|| وينتر ||

١٠

كريستوف كان يضغط ويعدّل وسادته مستعد للنوم عندما سمع هسهسة خطوات صغيرة تقترب من غرفته، فُتِح بابه وكانت تلك كلير رفيقته تراقبه بخوف.

هو لم يرى هذه التعابير فيها منذ أن كانت في العاشرة، كانت تخاف البقاء وحدها لكنها كبرت ونست هذا الموضوع. نهض بجلوس وقال "كلير؟ هل أنتِ بخير؟"

"كريستوف… هل يمكنني النوم هنا الليلة؟"

"بالطبع" رفع البطانية عن الطرف الآخر للسرير كأنه يدعوها للمجيء، أغلقت كلير الباب وسارعت إليه لتلتحف جيداً.

بدأ القلق يراود كريستوف، وضع يده على وجهها وهمس "ما الخطب يا صغيرتي؟"
الذئب لا يشعر بالبرد إلا إذا كان خائف، وهي كانت أيديها ترتجف.

"لست أدري… أنا أرى أشياء…"

"أي نوع من الأشياء؟ أخبريني، لا تخافي"

ابتلعت ريقها لتجيب "في كل مرة أغمض فيها عيني تلاحقني أحلام سيئة، لكنها تبدو حقيقية جداً… إن رفيق وينتر يخيفني، دائماً يظهر في حلمي ويصرخ بأشياء غريبة"

"ستورم؟ ماذا يقول لكِ؟"

"يقول دائماً حان دورك، أنتِ التالية، اقترب موعدك"

كريستوف وضع رفيقته كلير في حضنه ليشعرها بالأمان، كانت لديه نظرة قاتل في عينيه، قبّل شعرها وهمس "لا يستطيع أحد أن يمسّكِ بسوء، هذه مجرد كوابيس"

***★****★***

من وجهة نظر ستورم:

كنت أتنقل من مكان لآخر بسرعة، بين الأشجار، الإستطلاع الليلي لا يمكنه رصدي، الشيء الوحيد الذي قد يثبت وجودي في مكان ما هو بقايا الدخان.

توقفت للحظة في مكاني، لاحظت أن شيء غير عادي يجري في الغابة، أنا لم أستطع رؤية أطرافي ولا الدخان الذي اعتدت على تركه بسبب احتراق الهواء من حولي.

عرفت للتو أني في مكان ما من عالم الأحلام، ذلك المكان الذي لا تستيقظ منه إلا عندما تصلك رسالة. أرمون خائف من الظهور أمامي بلا شك لهذا يتواصل معي في نومه.

كان صوته واضح ولكني لا أراه "يمكنك استعادة ذئبك يا ستورم"

"ما الذي تغير الآن؟"

تردد صوته مجدداً "هل تتوقع مني الإجابة حقاً؟"

"لا أبداً… أستطيع دائماً العثور على الإجابات بنفسي وإفساد خططك الدنيئة…"

"نوماً هنيئاً أيها الحالِم" همس لي بالأخيرة لأفتح عيني، كانت قبضتي تعتصر ملاءة السرير بالفعل.
"رفيقتي ستكرهني، يجب أن تعرف بهذا، سيضعون اللوم علي، سأخرب كل شيء مجدداً، ستكرهني أكثر من قبل" كانت الأفكار السيئة تتدفق في رأسي وتُغرقني وأنا لا أحاول النجاة حتى. إنها الحقيقة التي لا ينجو منها أحد.