هال مايزال يتمشى مع جولين ويخبرها قصص عن القطيع، هي كانت تشعر بالملل ولا تستمع لكل كلامه فعلياً، بينما كان يثرثر ويدخل بين الأشجار توجّست أذنيها خطوات أطراف قريبة، أمسكت ذراع أبيها لتوقفه عن المشي، نظر لها باِستغراب وقال "ما الخطب؟"
جولين لم تستجب، أنثى ذئب أبيض بعيون حمراء ظهرت من خلف الشجيرات وأخذت تدور حولهم ببطء بينما تزمجر بغضب.
همست هي لأبيها "هل تعرفها؟"
"لا… ربما نحن في منطقتها وقد أزعجنا صِغارها، دعينا نغادر فقط" حرك يده ليحثها على السير معه لكن الذئبة انقضت على هال فجأة، كانت تحاول تمزيق لحمه، جولين فزعت بشدة، لم تتحكم بغريزتها جيداً، رفعت يدها لترتفع الذئبة عن أبيها، أنزلت يدها لتسقط الذئبة بعنف بينما ركضت هي نحو هال الراقد أرضاً.
شاهدت كيس قماشي غريب قد سقط من جيب بنطاله، سحبه بسرعة وأعاده مكانه بينما هي كانت في أشدّ تشوشها لينهض عن الأرض، ربت على ملابسه المخضبة بالدّماء والتراب فابتسم مستطرداً "الآن أنتِ وجدتِ طريقك"
بدأت أضواء زرقاء تحرق شعره وملابسه وعندها أدركت جولين أنها سقطت في الفخ، أرمون تجسد بشكل أبيها وخدعها، لقد جعلها تزهق روح، ابتعدت خطوة للخلف بذعر وعينيها في أشدّ وسعتهما لتتمتم "لا!"
ضحك هو بعدما عاد إلى شكله الطبيعي "بلى!"
جولين أحسّت بسكين تغرس في صدرها وبأذرع وهمية تقيد حركتها، كانت مقلتيها تتلون بالأسود بينما هي تصرخ وتحاول مصارعة تلك الأصوات التي تصبح صاخبة أكثر وأكثر داخل عقلها، لقد تحققت كوابيسها، كل شيء رأته في أحلامها سيحدث الآن تدريجياً بعد هذه اللحظة، على يديها!
***★****★***
من وجهة نظر وينتر:كنّا نسابق الريح، نركض ونحرر ذئابنا، وبعد كل ذلك اتجهنا نحو البيت ولكن لم نجد أي أحد، لقد أظلمت السماء الآن ولا يوجد أي دليل على أماكنهم، ستورم بدأ يقلق ويتقفى سحر إيزما ولكنها لم تستخدم أي سحر منذ فترة… وبينما كان يفعل ذلك في حديقة البيت شاهد نفحة من سحر أرمون.
توقف مكانه في الحديقة ووضع كلتا يديه على رأسه متمتماً "لا… كل شيء يتدمر بسببي مرة أخرى!" طبطبت على كتفه وحاولت مواساته "هذا ليس صحيح، نحن لا نعرف ما حصل بعد، دعنا ننتظر قليلاً ربما يرجع أحدهم"
"لقد لجئوا لي ووعدتهم بحمايتي لهم…"
"إهدأ أرجوك… سنجد حلّ لهذا، دعنا ندخل أولاً"
لم يكن هناك أي حل غير أن ننتظر أحدهم، كان من الممكن أن يسهل علينا التواصل معهم عبر الهاتف ولكننا نحن معشر المستذئبين لا نتعامل مع التكنلوجيا كثيراً لذا لا يحمل أي منا هاتف.
بعد وقت قصير، رجعت إيزما وآثار التعب واضحة في وجهها، نهض ستورم وتوجه نحوها ليسأل "ماذا حدث! أين كنتم"
أنت تقرأ
|| وينتر ||
Werewolfالجزء الثاني من رواية || ڤولكر || أنا وينتر جليسة الأطفال، يفترض أن أكون متمرسة في تلاوة القصص القصيرة وتغيير الحفاضات ولكن لا، إني رفيقة أحد أخطر المخلوقات على وجه الأرض ومُقاتلة قوية... الحكاية تتحدث عني أنا هذه المرة... ولا أحد يعلم إن كانت ستكون...