٢٠

12.5K 1.2K 236
                                    

من وجهة نظر وينتر:

إنه اليوم الثاني لوجودي في هذا المكان، ناركاس خلال اليومين الماضيين لم يتواصل معي أبداً ولكنه كان يراقبني من زاوية الغرفة كل ليلة ويرحل في الصباح.

خرجت من الغرفة بهدف البحث، فتحت أبواب كل الغرف وكانت جميعها مليئة بالأغراض، كما لو أن قطيع كبير مثل قطيعي كان يعيش هنا، الشخص الذي أسمع خطواته في البيت ليس موجود الآن، وصلت في رحلتي إلى بوابة المدخل، حيث سوف يستقبلني الثلج إذا فتحتها.

بالنسبة لي كان هدفي الاستكشاف لذا لم أتردد بفتحه، هبت رياح قوية لدرجة أن رموشي تطايرت منها، سقطت بعض الثلوج داخل عتبة المنزل، لقد كان أمامي جدار جليدي قصير، لا يمكن السير خلاله بسهولة.

"ماذا تظنين نفسكِ فاعلة!" صوت ما أفزعني، كان من يحدثني هو ذلك الشخص الذي يحوم حول البيت طوال الوقت، أخيراً سنحت لي الفرصة لأراه.

كان في الحقيقة امرأة في أواخر العشرين، كانت شقراء وحاجبيها متجعدان من الغضب، ترتدي ملابس باهتة من الصوف. أغلقت الباب بهدوء وقُلت "هل أعرفك؟" لم أستشعر منها أي دليل على أصولها، ربما تكون من البشر.

"صوفيا!" صاح ناركاس بإسمها بنبرة تهديدية بينما كان ينزل السلالم، سخطتني بنظراتها ثم غادرت، لم أعرف كيف لكنها اخترقت الجدار، تعلقت نظراتي في الحائط الذي اختفت عبره وعيوني متسعة.

"هل تحاولين الهرب يا وينتر؟" ناركاس كان يكلّمني.

"مَن هذه؟" استطردت متجاهلة سؤاله، لكنه تجاهلني بدوره واستدار ليعاود صعود السلالم، راقبت ظهره وهو يرحل لأبتلع ريقي وأمشي محاولة العثور على مدخل يوصلني إلى تلك المرأة صوفيا.

شاهدتها تدخل غرفة ما لذا تبعتها، شددت المقبض لكنه كان مقفل لأتنهد بإحباط، سرعانما استدرت وجدتها أمامي في نفس الملامح السابقة "لماذا تلحقين بي!؟"

ابتعدت للخلف ليلتصق ظهري في الباب، كانت تنبعث منها حرارة قوية، ابتلعت ريقي وأجبت "أردت رؤيتك"

"لا تعبثي معي!" قالت بنفس النبرة لكني لم أستسلم بعد "إنتظري! أرجوكِ، أنا لم أرَ وجه أي مخلوق منذ أيام… لن أسبب لكِ المتاعب، فقط دعيني أساعدك"

ضحكت باِستهزاء "ولماذا قد أحتاج مساعدتك؟ أنا تابعة لناركاس منذ قرون ولم أتعب يوماً"

"لا يهمني… أحتاج لأن أفعل أي شيء آخر غير البقاء في غرفتي طوال الوقت"

حدقت بي من رأسي حتى أخمصي قبل أن تقول "إتبعيني"

اتجهنا للمطبخ وطالبتني بالجلوس أمام الطاولة، كانت تجمع بعض الخضروات وتضعهم أمامي "إختاري، ماذا تفضلين منها؟"

حركت رأسي بتساؤل لكنها لم تنطق أبداً لأتفوه "أهذا هو كل ما بالأمر، اعتقدت أن علي تقشيرها"

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن