١١

17.7K 1.4K 508
                                    

من وجهة نظر وينتر:

أقنعت رفيقي بالمجيء معي إلى هنا حيث لا أحد ولا شيء قد يزعجنا، لن أندم على أي شيء قد نفعله الآن، بل أنا مستغربة، لأني لم أكن خائفة أبداً.

تحت القمر المكتمل لهذه الليلة أمام البئر الحجري الجاف، رفعت يدي نحو الفوّهة وجعلت أظافري تبرز، ستورم وضع يده على ذراعي قائلاً "في أي لحظة تشعرين فيها بالتردد يمكنك التراجع فوراً، اتفقنا؟"

أومأت بحزم "لن أتراجع، صدقني هذا الشيء سيحصل عاجلاً أم آجلاً وأنا أفعله بسرور لذا لا تقلق أبداً" ابتسمت في آخر كلامي وغرست أظافري في كفي، أستطيع سماع ضربات قلبه ترتفع لرؤيته لدمائي. كانت قطرات حمراء تسقط بروية في جوف البئر إلى أن اِلتأم الجرح الذي سببته بثوانٍ.

انسحبت مع يدي وأومأت له "حان دورك"

رفع ستورم كفّه إلى الفوّهة وجرحها بواسطة سكين، دماءه المختلطة لها رائحة مميزة جداً ليس لها أي مثيل، استطاعت أذني التقاط حركة سريعة من بعيد على الفور.

"ستورم... أعتقد أنه هنا" همست له بينما أتلفّت حولي.

كانت مياه البئر ترتفع، الأمر الذي جعل نابضي يخفق بسرعة، خطوة أخيرة وسنصبح مترابطان للأبد، ستورم قبض يده على جرحه وابتسم لي محاولاً طمأنتي قبل أن يختفى من أمامي.

رائحة دمائنا طغت على المكان لكن مازلت أستشعر شخص قادم بسرعة، كانت هناك عيون حمراء تنظر إلي من بين الشجيرات، اقترب ببطء إلى مرآي حيث كان ذئب ضبابي أسود ضخم. هذا هو روح الذئب الخاص بستورم بعدما تركه أرمون في حال سبيله عاد له شكله الحقيقي.

تنفست الصعداء ومددت ذراعي لأتفوه "تعال"

انقضّ عليّ لأسقط أرضاً ودفن رأسه في عنقي مستنشقاً رائحتي فاقشعر بدني، وضعت يدي على فرائه لتغرق كفي في الضباب، تبسّمت وهمست له "أنت سترجع مكانك الليلة"

التفّ برأسه فجأة بنفور عندما بدأ ستورم يتقدم إلينا، وضعت يداي على وجهه وجعلته يقابلني وهمست "لا تخف، هذا أنت فقط"

كان ستورم يمشي بدوائر حولنا ويتمتم بطلاسم لم أفهمها، الذئب بدأ يهدأ ورفيقي توقف عن الدوران، خلع سترته ليرميها واستدار ثم ركع أرضاً تاركاً فرصة كبيرة للذئب بمهاجمته، ولكنه يفعل هذا لأنه يثق بذئبه فقط، أستطيع رؤية الشق في ظهره بوضوح.

الذئب نظر في عيني لآخر مرة قبل أن ينهض عني ويركض بسرعة خيالية إلى ستورم مخترقاً بدنه ما جعله يهوي أرضاً، نهضت لأهرع إليه بقلق وأضع يدي على كتفه "هل أنت بخير!" الندبة في ظهره كانت قد اختفت بينما يتنفس بقوة وتتسع حدقتيه.

دعم ستورم نفسه بذراعيه واستطاع الجلوس، كانت أنفاسه مضطربة وعينيه تتوهج وتنطفئ كأن الذئب في داخله يعيد ربط أوصاله، لف ذراعيه حولي وعانقني فجأة، كان يشمّني ويهمهم بتلذذ مثل عادته، هو يستطيع الإحساس برائحتي بشكل أقوى الآن.

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن