الفصل الرابع عشر

4 2 0
                                    

كان حازم يقف أمامه وهو يشعر أن قلبه كاد أن ينفجر عندما سمع هذا الكلام، أكمل توفيق
- يوم ما سارة رجعت من الرحله وحكتلي إنك عرفت كل حاجه يومها سارة كانت في الصاله و أنا في أوضتي ولما طلعت لقيتها واقفه متخشبه وبتبص على حاجه أنا مش شايفها وبعدين رجعت لورا منها وقامت مصوته وأغم عليها، عرفت الي حصل وجريت عليها وقبل ما أفوقها عملت عليها تعويذه زي الي عملتها هي على أسيل بس دي تعويذه تحميها من الي بتشوفه، لكن التعويذه بتضعف كل ما الحب بيزيد، سارة فعلًا بتحبك لكن حبها ليك لسه مش عميق، لما فاقت لقت نفسها في سريرها وفكرته حلم وطبعًا لأنها ما شافتش حاجه تاني اتأكدت
- أ..
- قاطع توفيق حازم قبل أن يتكلم وقال: اسمع يا ابني طول ما هي مش بتشوف حاجه فهي فاكره نفسها مش بتحبك، بس طول ما هي معاك طول ما حبها ها يزيد، سارة جبانه يا ابني وبتخاف، كنت عايز أقولك ابعد عنها لكني عارف إن ده مش حل و إن هي مشاعرها ها تزيد، حاول تبعد فترة علشان ما تعجلش بالوقت ده لحد ما نقدر نلاقي حل للعنه، لكن عاجلًا أو آجل مفعول التعويذة ها يروح، ما تسبهاش يا ابني، أنا عارف إن صعب عليك الي بيحصلك ده بس هو أكيد ها يتحل، لو بتحبها بجد ما تسبهاش ولو من الأول عارف إنك مش ها تتحمل امشي، امشي قبل ما هي تغرق لوحدها.
****

فتحت أسيل عينيها وهي تشعر بألم في رأسها حاولت التحرك ولكنها أحست برأس آدم على كتفها، صُدمت أسيل وشعرت بالارتباك ثم تحركت برفق وأمسكت به ونهضت وهي تضع رأسه على الأريكة؛ نظرت أسيل إليه لقد كان كالأطفال تمامًا، لوت أسيل شفتاها وقالت بصوت خفيض: ياريتك تفضل كده على طول
نظرت أسيل إلى الطاولة، أمسكت بجهاز التحكم وأغلقت التلفاز، ثم أمسكت بكأس الشاي لتذهب به إلى المطبخ وما إن نظرت أمامها حتى وجدت المرأة التي تطاردها دائمًا، ولكن هذه المرة عارية تمامًا ولكن ليس من الملابس فقط إنما كانت عارية من جلدها نفسه، ظلت أسيل تطالعها في صدمه وهي ترى أعضاءها الداخلية، القلب ينبض أمامها والدم يسير في عروقها ويتساقط منه على الأرض، شعرت أسيل أنها سوف تتقيأ سقط الكأس من يدها حيث شعرت بأن جسدها لا يحملها..
فتح آدم عيناه على صوت تهشم الكأس ليجد أسيل تقف وظهرها له وتنظر إلى الفراغ، فهم آدم ما يحدث ونهض بسرعة نحو أسيل التي تقف وهي تكاد تسمع نبض قلبها ليس من الخوف أكثر منه تقزز، كانت تتنفس بصعوبة حين شعرت بيد تحاوطها وتسحبها ويد أُخرى توضع على عينيها، صرخت أسيل ولكن أتاها صوته الرخيم..
- ششششش، ده أنا ما تخافيش
تنفست أسيل الصعداء، كان ظهرها ملتصق بصدر آدم الذي كان يشعر برجفة جسدها، أخذت أسيل تتنفس وتتنفس بسرعة حتى هدأت ضربات قلبها تمامًا، رفع آدم يده من على عينيها ببطئ
- خلاص؟ قال آدم بهدوء
لم تتكلم ولكن أومأت برأسها ببطئ، رفع آدم يده عنها وسار ليقف أمامها ولكنها وضعت يدها أمامه وقالت: حاسب ازاز
- نظر آدم إليها وقال: عارف
- قالت أسيل بصوت خفيض: شكرًا، روح كمل نوم أنا ها أنضف الازاز ده
- نظر إليها آدم شذرًا وقال: تمام
لم تتكلم أسيل، وذهبت إلى المطبخ لتجلب المكنسة والممسحة، ذهب آدم واتجه إلى غرفته، جلس على الفراش ثم أخرج هاتفه وبدأ يتصفح حسابه على الفيس بوك ليفاجئ برسالة من أسيل، فتح آدم الرسالة بسرعة وقرأ محتواها.

كانت أسيل ترفع قطع الزجاج من على الأرض وتضعها بالجاروف، نهضت واستدارت لتذهب إلى المطبخ فوجدت آدم في وجهها، صرخت أسيل وسقط منها الجاروف، رفع آدم يده أمامها وقال: اهدي
- تنهدت أسيل بخوف وقالت: ابقى كح ولا أي حاجه، أنا معنتش حمل خوف
نظرت أسيل إلى الزجاج وقبل أن تنحني لتجمعه سمعت آدم: أنا آسف على الي عملته فيكِ النهارده
- رفعت أسيل رأسها بصدمة وقالت: نعم؟
- تبدلت ملامح آدم إلى الضيق وقال: مش ها أقول تاني
- لا أنا سمعتك، بس مش مصدقه نفسي بس
- أدار آدم وجهه ووضع يده في شعره بتوتر وقال: أ.. أنا شوفت رسالتك، لسه دلوقت
أطرقت أسيل رأسها ولم تتكلم، لم يدر آدم ما يقول فوقف كلاهما دون تكلم، لكن كسر آدم الصمت وقال: خليكِ انت أنا ها ألِم الازاز
انحنى آدم وبدأ يجمع الزجاج، نظرت إليه أسيل بصدمة لماذا حدث هذا التغير المفاجئ في شخصيته.
قالت له بتوتر: أنا كمان آسفه
رفع آدم رأسه لها وعلى وجهه علامات التعجب.
توترت أسيل وقالت: على القلم الي ضربتهولك، أ.. انت اعتذرت و أنا لا
- أطرق آدم رأسه وأكمل جمع الزجاج، قالت أسيل: أنا قولت لأمجد إن أنا لسه ما حبتهوش و إن أنا لسه معجبه بيه و إن أنا اتسرعت لما وافقت أرتبط بيه
- نهض آدم وقال لها ببرود: يعني؟
- توترت أسيل وقالت: يعني مستحيل يقدر يخدني دلوقت وهو عارف إن أنا مش بحبه فما تخافش
- كاد آدم أن يتكلم عندما رفعت أسيل يديها في وجهه وقالت بسرعه: أنا عارف إن مش عليا أنا قصدي ما تخافش على سارة وجدك
- بدت ملامح التعجب على آدم ثم استدار ليذهب وهو يقول: ما كنتش ها أقول كده
- ابتسمت أسيل وقالت باندفاع ندمت عليه لاحقًا: خليك كده على طول
نظر آدم إليها وضيق عيناه، شعرت أسيل بما قالته فارتبكت وقالت بسرعة:
- أنا.. أنا أقصد يعني خليك يعني ما تزعقش في وشي و
- و؟
أطرقت أسيل رأسها وكادت أن تقول شيء ولكنها تراجعت وقالت: مافيش أنا ها أمسح الشاي وها أدخل أنام
- تمام، قال آدم واستدار وذهب
نظرت إليه أسيل بتوتر وضربت رأسها وقالت: غبيه
سمعها آدم فالتفت وقال بغضب: هو مين ده الي غبي
- لا والله، قالت أسيل بسرعة، ده أنا بقول على نفسي غبيه
ضحك آدم بسخرية عليها وذهب، بينما وقفت هي تشعر بالحُمق مما فعلت.
****


أنهت سارة إمضاء أوراق المشفى وعادت أدراجها إلى غرفة توفيق، ولكن طوال الطريق كانت تشعر بالخجل من الكلام الذي قالته لحازم، سارت سارة وهي لا تعلم بأي وجه سوف تلاقيه؛ انفتح باب غرفة توفيق ووجدته يخرج مع حازم تجنبت النظر إلى عيني حازم وذهبت إلى جدها تساعده، ساروا حتى وصلوا إلى السيارة و انطلق حازم، بدأ يتحدث مع توفيق في عدة أمور، وسارة صامته طوال الطريق وعندما وصلوا ساعدت سارة توفيق على النزول من السيارة، أكمل توفيق الطريق وحده فنظرت سارة إلى حازم بسرعة وقالت: أنا متشكره أوي يا حازم، وتركته وذهبت بسرعه إلى الداخل، ابتسم حازم فهو يعلم الآن لماذا تتعامل هكذا.
****


فتحت أسيل عينيها في الصباح ثم أخذت تتململ في الفراش، نهضت أسيل وفتحت النافذة لتسمح لنسمات الهواء الدافئة بالدخول، نظرت إلى الأشجار أسفل البنايه وقد وقفت عليها العصافير تغرد، كم تعشق أسيل هذا الحي السكني؛ خرجت أسيل من الغرفة ووصلت إلى غرفة آدم، طرقت أسيل الباب ولكنه لم يستيقظ، فتحت أسيل الباب لتجد آدم نائم، اقتربت منه بهدوء وجلست إلى جواره وأخذت تهزه برفق
- دومه، اصحى يلا
- تململ آدم في نومه وقال بصوت ناعس: فيه إيه ؟
- يلا يا دومه قوم
- فتح آدم عيناه ببطئ وقال: دومه؟
- ابتسمت أسيل: يلا قوم علشان نفطر
- نهض آدم وجلس على الفراش ليجد أسيل بجواره، قال آدم: خلاص أنا صحيت قومي
- ابتسمت أسيل وقالت: صباح الخير
- تنهد آدم وقال: صباح النور
نهضت أسيل وخرجت بينما كان آدم يطالع الباب بتيه، وهو يفكر بها وبما تفعله معه لقد بدأ يعتاد عليها وهذا الأمر لا يعجبه؛ فهذه ليست شخصيتها الحقيقة على أي حال، خرج آدم من الغرفة ليجد أسيل تعد الفطور بسعادة، دلف إلى المرحاض، وعندما خرج وجد أسيل تخبره أن يجلس على الطاولة، جلس آدم وجلست أمامه أسيل وبدءا في تناول الطعام.
- ها تخرجني بكره يا آدم صح؟
- نظر إليها آدم بتعجب وقال: ليه؟
- قالت أسيل بسرعة: مش اتفقنا ها نخرج كل يوم أجازه
- لا أنا ما اتفقتش انت الي قولتي مع نفسك، قال آدم بإنكار
- لا اتفقنا، قالت أسيل بتذمر
- اتفقنا لو بتعامليني كصديق ها أخرجك وده ما حصلش
- أنا مش بعاملك كصديق؟ بالعكس بقى ده أنا مش بتعامل على أساس إن أنا حبيبه خالص
- ربع آدم يداه وقال بسخرية: كل ده ومش بتعامليني كحبيبه أُمال لو بتعامليني كحبيبه ها تعملي إيه ؟
نظرت إليه أسيل بتذمر، ثم نهضت من مكانها واتجهت إليه، وقفت أسيل خلف كرسي آدم ثم قامت باحتضانه من الخلف و طبعت قبلة على خده وقالت: ها أعمل كده
صُدم آدم مما فعلته أسيل وشعر بالاضطراب، أبعدها عنه بسرعة وقال بحزم: أنا قولت لك ما تعمليش الحركات دي تاني
- ربعت أسيل يديها أمام صدرها وقالت: يبقى تخرجني
- نهض آدم من على الطاولة بعنف وقال: لا يعني لا، وذهب من أمامها
- نظرت نحوه أسيل بغضب وقالت: يعني إيه لا؟
- نظر آدم إليها وقال: إيه مش بتفهمي قلت لا
لمعت عينا أسيل بالدموع وذهبت من أمامه، تنهد آدم بغضب وضيق؛ خرج  من الغرفة بعد أن بدل ملابسه وهو غاضب من تصرفات أسيل ولا يدري إلى أين تريد أن تقوده بالتحديد، رأى آدم أسيل تقف عند الباب بصمت، تنهد ثم خرج آدم وأسيل من الشقة، وحاول أن يتحدث معها..
- أ.. ها تخلصي النهارده امتى؟
- قالت أسيل باقتضاب: ٦.. ليه ها تيجي تاخدني؟
- لا، يمكن
- يعني آه ولا لا؟
- لا، سارة توصلك
- تمام، قالت أسيل بحزن
خرجت أسيل من المبنى مع آدم، ووقفت عند الباب، بينما ذهب آدم ليجلب السيارة، قبل أن يدخل آدم إلى السيارة نظر إلى أسيل التي كانت تعبث بهاتفها ورأى من خلفها سيارة قادمة بسرعة.
سمعت أسيل صوت مكابح سيارة قوية جدًا، لم تعرف ماذا حدث ولكنها فجأة لم تشعر بأي شيء سوى آدم الذي احتضنها ثم غابت عن الوعي تمامًا.
****
كانت سارة تسير في الشركة متجهة نحو مكتبها، وهي لا تدري لماذا تأخرت أسيل  اليوم، لم تنتبه سارة بسبب شرودها إلى حازم الذي كان خلفها ينادي عليها، ولكنها شعرت به عندما أمسك بذراعها يوقفها وهو يقول:
- سارة!
- التفتت سارة نحوه وقالت بانتباه: أيوه
- مالك، سرحانه في إيه؟
- قالت سارة بقلق: أسيل لسه ما جتش وهي وآدم تليفوناتهم مقفوله من امبارح، حتى آدم ما يعرفش أن جدو راح المستشفى
- طب اهدي، دلوقت تيجي وتعرفي كل حاجه
كاد حازم أن يذهب ولكن سارة أوقفته وقالت:
- حازم
التفت حازم إليها
- أنا آسفه إني بخليك مضطر تتعامل معايا
- قال حازم بغباء: مش فاهم
- يعني إن...
قاطع حديثهما صوت رنين هاتف سارة، أخرجته وقامت بالرد عليه لتصرخ بعد قليل..
- إيه؟
****

فتحت أسيل عينيها ببطئ وهي تشعر بأن جسدها مكبل بالكامل، نظرت حولها بضعف شديد لتجد سارة إلى جوارها تبكي..
- س ا ر ة، قالت أسيل بضعف شديد
نظرت سارة إلى أسيل بلهفه وقالت: أسيل
ثم ركضت خارج الغرفة وعادت ومعها الطبيب الذي أخذ يفحصها.
نظر الطبيب إلى سارة وقال: كويس الحمد لله الحاله كده بقت مستقره
- طيب هي ها تقدر تتكلم، قالت سارة
- تقدر تعمل أي حاجه
خرج الطبيب بينما نظرت سارة إلى أسيل ببكاء وقالت: أسيل يا حبيبتي سمعاني
- قالت أسيل بضعف: حصل إيه ؟
- خبطتك عربيه انت وآدم
- آدم؟ هو.. هو كويس؟ قالت أسيل بلهفة
- أيوه كويس هو شدك بعيد بس انت وقعتِ على دماغك ودخلتِ في غيبوبه
- غيبوبه؟
- أيوه، بقالك أربع أيام، استني أكلم جدو وآدم

أغلق آدم الهاتف مع سارة ثم نظر إليه فترة من الزمن، تنهد وهو يتذكر ذلك اليوم الذي وقع فيه الحادث، لقد فكر في أحد الثواني، قبل أن يتجه دون وعي إليها، أن يتركها تموت ولكنه وجد نفسه قد ركض إليها واحتضنها قبل أن تصدمها السيارة فصدمته هو ووقعت أسيل على رأسها، ولكن لما ذهب و أنقذها أصلًا، لقد كان يفكر جديًا في تركها تموت، ألقى آدم بالهاتف على الأرض بغضب وهو يضع رأسه بين يداه "غبي".
****
كانت أسيل تتحدث مع سارة بعد أن سمح لها الطبيب بتغير وضعيتها إلى الجلوس، عندما أحست بثقل في عينيها وفقدت الوعي و كالمعتاد فتحت أسيل عينيها وقد عاد تأثير سحر سارة عليها لتتذكر آخر شيء قد حدث، لتقول لسارة بلهفه: آدم
- اهدي يا أسيل اهدي
- آدم فين حصل إيه، قالت أسيل بانفعال
- اهدي يا أسيل، صرخت سارة
- أهدى ازاي ده العربيه خبطتنا
- يا أسيل اهدي آدم كويس
- طيب هو فين؟
- في البيت يا أسيل اهدي
نظرت أسيل حولها ثم استوعبت أنها في المشفى
- بقالك اربع ايام في غيبوبة وقعتي على راسك لكن الدكتور قال إنك كويسه، قالت سارة وهي تحاول تهدئتها
- طيب أقدر أخرج امتى؟ قالت بسرعة
- مش عارفه
- طيب، هاتي الدكتور
- طيب اهدي بس
- قالت أسيل بهستيريا: أهدى ازاي أنا كنت ها أموت وهو رمى نفسه قدامي انت مجنونه، بدأت أسيل في البكاء
نظرت إليها سارة بحزن ثم ذهبت إلى الطبيب الذي جاء، وأعاد الكشف عليها وأكد أنها بخير ولكنها تحتاج إلى يومين تحت الملاحظه في المشفى
- لا، قالت أسيل، أنا عايزه أطلع يا دكتور أنا جوزي تعبان ولازم أكون جنبه
- أيوه يا مدام بس ما ينفعش لازم نلاحظك
- لو حسيت بأي تعب هاجي، علشان خاطري
- نظر لها الطبيب بقلة حيلة أمام دموعها ثم قال: طيب أنا ها أكتب لك على خروج لكن لو حسيتي بأي حاجه لازم تيجي فورًا
خرج الطبيب وفي الحال نهضت أسيل من مكانها ولكنها شعرت بدوار مفاجئ، أسندتها سارة وقالت: انت كويسه؟
- كويسه، كويسه هي حبة دوخه بس لازم نروح
قاطع حديثهم اتصال حازم بسارة، فلقد كان يتصل بها كثيرًا في الآونة الأخيرة كي يطمأن على أسيل
- الو
- أيوه يا سارة ازيك؟
- الحمد لله يا حازم
- أنا آسف اتصلت في وقت متأخر لأن عارف إنك بايته في المستشفى
- والله يا حازم كنت ها أكلمك أصلًا، أسيل فاقت ومصممه آخدها لآدم
- نعم؟ الساعه ١ بليل
- تحدثت سارة بصوت خفيض: أسيل في الحالة دلوقت وآخر حاجه فكراها قبل ما يغم عليها إنه أنقذها وراسها وألف سيف تروح دلوقت
- طيب ما تتحركيش من عندك أنا جاي أوصلكم
- لا ما أنا معايا العربيه
- العربيه دي تخليها لبكره الصبح نيجي ناخدها أنا جاي
- يا حازم مافيش داعي، ها أكلم آدم
- سارة، أنا جاي، قال حازم بحزم
- قالت سارة باستسلام: طيب يا حازم
بعد قليل من الوقت وصل حازم إلى المشفى وقام بإيصال أسيل إلى المنزل، لم تنتظر أي شيء وصعدت ركضًا إلى أعلى، نظر حازم إلى سارة وقال: مش ها تطلعي معاها؟
- لا أنا ها أروح على بيت جدو، بس لو مش عاوز توصل..
- أنا جاي علشانك أصلًا، قاطعها حازم
- اضطربت سارة وقالت: تسلم
سار حازم في صمت ولم يتكلم أيًا منهما بشيء حتى قررت سارة طرح سؤال غبي على حازم..
- انت ليه صممت تيجي تاخدني؟
- علشان الوقت متأخر
- على فكره يا حازم ما تخافش عليا أوي كده، أنا أصلًا ممكن أموت في أي وقت فمش فارق معايا حاجه
ضغط حازم على مكابح السيارة بسرعة، ارتجت سارة وقالت: فيه إيه ؟
- قال حازم بغضب: ممكن ما تقوليش كده تاني؟
- نظرت سارة إليه وقالت بحزن: حازم، أنا عيزاك تبعد عني
- نظر إليها حازم بتعجب وقال: نعم
- بقولك ابعد عني، الي إحنا فيه ده مش صح، وضعنا كده مش صح، لحد امتى ها تفضل كده؟ لحد امتى ها تفضل تديني حاجه أنا مش عارفه أديهالك، بطل بقى تحسسني بالذنب أوي كده
فتحت سارة باب السيارة وخرجت منه، خرج حازم خلفها بسرعة وقال: رايحه فين؟ استني هنا
- سبني يا حازم، قالت سارة
- أسرع حازم إليها وقال: اهدي يا سارة
- بكت سارة وقالت: علشان خاطري يا حازم ابعد عني، أنا مش قادره أشوفك و انت بتتعذب بسببي، حرام عليك
- شعر حازم بالغضب والحزن من كلماتها ولكنه قال: حاضر يا سارة ها أبعد عنك
- خالص؟ قالت سارة بترقب
- خالص
- بطل تفكر فيا وبطل تخاف عليا بطل تساعدني سيبني يكش أولع
- كتم حازم غضبه وقال: حاضر ها أسيبك
- مش كلام، بطل تفكر فيا
- حاضر، بس تعالي دلوقت ها أروحك وبكره ها أبقى أبعد عنك، انت أصلًا نعسانه وأعصابك تعبانه دلوقت، دخلت سارة إلى السيارة معه ووضعت رأسها على الكرسي في تعب فهي لم تنم منذ ليلة أمس، وكأن البكاء كان كالمخدر لها فغطت في ثبات عميق.
****


كان آدم نائمًا عندما سمع طرقاتٍ على الباب، تعجب وشعر بالقلق، نهض ثم خرج من الغرفة واتجه نحو باب المنزل، فتح آدم الباب ليرى أسيل أمامه ثم فجأة ارتمت داخل حضنه بقوة، شعر آدم بنبض غيرِ مرغوب في قلبه، لقد رآها بعد أربعة أيام، أبعدها عنه بسرعة..
- في إيه انت جيتِ هنا ازاي؟
- نظرت أسيل إليه بدموع وقالت: ما اتحملتش أقعد هناك و انت هنا تعبان بسببي
- نظر إليها آدم بقلق: وسارة؟
- حازم هو الي جابنا
لوى آدم شفته بتذمر ثم دخل إلى الداخل وخلفه أسيل التي أغلقت الباب وقالت: انت كويس؟
- قال آدم ببرود: انت شايفه أهو أنا كويس
- تنهدت أسيل براحه: الحمد لله
اتجه آدم إلى غرفته وأمسك هاتفه واتصل على سارة.

سمع حازم صوت هاتف سارة قادم من حقيبتها، تململت سارة في نومها ولكنها لم تستيقظ، قال حازم بصوت حاني: سارة
لم تستيقظ سارة، أعاد حازم نداءه ولكن بلا جدوى، و الرنين لا ينقطع، مد حازم يده إلى حقيبة سارة وأخرج الهاتف..
- أيوه يا سارة
- أنا مش سارة أنا حازم
- جز آدم على أسنانه وقال: و انت بترد ليه فين سارة؟
- نظر حازم إلى سارة النائمة بجواره وقال: نايمه
- ما تصحيها، قال آدم بضيق
- والله بيتهيقلي أختك انت عارفها أكتر مني، مش راضيه تصحى نومها تقيل
- انتم فين؟ قال آدم بضيق
- ها نكون في يعني؟ في العربيه رايح أوصلها
- تنهد آدم بضيق وقال: لما توصل كلمني
- حاضر يا آدم
- أخدت عليا أوي انت
- عقبال ما تاخد عليا انت كمان، رد حازم بهدوء
- مش ها يحصل، قال آدم باندفاع
- ها نشوف، قال حازم بثقه ثم أغلق الهاتف بوجه آدم.

