مصطفى" و "ريم"

كانت العائلتين أكثر مِن سعيدتين لأبنائهم والشباب سعيدين لـ"مصطفى" أول من يتزوج منهم

في هذهِ اليومين إشترى "ياسين" بيتاً قريباً مِن خاصة "عامر" ليسكن فيه هو و إبنه، وبالفعل تجهز البيت في يوم وبضعة ساعات وهم الان يمكثون فيه

إختاروا حديقة صغيرة ليعقدوا فيها القِران ودعى كُلٌ من الطرفين ما لا يزيد عن ستين شخصاً، أصدقاء "مصطفى" و صديقات "ريم" والأقارب

كان "مصطفى" يجلس أمام "زاهر" عم ريم و وليّ أمرها وبينهما يجلس المأذون و "ريم" تجلس بجانب عمها
"يوسُف" و "حسن" خال "ريم" كانا الشهود على العقد

إبتسم المأذون بعد إنتهائهِ مِن مراسم العقد المعهودة ونطق جُملتهُ الشهيرة :
_ بارك الله لكُما وباركَ عليكُما وجمعَ بينكُما في خير

ردد الحضور ورائهُ داعيين لهُم وبذلك أصبحت على إسمهُ

إتسعت إبتسامة "مصطفى" وخانتهُ دموعهُ التي هبطت ليمسحها سريعاً و إبتسامتهِ مازالت واسعة

تقدمت كِلتا العائلتين لتُباركا لأبنائهما داعيين لهم بالسعادة ودوام المودة والرحمة بينهما

كان كُلاً مِن "مصطفى" و "ريم" يتلقون المُباركات و الأحضان بفرحة كبيرة داخلهُما، بدوا كأنهم لا يُصدقون أنهُم تزوجوا للتو

_ روح باركلها!

تحدثت "نور" والدتهُ تحثهُ على أن يذهب و يُبارك لـ"ريم" زواجهم

أومأ لها وأخذ سحب نفساً عميقاً ثم تحرك لها، إبتعد الجميع من أمامهُ مُفسحين لهُ المجال للوصول لزوجتهِ بينما كُلاً مِن "مَروان" و "يثرب" كانا يُصوران تلك اللحظات لتبقى خالدة في الصور كما هي في قلوبهم

خطى نحوها ببُطئ ينظُر لها بفُستانها و خِمارها ناصعي البياض يُفكر، هل بالصُدفة ضلت طريقها وتمثلت أمامهُ بدل ان تكون مع مثيلاتها مِن الحور العين في جِنان الرحمـٰن؟

إستمر في الإقتراب وكُل خطوة يتقدمها نحوها تزيد نبضات قلبهُ حتى ظنهُ سيخترق أضلُعهُ ويخرج

توقف أخيراً أمامها ومدَ كِلتا يديهِ يُمسِك بيديها مُستشعراً أخيراً حلاوة ذلك الشعور في الحلال

صبر سنين وتحمل ولم يُطالعها بنظرة قد تُغضب الله وها هو أخيراً ينالها حلالاً

رفعت نظراتها تُطالعهُ بأعيُنٍ لامعة تعكس سعادتها

_ مُباركة عليا يا ريم، أتمنى أكون بستحقك وأقدر أسعِدك ومخيبش ظنك

إبتسمت في حياء شديد وهي ترُد بصوت بالكاد وصلهُ :
_ مُبارك علي

عِندما التَقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن