٦

19.5K 1.6K 365
                                    

لم أرَ تجمع كهذا منذ زمن بعيد، أفراد القطيع يقفون في مرج القصر والبعض الآخر يساعدون في جلب الأدوات من القبو.

أشياء قديمة لم نستعملها منذ زمن مثل خصوم مصنوعة من القش والخشب وسلاسل وأشياء لم أفهم ماهيتها بعد.

وأنا رغم أنه لدي مهمة أخرى أجبروني على القدوم معهم للتدريب لذا استطعت تنويم ڤاليري والمجيء هنا.

كانت إيزما تتقدم من بعيد إلي، كنت وحدي أنتظر أن ينهو التجهيزات حتى نبدأ.
"مرحباً" قالت لي لأجيبها بتبسم "أهلاً"

"هل أنتِ مستعدة لتلقي ضربات السحر؟"

"لست مستعدة ولكن سوف أستعد على أي حال، أيتها اللونا" همست بالجملة الأخيرة بخفوت ونظرة مشاكسة لتفتح إيزما فمها وتهمس بصدمة "مَن أخبركِ! سيلڤر واشية الأسرار!"

رفعت كتفي "لا تقلقي، سيلڤر لم تخطئ بإخباري، أنتِ تعرفينني جيداً يا إيزما، لن يسمع أحد آخر عن هذا"

"ولكن مهما يكن لا يجب أن يعرف الكثيرون بهذا الأمر"

تجاهلت انزعاجها وألقيت سؤال عليها "هل لديكم أطفال؟"

أومأت بتبسم وشوق، أدارت إصبعها في الهواء لتخلق موجات دائرية غريبة حولنا، كانت تفعل هذا حتى تشوّه أصواتنا من الخارج ولا يفهم أحد ما نقول، لتقترب إلى أذني قائلة "إبنتي في الحادي عشر من عمرها، تعيش مع زوجان من معارفي الآن، نحن نزورها كل فترة، ولكن أشعر بالغيرة حقاً لأنها تشبه هال أكثر مني"

"هل هي مستذئبة أم ساحرة؟"

"إبنتي؟ إنها الإثنان معاً، تستطيع التحول واستعمال السحر أيضاً دون أن يصيبها خدش، تلك اللعنة لا تنفع معها"

"هذا مذهل! كيف تخفون كنز كهذا! إبنتكما هذه تستطيع إنهاء الحرب والقضاء على أرمون!"

حركت إيزما يديها برفض شديد "مستحيل لا لا! أرغب لها أن تعيش حياة طبيعية، لا أرغب أن تكبر إبنتي وهي لديها شعور قوي أنها ستخوض حرباً يوماً ما... لدينا ما يكفي من الجيوش، إبنتي مازالت ضعيفة على هذا، أنا وهال كنا نفكر دائماً بالإنسحاب من القطيع ببطء لأجلها... لقد صار ڤولكر الألفا الآن، بقي فقط أن نجد طريقة للرحيل..."

أومأت بتفهم "يحق لكم فعل كل شيء طالما أنه لأجلها... إذا احتجتما أي نوع من المساعدة في هذا الأمر فقط أخبراني، أستطيع كتم الأسرار يا إيزما أنتِ تعرفين ذلك"

كنت أربّت على كتف إيزما عندما أغمضت عينيها بقوة وبدأت تمتمات غريبة تخرج من بين شفتيها.
"ما بكِ!" قلت بينما أضع يدي على كتفها الآخر في حال وقعت لتفتح عينيها المليئة بالإرتعاب وتستطرد "هذا سيء... أسود أسود يُخفي الدماء، إحذري إحذري من الشتاء"

ابتعدت عني بخطوات سريعة كما لو أنها خائفة مني، هال لاحظ نفورها وأمسك بذراعها ليمنعها عن الهرب ليسألها "ما بكِ؟"

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن