٢٢

12.2K 1.2K 202
                                    

من وجهة نظر وينتر:

لم أستطع النوم طوال الليل رغم أن ناركاس لم يكن في زاوية الغرفة مثل العادة، كنت أفكر بستورم، لقد وعدني أن يأتي، هذه المرة الأولى التي أتمنى فيها أن يخلف وعده.
لقد نَمَت مخاوفي لدرجة لا يمكن السيطرة عليها، كل ما أريده هو أن يبقى حي…

أثناء شروق الشّمس كنت أحدّق عبر النافذة وشعور سيء يسري في داخلي، لطالما كانت الأيام رتيبة وهادئة، ما كنت لأتخيل يوماً أن كل هذا سيحصل معي...

طُرِق بابي وسمعت صوت صوفيا من خلفه "يجب أن تأكلي"

لم تكن لدي شهية أو أي اهتمام بالطعام في هذه اللحظة، كل هذا التفكير والخوف يؤلم بطني، صوفيا لم تغادر بل اخترقت بابي ودخلت الغرفة.

كنت أضع يدي على بطني وأنظر لها بعيوني المُرهقة، اقتربت مني ببطء وأمسكت كلتا يدي قائلة "هل تتألمين؟"

أومأت بالإيجاب فهمست لي "لا تخبري ناركاس بهذا" أنهت كلامها وعانقتني فجأة، كانت دافئة جداً، لم أفهم بعد إن كانت تحاول مساعدتي معنوياً أم جسدياً لكن دفئها خفف لي آلامي... إنها رحيمة... لا تشبهه بأي شيء.

"لماذا تساعدينني؟" همست باِستغراب لتفصل هي العناق وتجيب "ليس لدي شيء أفضل لأفعله... الآن إنزلي وتناولي طعامك، طفلك لن يستفيد شيء من خوفك هذا"

استدارت وغادرت، لحقت بها وسمعت كلامها فقد أقنعتني، يجب على الأقل ألا أظلم طفلي، تناولت بقدر ما أستطيع، بعد ذلك عدت لنفس وضعيتي وأنا أحدق خلال النافذة منتظرة، صوفيا دخلت علي مجدداً وقفت في زاوية الغرفة، أستغرب أمرها، لقد جاءت بكل إرادتها إلي.

"ماذا تفعلين؟" سألتها ولم أزح عيني عن الخارج لتجيب "لا شيء"

"أنتِ لا تحبين البقاء معي في العادة" أدرت رأسي إليها، لربما رقّ قلبها وقررت مساعدتي بشكل ما لكنها تحركت باِتجاهي وصرحت "إنها النهاية، اليوم سينفذ ناركاس خطته ويقتل رفيقك، وبعدها لن أراكِ وهو مجدداً"

بدأت شفاهي ترتجف إثر كلامها والدموع تنطلق إلى حواف عيني "هل تحاولين توديعي؟"

أنزلت أنظارها للأسفل وهمست بفتور "لا... فقط أريد إخبارك بشيء واحد... نحن أيضاً نعشق، بالنسبة لي... أنا أُحِب سيدي، لكنه ليس لي... في كل مرة تشعرين بالحقد نحوه تذكري أني أشعر العكس تماماً، أن ما تكرهينه يتمناه شخص آخر وبشدة"

وقفت هناك بصمت غير قادرة على الرد، لقد اعترفت بحبها الذي شككت به من البداية، ولكن هذا لن يغير شيء بعد الآن، أدركت أن الأوان قد فات عندما جعلتني الرابطة التي في داخلي أشعر باِقتراب ستورم... باِقترابه جداً.

بدأت السماء تظلم بشكل غامض ومعها تنمو مخاوفي وترتجف أوصالي أكثر، ضباب كثيف أسود يرتفع من فوق الأشجار العالية ويحجب عنا ضوء الشمس، دققت النظر به واكتشفت أنه ليس إلا ذئب ستورم... إنه أكبر مخلوق أراه حتى الآن...

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن