السماء تُظلِم ببطء. كنت أمشي في طريق العودة وأنا أتمنى ألا أصل أبداً، أشعر بالخجل من نفسي ولن أجرؤ على النظر في عيون سيلڤر، ستورم كان معي، بجانبي، أعرف أنهم سوف يهاجموننا ولكن أنا سأدافع عنه مهما بلغت ترهاته.
كان أغلب القطيع قد تفرّقوا في المنطقة للبحث عن ڤاليري، كان القصر شبه خالي، فتحت الباب ودلفت للداخل لكن ستورم توقف خارجاً، كان شارد بالأرض قبل أن أقطع تواصله مع ذاته وأسحب ذراعه معي للداخل.
أغلقت الباب وتحدثت إليه بجدية "أنصِت، أنت تعرف الجميع هنا يكرهونك ولا أستطيع إخفاء هذا عنك واِدعاء العكس وأنت ترى وجوههم بوضوح"
"لا تتعبي نفسك بتبرير أفعال قطيعك طوال الوقت، لا يهمني أمر أي أحد آخر غيرك"
تنهدت بإرهاق وأنا أتخيل ردود أفعالهم عندما يروننا هكذا، ستكون فوضى عارمة "فقط لا تصنع المشاكل، تجاهلهم، أنا متأكدة أنهم سيحاولون خلق مشكلة معك ولكن أرجوك لا تسمح لهم ولا تقحم نفسك بالمصائب"
"أنتِ تبالغين بقلقك يا عزيزتي، أنا لن أبقى هنا، سأتحدث إلى الألفا وحسب"
"ولكن؟ لماذا؟"
رفع ستورم ذراعيه "هل نسيتِ؟"
حركت رأسي باِستغراب ليتنهد بملل "فقط إتبعيني ستعرفين بنفسك"
كان يصعد السلالم ببسالة كأن هذا بيته ويعرف كل حجر فيه، لحقته بصمت محاولة صنع ثقة بيننا، عندها أدركت أن ڤولكر، سيلڤر وإيزما موجودون في آخر طابق حيث العلية، لم ألتقط رائحتهم في البداية لأن رائحة رفيقي هيمَنَت على الهواء.
ارتقينا السلالم وعندها فتح ڤولكر الباب فقد شعر بوجودنا، خرج إلينا وأغلق الباب حتى لا يشتت إيزما فهي تحاول تقفي أثر ڤاليري عن طريق السحر، كان وجهه مكفهر ويحاول الحفاظ على غضبه، أعطى ستورم نظرة خاطفة مليئة باللؤم ثم حدق بوجهي قائلاً "هل لديكِ تفسير لهذا؟"
أومأت موشكة على الكلام لكن رفيقي قاطعني "أنا سأرجع إبنتك"
"ستُرجِع إبنتي؟ ألست السبب في كل هذا من البداية!" كانت همسات الألفا ڤولكر ترتفع بسبب غضبه ما جعلني أتدخّل "أرجوك… هذه المرة على مسؤوليتي"
قال ستورم بسخط "لستِ مضطرة لتبرير أي شيء له ولا حتى التوسل إليه، أنتِ لا تنتمين إلى هنا بعد الآن"
"لا تجبرني على وضع يدي عليك! لست أنت من تقرر ذلك"
تحدثت باِنزعاج "ولكن ما خطبكم! فعلت كل هذا لأحلّ المشكلة وأرجع ڤاليري وبالمقابل أنتما هنا تتشاجران"
كانت سيلڤر قد سمعت أصواتنا وخرجت من الغرفة، تبدو مرهقة جداً وهذا يزيد علي الشعور بالذنب، حدقت بوجوهنا للحظات قبل أن تقول "هل سمعت أذناي شيء خاطئ… أم أنكم فعلاً سترجعون إبنتي؟"
أنت تقرأ
|| وينتر ||
Werewolfالجزء الثاني من رواية || ڤولكر || أنا وينتر جليسة الأطفال، يفترض أن أكون متمرسة في تلاوة القصص القصيرة وتغيير الحفاضات ولكن لا، إني رفيقة أحد أخطر المخلوقات على وجه الأرض ومُقاتلة قوية... الحكاية تتحدث عني أنا هذه المرة... ولا أحد يعلم إن كانت ستكون...