نظر آدم إلى الهاتف بغضب وقال: والله لأوريه
- انت مش بتحب حازم ليه؟ قالت أسيل
- و انت مالك انت؟ رد آدم بغضب
- مش حوار أنا مالي أصل حازم بيحب سارة أصلًا
- أدار آدم وجهه الناحية الأخرى وقال: يبقى يقابلني
- تعجبت أسيل وقالت: ليه يعني يا آدم بالعكس حازم حد كويس جدًا
- نظر إليها آدم بغضب: والله كويس جدًا روحي اتجوزيه هو بقى بدل ما انت لازقالي كده
- ابتسمت أسيل وقالت: خلاص، خلاص انت غيرت ولا إيه ؟
- غيرت؟ على مين معلش؟ عليكِ انت؟ أنا مش عايزه يقرب من أختي، أختي محدش يجي جنبها
- أمسكت أسيل دموعها قبل أن تسقط وقالت له: ليه فاكرها ها تخلل جنبك؟ هو بيحبها وهي بتحبه وبكره تشوف، وذهبت أسيل من أمامه
جلس آدم على الأريكة وهو يشعر بضيق لا يعلم سببه أو مصدره، بينما كانت أسيل تبكي في غرفتها من تصرفات آدم معها، كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه القسوة، لقد خرجت أسيل من المشفى بعد أربعة أيام ولم يفرح بهذا حتى، لماذا أنقذها إذًا، لماذا تحبه، لماذا، ليتها لم تحبه، ليتها لم تتزوجه، لقد تعبت من أفعاله معها، ظلت أسيل تضرب الوسادة بغضب، وهي تقول:
- عايزه أكرهه، عايزه أكرهه، أنا بكرهك يا آدم بكرهك، صرخت أسيل، ثم فجأة شعرت برأسها يعصف به الدوار، كل شيء يدور من حولها وشعرت بصداع رهيب في رأسها، ارتعبت أسيل من أنها متعبة وتحتاج إلى الطبيب حالًا وقبل أن تنهض من مكانها سقطت.
****

ألقى حازم نظرة إلى سارة بحيرة لقد قضى عشر دقائق وهو يحاول أن يوقظها ولكن بلا جدوى ماذا يمكنه أن يفعل معها الآن، خرج حازم من السيارة ثم ذهب إلى الجانب الآخر وفتح باب السيارة، تنهد حازم وقام بحمل سارة برفق وأخرجها من السيارة، قال حازم بمزاح: مش عارف أنا مين أتقل انت ولا نومك.
سار بها حازم حتى الباب الخارجي للفيلا ثم نادى على حارس البوابة، خرج الحارس ليرى حازم ففتح له بسرعة
- فيه إيه يا أُستاذ كفا الله الشر انت مين والست هانم مالها
- يا عم ها تقعد تلوك لوك، أنا زميلها في الشغل يا سيدي وهي نايمه
دخل حازم بها حتى الداخل وقام الحارس بدق جرس الباب، ولكن أحدًا لم يجب
- معاك مفتاح احتياطي؟ قال حازم
- معايا يا باشا
فتح الحارس الباب الداخلي للفيلا، فدخل حازم إلى الداخل ووصل إلى الأريكة ووضع عليها سارة بهدوء، تململت سارة ولكنها بالطبع لم تنهض؛ خرج حازم من الفيلا ثم اتجه إلى سيارته ليجد حقيبة سارة، أمسكها وعاد بها إلى الحارس وأعطاها له وذهب.


حجيم الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن