أغلقت سارة الخط وهي تركض إلى غرفة أسيل، ليست جاهزة لفعل هذا بعد ولكن لا خيار آخر، دخلت سارة إلى غرفة أسيل وهي تنظر في الساعة ليس لديها الكثير من الوقت فالمسافة ليست بهذا الطول؛ وجدت أسيل تكتب التقرير الذي طلبه منها حازم، جلست سارة بجوار أسيل تنتظر منها أن تنام لقد دقت الساعة الثانية عشر
- قالت سارة بتوتر: مش ها تنامي يا أسيل؟
- تثاءبت أسيل وقالت: عايزه بس التقرير
- ياستي قومي نامي وكمليه بكره
- انت عارفه حازم ممكن يعمل فينا إيه؟
- لا ده حازم طيب انت عارفه، قالت سارة بتوتر
- لا، ها أكمل
ظلت أسيل تكتب في التقرير وسارة في قمة توترها، نظرت سارة إلى الساعة لم تتبق سوا نصف ساعة على وصول آدم حَسْبَ حِسابها للوقت، وأسيل لم تنم بعد، نظرت سارة إلى أسيل الجالسة وقالت: نامي بقى يا أسيل
- قالت أسيل بتعجب: يا سارة في إيه أنا مش فهماكِ بجد؟
- أصل الوقت اتأخر أوي
- مش مهم لسه ما خلصتش
- يوووووه، قالت سارة بتوتر وغضب
- انت شكلك اتجننتِ يا سارة، قالت أسيل بدهشة
- ولا اتجننت ولا حاجه.
حسنًا هذا يكفي، إنها لن تخاطر بأخيها ولا أسيل؛ ذهبت سارة والتقطت ملائة السرير واتجهت ناحية أسيل الجالسة على الاريكة واقتربت منها، نظرت لها أسيل بتعجب وقالت انت بتعملي إيه يا سارة؟
اقتربت سارة وبقوة لفت الملائة حول أسيل، وأسيل متعجبة لا تفهم ماذا يحدث صرخت بها : انت بتعملي إيه؟
دفعت سارة أسيل إلى الأريكة ثم جلست فوقها لتمنعها من التحرك، مدت يدها إلى رأسها وبإصبعيها السبابة والوسطى بدأت تضغط على جبهتها وهي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة، حاولت أسيل التملص منها ولكنها لم تستطع فعل ذلك.
****
ممسك بالمقود بشدة وهو يراقب الطريق، لقد أوشك على الوصول، حتى لو كان سيقتلها ويضحي بمستقبله ويذهب إلى السجن، إلا أنه لن ينتظر أن يرى أخته تموت أمام عينيه، يقسم أنه سوف يقتُلها، بعد مدة وصل آدم إلى المكان، لحسن الحظ أن سارة أخبرته عن المكان هنا، وصل إلى الفندق وسأل موظف الاستقبال عن رقم غرفة مكوث أسيل، اتجه إلى المصعد ولكنه كان مشغول، اتخذ طريق السلالم ركضًا، لقد كان خائفًا أن تهرب بها سارة إلى أي مكان، وصل آدم إلى الردهة، ظل يبحث عن الغرفة حتى وجدها، دق آدم على الباب بعنف.
سمعت سارة طرقات آدم ولكنها لم تلتفت إليها بل ظلت تتمتم بما تتمتم به، حسنًا لقد أخبره الموظف أنها بالأعلى، على كل حالٍ الآن الوقت متأخر أين يمكنها أن تذهب، ظل يدق الباب ولكن سارة لم ترد عليه
تراجع آدم للخلف ثم وبكل قوته اتجه ناحية الباب يضربه بجسده، دق قلب سارة بعنف عندما سمعت الباب، أسرعت بتمتماتها، وهي تدعو الله أن تنتهي تعويذتها، ارتطم آدم بالباب مرة، اثنتان، ثلاث، أخيرًا انكسر الباب؛ نظرت سارة خلفها إلى آدم الذي تقدم وهو يخرج المسدس، صرخت سارة بكلمتها الأخيرة على رأس أسيل مما أحدث طاقة قوية، ارتدت على إثرها سارة إلى الخلف، التقطتها يد آدم بسرعه قبل أن تسقط على الأرض، نظر إليها وقال انت عملتِ إيه ؟
نظرت له سارة بإبتسامة هادئة لقد استنفذت كل طاقتها، ما تقتلهاش، قالت سارة قبل أن تفقد وعيها من التعب.
شعر آدم بالقلق على سارة ولكنه قام بجس نبضها وتأكد أنها فقط مغشيٌ عليها، حملها بين يديه واتجه إلى الداخل، وضعها علي الفراش برفق ثم خرج إلى الخارج مرة أُخرى، أغلق آدم الباب ووضع خلفه كرسي ليحكم إغلاقه، نظر خلفه وقبل أن يتحرك وجد أن أسيل والتي كانت ثابته لا تتحرك منذ قليل، قد نهضت، ثم أخذت تنظر إليه بعمق..
- وضع آدم يده خلف ظهره ليسحب المسدس وهو يقول لها: استعدي علشان ...
لم يكمل آدم كلمته عندما تفاجئ بأسيل تركض إليه بقوة لترتطم بحضنه قائلة: وحشتني!
ثابت لا يتحرك، يده على المسدس ولكنه لا يستطيع سحبه، ماذا تفعل تلك الفتاة؟
دفعها آدم بعيدًا بسرعة وهو يقول:
- انت بتعملي إيه ؟ انت اتجننتِ؟
- بحبك، قالت أسيل بصوت رقيق
- أغمض آدم عينيه بغضب وقال:
- بتعملي كده ليه؟ فكرك مش ها أقتلك؟
- علشان انت وحشتني أوي يا آدم، بجد كل ده ما شوفتكش
- نظر إليها آدم بغباء: انت اتجننتِ صح، سارة عملت فيكِ إيه ؟
- عملت إيه ؟ مالك يا آدم، اقتربت منه أسيل مرة أُخرى ولكنه دفعها بقوة
- ابعدي، قال آدم
سقطت أسيل على الأرض وارتطمت بالطاولة، اعتدلت في جلستها، ثم أخذت تبكي بشدة، نظر آدم إليها بغباء وهو لا يفهم ماذا يحدث؛ ولكن لا يُهم، لقد جاء لشيء مُعين، وضع المسدس على رأسها، ولكن ارتعشت يده عندما وجد أسيل تقول له بحزن:
- انت.. ليه عاوز تقتلني؟ يا آدم، هو أنا زعلتك في حاجه؟ انا بحبك يا آدم
تبًا، نظر إليها آدم والمسدس على رأسها، تردد قليلًا ولكنه عاد وقال: أنا مستحيل في حياتي أحب واحده زيك بتقولي الكلمتين دول علشان ما أقتلكيش..
تعجب آدم من أسيل لماذا لا تحاول أن تهرب، أن تترجاه حتى، أن تصرخ تفعل أي شيء
فتحت سارة عينيها ببطئ، ما الذي حصل، تذكرت سارة ما حدث، فانتفضت بسرعة وقلبها يكاد ينخلع من مكانه، هل قتلها آدم، خرجت من الغرفة بسرعة لتجد آدم وقد وضع المسدس على رأس أسيل..
- صرخت به سارة: آدم، أقف
وضع إصبعه على الزناد ثم نظر للفتاة التي أمامه والتي كانت مستسلمة تمامًا يبدو أنها لن تفعل أي شيء، تردد آدم للحظه، ولكنه نظر إليها بحزم لقد أتته الفرصة أخيرًا، ضغط على الزناد.
****
يسير في مكان مظلم، لا يستطيع روية أي شيء، أخذ حازم يركض في كُل الاتجاهات ولكن، لا مخرج، توقف حازم وهو ينظر حوله، ثم بدأ يشعر بالاختناق، المكان حوله يصبح أضيق وأضيق، وكأنه بداخل صندوق ويضيق عليه، ظّل يصرخ وهو يشعر بأن أضلاعه تتداخل ببعضها، لم يعد يحتملُ الألم، هل سيموت الآن؟
فتح حازم عيناه وانتفض من نومه وهو يشهق شهقة قوية، أخذ صدره يعلو ويهبط وهو يُصارع ليسرق بعض الأنفاس من الحياة، لقد أرهقته هذه الكوابيس، وضع حازم رأسه بين يديه بيأس، إلى متى سوف يظل في هذا الجحيم؟ نهض من مكانه ببطئ ثم دلف إلى الحمام، وقف حازم يراقب شبح انعكاسه في المرآة، لقد أصبح شاحب اللون، مرهق الملامح؛ و..
قطع تفكيره صوت عيار ناري، قد شقّ سكون الليل.
****
طلقة مدوية خرج صوتها وملئ المكان، صحبه صوت سارة التي صرخت بشدة، فتحت أسيل عينيها لترى آدم ينظر إليها بصدمه والدم يسيل من كتفه.
ألم حاد شعر به آدم في كتفه، لم يستطع حتى أن يصفه فلم يشهد مثله في حياته، نظر إلي نظراتها المرتعبة، ثم أغلق عيناه مُرغمًا وترك جسده ليسقط أرضًا.
صرخت سارة فنظرت أسيل لعيونها الباكية..
- اجري اطلبي الاسعاف، قالت أسيل بسرعة وصراخ
ركضت سارة خارج الغرفة وهي وتقول حازم الحقني، أخذت تضرب على باب الغرفة الخاصة به فخرج حازم بسرعة وهو في فزع من منظرها
- اطلب الاسعاف آدم ها يموت، صرخت سارة ببكاء
شعر آدم بضربات خفيفة على وجهه وسمع صوت بكاء حاد مزعج حد الموت، فتح عيناه ببطئ ليرى أسيل وهي جالسة بجواره وتبكي وهي تقول: ما تغمضش عينك فتح، فتح
نظر إليها آدم بنصف عين وهو لا يستطيع البقاء مستيقظًا ولكن أسيل ضربت على وجهه مرة أُخرى وقالت: فوق ما تنامش فوق
كانت الدموع تغطي وجهها وهي تضرب على وجهه، دخلت سارة الغرفة وهي تبكي، ودخل حازم خلفها وخلفهم أمجد، عمر ولين، إلى جانب عمال الفندق، وبعد قليل كان صوت سيارة الإسعاف يتردد في المكان .
وقف حازم وسارة وأسيل في المشفى وهم في حالة حزن وحازم يشعر بالأسى على سارة التي تبكي بحرقة على أخيها، وأسيل الذي لا يعلم أحد لمَ تبكي، خرج الطبيب من الغرفة فركضت إليه أسيل التي كانت تبكي بشدة، وقبل أن تتكلم قال الطبيب: اهدوا يا جماعه مش كده، الرصاصة كانت في الكتف اليمين وطلعناها خلاص، ثم نظر لأسيل وقال، تقدري تدخلي تطمني عليه، بس هو تحت تأثير البنج لسه، ادخلي لوحدك واطلعي بسرعه
- تدخلت سارة بسرعة وقالت: أنا ها أدخل
- لا أنا ها أدخل يا سارة، قالت أسيل بدموع
- انتِ اتهبلتِ؟ أنا طبعًا الي هدخل
- قال الطبيب: خلاص، خلاص، ادخلوا انتم الاتنين، بس مش مع بعض
- أنا ها أدخل الأول، قالت أسيل بلهفة
نظرت لها سارة بنفاذ صبر ولم تتكلم، فذهبت من أمامهم بسرعة ودخلت إلى غرفته، بينما وقف حازم إلى جوار سارة وهو يقول : اهدي بقى هو بخير
- ها أموت لو جراله حاجه يا حازم، قالت سارة ببكاء
- ما تخافيش كل شيء هيكون تمام
دخلت أسيل إلى الغرفة ورأت آدم منسدح على الفراش، اقتربت منه وهي تقول بلهفة:
- آدم
فتح آدم عيناه بتعب، لقد كان متعبًا ويشعرُ، بالدوار يسمع ويرى كل شيء غير واضح إلا أنه ميزّ صوتها عندما نادته.
اقتربت أسيل من الفراش وهي تبكي؛
أغلق آدم عينيه بوهن، يال تلك المزعجة لقد ظل صوت بكائها في رأسه منذ لحظة اصابته وحتى الآن، متى سوف يتخلص من هذا الصوت المزعج.
- اطلعي بره
قال آدم بصوت خافت متعب، ولكنه نجح في الوصول إلى أسيل التي قالت:
- وجودي مضايقك؟ حاضر ها أطلع
وبالفعل، نهضت أسيل دون إضافة أي شيء وخرجت خارج الغرفة، رأتها سارة فركضت إليها قائلة بلهفة: إيه عامل إيه
- كويس حتى كلمني
- كلمك قالك إيه ؟
- قالي اطلعي بره، قالت بكسرة
تركتها سارة ودلفت هي إلى أخيها في لهفة، لتخرج بعد قليل وتجلس إلى جوار حازم وأسيل ومازال شبح الحزن يخيم على وجهها.
بعد مرور بعض الوقت حضرت الشرطة إلى المشفى، وبعد إنهاء الاستجواب، لم يصلوا سوا إلى نتيجة واحدة، المسدس قديم ومرخص، تعود ملكيته لجد آدم، والطلقة قد خرجت من الخلف بالخطأ، حيث ظن آدم أنه فارغ ولكن اتضح وجود عيارٍ ناريٍ به، لا ضحية إذًا لا جريمة، وبالطبع كان هذا بسبب عدم اعتراف أسيل بأي شيء.
خرج الضابط من غرفة آدم وقد تركه يُفكر بكُل شيء، لقد أخبرته سارة بكل شيء فعلته، كيف يُمكنه تقبل هذا الأمر، لقد حاول قتلها ولكنها لم تشي به، إلى جانب تلك المرة التي أنقذته بها بعد أن حاول قتلها أيضًا، تبًا لتلك الفتاة، لمَ تُصِر على أن تجعل منه سيئًا أمام نفسه.
طلب الطبيب من حازم وأسيل وسارة أن يبقى أحدهم
مع آدم كمرافق لهذه الليلة ثم يذهب الآخرون، حاولت سارة اقناع أسيل بأن تذهب مع حازم ولكنها رفضت الأمر رفضًا قاطعًا.
ذهب حازم وسارة، ودخلت أسيل إلى غرفة آدم لتجده نائمًا، فجلبت كرسي وجلست على طرف الفراش وهي تبكي.
****
كان حازم يقودُ السيارة وهو في قمة التوتر، ولا يستطيع أن يفهم ما الذي يدور من حوله..
- مش ها تقوليلي بقى حوار أسيل وآدم إيه ؟
- مش فاهمه؟ قالت سارة وهي تتصنع الغباء
- هي ليه بتعيط علشانه كده ومصممه تبات معاه، أنا مش فاهم حاجه؟
حاولت سارة أن تقول أي شيء لحازم لتبرر به تصرفات أسيل، ولكنها كانت متعبةً فقالت بهدوء:
- حازم الموضوع طويل أوي وملعبك وأنا بجد مش قادره دلوقت
- ألقى حازم إليها نظرة جانبية ثم قال بحنو: خلاص ما تضغطيش على نفسك.
استيقظ آدم من النوم وقد استوعب جُلّ ما حدث، نظر حوله ليجد غرفة المشفى وقد اخترقها ضوء الصباح، حاول آدم تحريك يده ولكنه شعر بِثُقل شيء دافئ فألقى نظرة ليجد أسيل جالسة على الكرسي ونائمة ورأسها على يده، تمعن آدم فيها قليلًا، لقد كان يحاول أن يقتلها بالأمس، واليوم هي نائمة بجواره في المشفى، تذكر آدم ما حدث لا يدري كيف خرجت الرصاصة من الخلف ولكنه لوهلة ولسبب ما شعر بالارتياح أن هذا قد حدث، تراءت في رأسه صورة أسيل وهي تبكي بالأمس وتخبره أن لا يغمض عينيه، هل من المعقول أن تنجح خطة سارة؟ هل يمكن أن تنهي تلك التعويذة الخطر المحدق حولهم؟ هل يستسلم لجده ولسارة أم لا؟ هل يستسلم لهذه الفتاة؟ بالتأكيد أنه يكرهها ولكن على كل حال تحمُلّها في هذه الحالة الجنونية من الحب أفضل من قتلها، تنحنح آدم وما إن فعل حتى انتفضت أسيل
- انت صحيت؟ قالت أسيل بلهفة
- تفاجئ آدم وقال: انتِ مش نايمه؟
- لا، ما نمتش.
نهضت أسيل بسرعة وهي تقول:
- استنى كده هروح أنادي الدكتور
ركضت أسيل من أمامه وهو ينظر إليها بضيق، كيف يمكنه تحمل التعامل مع فتاة يكرهها إلى هذا الحد، كم أن سارة غبية بالفعل.
دخل الطبيب إلى الغرفة واطمأن على حالة آدم، وأخبره أن الجرح عميق ويحتاج إلى عناية مشددة ليس اقل من اسبوع في المشفى، تلقى آدم الخبر بضيق، ولكن لا مفر من هذا فيجب أن يتم مداواة هذا الجرح العميق بحذر وتحت إشراف طبي كامل، خرج الطبيب من الغرفة فاتجهت أسيل إلى آدم وجلست بجواره وهي تقول برقه:
- امبارح أنا جيت هنا مش فيا دماغ أصلًا، فمش معايا تليفون أتصل بسارة ها نضطر نستناها تيجي هي
- أدار آدم وجهه وقال: ياريت تمشي من هنا
- قالت أسيل بحزن: انت مش عاوز تشوفني ليه؟
- قال آدم بضيق، ياريت تمشي أنا مش عايز أشوفك هنا
- أطرقت أسيل برأسها وقالت بانكسار : أنا عارفه إن إحنا اتقابلنا من فتره قريبه، وعارفه كمان إن الي حصل بينا ما كانش أحسن حاجه، بس أنا حبيتك اديني انت كمان فرصه
- قال آدم بحده: قولتلك أطلعي بره، قال آدم بغضب
- صرخت أسيل ببكاء: طيب هطلع طيب خلاص، أنا أصلًا ما نمتش من امبارح ونعسانه هروح أنام.
أولته أسيل ظهرها وسارت خطوتين ولكنها عادت مرة أُخرى وقالت:
- أنا عارفه إنك مش بتحبني يا آدم، بس ليه حاولت تقتلني؟ قالت أسيل بانكسار
تمعن آدم بوجهها الحزين، هو لن يستفيد أي شيء من إخبارها الحقيقة على أي حال..
- أنا ما كنتش عاوز أقتلك، المسدس ده قديم بتاع جدو وأنا كنت جاي أخوفك بيه كانتقام على الي عملتيه آخر مره، معرفش إن فيه رصاصه
- قالت أسيل بتفكير: أيوه بس ده نفس الكلام الي قالته سارة للشرطة
- طبيعي، لأن أنا الي قولتلها الكلام ده لما جت عندي امبارح
- نظرت له أسيل بشكٍ وترقب: يعني انت مكنتش عاوز تقتلني بجد؟
- أدار آدم وجهه إلى الناحية الأُخرى وقال: لا
ابتسمت أسيل، ثم ذهبت لتجلس بجواره ثم قالت بسعادة:
- كل الي حصل بينا قبل كده كان سوء تفاهم، وأنا مش عارفه ازاي وصل بيا الأمر إني أحبك، لكني بحبك يا آدم، وعيزاك تنسى أي حاجه حصلت بينا وتديني فرصه
نظر آدم بملل نحوها وقال:
- مش وقته أنا عاوز أنام
- خلاص ماشي، نتكلم بعدين، قالت أسيل بهدوء
نهضت أسيل لتخرج ولكنها وما إن تحركت حتى شعرت بثقل في جفونها ودوار شديد داهمها ثم سقطت مغشيًا عليها، نظر إليها آدم ثم أغلق عيناه بملل ومد يده ليضغط على زر استدعاء الممرضة.
****
وصل حازم مع سارة إلى المشفى بعد أن أقنعته بأن يُجبر الجميع على البقاء في المنتجع من أجل إكمال العمل، لقد كانت قلقة جدًا من كيفية شرح علاقة أسيل بآدم، لا يمكنها أن تكذب عليهم، لقد كانت في ورطة حقيقية الآن، دلف كلاهما إلى غرفة آدم وأسرعت سارة إليه تحضه وتطمأن عليه، رحب به حازم
- أُمال فين أسيل؟ قالت سارة
- أغم عليها علشان ما نمتش من امبارح، قال آدم ببرود
- قالت سارة بقلق: ياني؟ طيب في أنهي أوضه؟
- الأوضه الي في آخر الممر
- طيب حازم خليك هنا هروح أطمن عليها بسرعه، قالت سارة
****
فتحت أسيل عينيها ببطئ وهي تشعر بالصداع يضرب رأسها، تململت وبدأت تستعيد وعيها شيئًا فشيئًا وتستوعب ما حدث بالأمس، انتفضت أسيل فجأة، ماذا حدث، كيف، شعرت أسيل بأن لسانها قد لُجم من هول الصدمة.
انفتح الباب فجأه لتجد أسيل سارة في وجهها تبتسم وتقول: حمد لله على السلامه
نظرت لها أسيل بصدمة وهي تقول:
- انت عملتِ فيا إيه ؟
- انكمشت ملامح وجه سارة وقالت: عملت إيه ؟
- صرخت أسيل: بقولك عملتِ فيا إيه ؟
- أغلقت سارة الباب خلفها بسرعة وهي تقول : طيب اهدي بس
كانت أسيل جالسة وهي تستعيد ما فعلته سارة بها، ثم ما فعلته هي مع آدم، وهي تشعر بالغباء ولا تفهم أي شيء
- انطقي، صرخت أسيل
- سحر، عملتلك سحر يا أسيل، قالت سارة بتردد
اتسعت عيون أسيل من هول الصدمة وقالت:
- سحر؟ تعمليلي أنا سحر ليه؟ أنا مش فاهمه
- ما عنديش سبب، قالت سارة بخوف وتوتر
- يعني إيه ؟ صرخت أسيل
- يعني ما عنديش سبب مش بحب أمجد وكنت اتعلمت التعويذة دي من على النت جربتها عليكِ
انهارت أسيل على الأرض وهي تشعر أن الأرض تميدُ بها، إنها صديقتها الوحيدة، لما قد تفعلُ شيئًا كهذا أصلًا
- سارة، ليه؟ قالت أسيل بصوت تائه
- كادت سارة أن تبكي ولكنها لم تستطع: قولتلك، مافيش سبب.
هنا فقدت أسيل عقلها وقالت بصراخ:
- يا حيوانه، يا حيوانه، و أنا ذنبي إيه ؟ وأخوكِ ذنبه إيه ؟ أنا عملتلك إيه؟
- كده قولت أجرب التعويذة عليكم، قالت سارة بصوت متقطع
نهضت أسيل ثم نظرت نحو سارة بصدمة، ثم صفعتها بقوة ودفعتها إلى الأرض وتهاوت إلى جوارها، وهي لا تصدق ما فعلته.
- أنا مش مصدقه، مش قادره أستوعب أتاريه مش طايقني، أقرب منه يبعدني ويطردني أتاريه مش فاهم في إيه، صرخت أسيل، الله يخربيتك الله يخربيتك يا واطيه
- قالت سارة ببكاء أنا ما عرفتش إن السحر ها يتفك، كنت فكراكِ ها تفضلي كده
نظرت لها أسيل بصدمه ونهضت من جديد وهي تقول:
- أنا مش عايزه أعرفك تاني ولو حاولتِ بأي شكل إنك تتكلمي معايا أنا مش ها أرحمك انت فاهمه.
خرجت أسيل من الغرفة وهي تشعر أن الدنيا تميد بها، لا تصدق ما فعلته بها صديقتها المقربة، مازالت تحت تأثير الصدمة ولا تدري حتى ماذا تفعل، فسارت بشرود حتى خرجت من المشفى.
أنت تقرأ
حجيم الحب
Romanceبعد أن كانت تعيش حياة هادئة، وجدت أسيل نفسها في مواجهة مواقف مرعبة لا تفهمها، في الوقت الذي تزامن مع إحياء أحدهم لعنة قديمة قد سارت على أجدادها، لم تكن تعلم أن بوقوعها في الحب فقط يمكنها أن تفتح بوابة اللعنة والتي ستتسبب في قتل كل من يحمل دماء أجداد...