١٧

12.7K 1.1K 163
                                    

الأمر بدى كأن كل الجدران من حولي تتلاشى وتظهر خلفها صورة مكان آخر، اختفى ستورم وصوته والمقبرة برمّتها، بغمضة عين وجدت نفسي في زنزانة مُظلِمة.

نهضت من مكاني وأنا أتمتم "هذا ليس حقيقيّ، إنها فقط هلاوس"

أستطيع الرؤية جيداً في الظلام، في نفس تلك الزنزانة كان يقبع أرمون، رقبته وذراعيه مقيّدتان بسلاسل طويلة مُثبّتة بالجدار، نهض وأمسك القضبان وتحدث "أنا أسمع خطواتك… أشمّ رائحة الحريق"

مازلت أتمتم في نفسي "إنها فقط هلوسة" لكن لساني انعقد عندما شاهدت ستورم يظهر داخل الزنزانة ويقف تماماً خلف أرمون.

"أنت أحقر مخلوق على وجه الأرض، أتعرف هذا…"

أرمون استدار إليه وابتسم "على الأقل لست مَن يهدد حياة كل المخلوقات العاقلة، على الأقل لم أحاوِل قتل أبي يوماً"

كان كلامه كفيل لإغضاب ستورم ودفعه لتعنيفه، مازلت أراقبهما وأنتظر أن ينتهي كل هذا.

كان أرمون مُلقى على الأرض يبصق الدماء ويحاول النهوض بعدما أبرحه ستورم ضرباً، حادثه بحقد "اكتفيت منك… هذه آخر مرة أساعدك بها"

أرمون كان يتنفس بصوت مسموع خلال كلامه "أنت تحتاجني، لن تجد رفيقتك أبداً، لقد اختفت علامتها والقدر سيقف في طريقك عندما تحاول الوصول إليها، حتى أنك تفقد حواسك كلّها عندما تراها"

"غبيّ… لقد أصلحت كل هذه الأشياء خلال فترة سجنك، أنا إبن الساحرة الخامسة ودائماً أجد تعويذة تحلّ مشاكلي، الشيء الوحيد الذي لا أريد إضاعة الوقت عليه هو البحث عن مكانها، أين هي رفيقتي؟"

"لن أخبرك قبل أن تُخرِجني من هنا"

"أنت تعرف أني أستطيع إخراج الكلام منك لو أردتُ هذا صحيح؟"

"أجل، وأعرف أيضاً أنّك قطعت وعد بدمائك لي قبل ثلاث سنوات، أنت تساعدني، وأنا أجلب رفيقتك، إذا نكثت وعدك ستنزف حتى الموت"

حرك ستورم يده لتنكسر كل الأقفال عن السجين، تحدث بلا تعابير "الآن… أين هي؟"

ابتسم أرمون بخبث "كانت دائماً أمامك ولكن حواسك لم تساعدك… قطيع وولف الذي اعتدت عل وضعهم في أول قائمة انتقامي، رفيقتك تعيش في قلعتهم الآن بعيداً جداً عن هذه المدينة"

ستورم يشد على قبضتيه ويقول "لقد حققت وعدي وانتهى ما بيننا، لديك عشر ثوانٍ لتهرب قبل أن أُزهِق روحك"

شهقت بقوة وعدت للواقع أخيراً، عيوني كانت مليئة بالدموع وستورم يضعني بين ذراعيه ويحاول إيقاظي، كان قد خرج بالفعل من الضريح وكما قال تماماً يبدو مختلف عما كان.

مسح دمعاتي بإبهامه برقّة وبدى قلِق علي لكني ابتعدت عنه وحاولت الوقوف بنفسي، كان يتحدث إلي "أأنتِ بخير؟"

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن