الفصل الثاني والعشرون

5 2 0
                                    

كان حازم جالس في المكتب يتحدث مع عمر حين سمعا صوت طرقات على الباب ثم دلفت سارة، رحب بها حازم وعمر ثم قالت: أنا جايه اقول لكم ما تنسوش عيد ميلاد أسيل بكره ها ننزل بعد الشغل على طول أن شاء الله
- أنا فعلًا كنت ناسي، قال عمر
- لا أنا كنت فاكر، بس، سارة عايزك
- نظرت له سارة بتعجب بينما قال عمر: طيب أنا ها اروح اطلب لنا فطار يا شباب
خرج عمر من المكتب فنظرت سارة لحازم وقالت: عايز إيه ؟
- قال حازم بضحك: ما تيجي تضربيني احسن
- قالت سارة بترفع وهي تحاول إغاظته، أُستاذ حازم ياريت تحفظ حدودك مع زملاء العمل بتوعك
- كده؟ طيب أنا كنت عايز أنزل مع زميلتي في العمل النهارده علشان نروح ننقي هديه لأسيل نظرًا لخبرتي القليله في هدايا البنات لكن واضح إنك مش موافقه، أنا ها أقول لريهام
- قالت سارة بسرعه: ريهام مين يا عنيا
- ضحك حازم بينما تداركت هي موقفها وقالت: قصدي يعني أنا كمان كنت نازله النهارده يعني ما عنديش مانع نروح كزملاء عمل طبعًا يعني بما أنه هدفنا واحد
ابتسم حازم وقال: أوكي ماشي، ها أعدي عليك لما أخلص شغل.
- قلت لعلي إننا عاوزين نروحله ؟
- أيوه، حاول يعرف مني ليه بس ما قلتش حاجه
- جدع، يبقى بعد بكره معادنا معاه، حازم
- قال حازم بهدوء: أيوه
- انت بتشوف لسه العفاريت صح؟
- لا، قال حازم، أنا بقيت بشوف فيروز نفسها، تقريبًا كده بتنتقم مني على الي أنا قولته
- أنا كمان، كل يوم بشوفها، قالت سارة بحزن وخوف، حازم، إحنا لو جيبنا المفتاح كل شيء هيتحل، هنروح ونرميه هناك وخلاص
- هنحاول يا سارة ما تخافيش، أهم حاجه نخلص من عيد ميلاد أسيل بكره الأول، هنتقابل النهارده نجيب الهدايا سوا
ابتسمت ساره له ولم تتكلم.
****

خرجت أسيل من غرفتها في منتصف الليل لتجلب بعض الماء لها ولكنها وقبل أن تشرب منه القليل شعرت بألم رهيب في معدتها، حسنًا لقد اعتادت على هذا الألم ولكن هذه المرة الألم لا يوصف، سقطت أسيل على الأرض وأمسكت بمعدتها وهي تشعر أن روحها تنسحب من جسدها، هذا ليس مثل كل مرة، سقطت دمعة من عين أسيل، تمنت لو كان بإمكانها فقط أن تنادي على آدم، نظرت أسيل إلى الكوب بجوارها على الطاولة، حاولت رفع يدها بكل قوتها وهي حتى لا تقدر على الصراخ.

كان آدم جالس على فراشه يفكر بأسيل وحالهم عندما سمع صوت تهشم شيء بالخارج، انتفض آدم بسرعة وخرج من الغرفة ليرى أسيل على الأرض، أسرع إليها آدم بلهفة وهو يقول:
- أسيل
نظرت أسيل إليه بعيون باكية وصدرها يعلو ويهبط بسرعة، صُعق آدم من رؤيتها هكذا، حاوطها آدم بيداه وهو يقول:
- مالك
أمسكت أسيل بيده وهي تتألم، لم يرها آدم هكذا من قبل، ظلت أسيل تضغط على يده بقوة، وفجأة ودون سابق إنذار تقيأت أسيل، أمسك بها آدم جيدًا حتى لا تسقط، ولكنه صُدم عندما رأى لون السائل الأسود الذي يخرج من معدتها.
نظرت أسيل بخوف لما تقيأت وهي لا تصدق، كانت ترتعش بين يديه ومازالت يدها ممسكة بيده، نظرت أسيل لآدم برعب ولم يقوى أي منهما على التكلم، عاودت أسيل – والتي قد اختفى ألم معدتها – النظر إلى هذا السائل الأسود وقبل أن تتكلم رأته يتشكل وتخرج من داخله تلك المرأة الملعونة فيروز، شغرت أسيل فاها وهي تراها أمامها مرة أُخرى، شعر آدم بقبضة أسيل تزداد قوة وهي تنظر أمامها بخوف، ثم أطلقت صرخة عالية
- أسيل، قال آدم بلهفة
ولكن أحدًا لم يجبه، أخذ آدم يهز أسيل ولكن لا فائدة؛ رأت أسيل المرأة أمامها وهي تبتسم بشر و انتصار، لقد تمكنت أخيرًا من كسر تعويذة توفيق، نظرت إليها أسيل برعب وهي تقترب منها، مدت فيروز يدها إلى وجه أسيل وما إن وضعت يدها عليها حتى وجدت أسيل كل ما حولها قد تحول إلى الأسود.

- أسيل، أسيل، فوقي، صرخ بها آدم ولكن لا مجيب
رأت أسيل أمامها فيروز تقف ويقف معها آدم، ثم قامت فيروز بالتقدم ناحية أسيل وسحبتها لتقف أمام آدم، نظرت أسيل لآدم الذي كان يبدو على ملامحه الرعب الشديد، ثم وجدت نفسها ترفع يدها نحوه وتمدها إلى داخل صدره ليصرخ آدم بشدة، شعرت أسيل وكان يدها تدخل بالفعل إلى صدره، أخذت أسيل تصرخ وهي تقول لا، لا، أمسكت أسيل بقلب آدم بل وشعرت به ينبض في يدها، بدأت تصرخ وهي لا تستطيع أن تمنع نفسها من ما تفعل، سحبت أسيل قلب آدم إلى الخارج وسقط آدم على الأرض، نظرت أسيل له برعب، ثم وفجأة نهض آدم وهو مغطى بالدماء واقترب منها ثم قام بأكل القلب وهو بيدها، شعرت أسيل وكأنها سوف تتقيأ وسقطت على الأرض من الخوف، ولكنها رأت آدم يقترب منها ثم أخذ يأكل من جسدها وأسيل تشعر بالألم، نظرت أسيل إلى يدها لتجد مكان ما أكله آدم قد أُكل بالفعل، أخذت أسيل تصرخ بهستيريا وهي تشعر بألم رهيب.

كان آدم يحاول بشتى الطرق أن يوقظ أسيل ولكن بلا جدوى، أخذ آدم يهزها بقوة ولكن لا مجيب، كان يسمع صراخها ولا يدري ماذا يفعل، ثم تذكر تلك المرة التي كسر بها الطبق حتى تفيق، نظر آدم حوله فوجد طبق موضوع على الطاولة، أمسك به وكسره على الأرض ولكن بلا جدوى، بدت ملامح الاستسلام عليه، وهي تصرخ إلى جواره، لم يستطع فعل أي شيء لها فقام باحتضانها بشدة ودفن رأسها في صدره وهو يقول بصوت أشبه للبكاء:
- أسيل فوقي علشان خاطري، أنا هنا فوقي.
تصرخ وهي مازالت تحت آدم الذي يأكلها ولكنها فجأة سمعت صوت آدم وهو ينادي عليها، نظرت أسيل حولها لترى آدم يقف أمامها ويركض نحوها، عاودت أسيل النظر إلى الذي فوقها لتجدها فيروز الكريهة، حاولت أسيل تحريك جسدها ناحية آدم ولكنها لم تستطع ولكن آدم اقترب منها وقام بدفع فيروز ثم سحب أسيل إلى حضنه، شعرت أسيل بدفء آدم حولها فأغلقت عينيها باستسلام.
ظل آدم يحضن أسيل وهو يبكي وينادي باسمها حتى توقف صراخها نظر آدم إليها فوجدها قد أفاقت ونظرت إليه..
- أسيل، قال بلهفة
بدأت الدموع تنهمر من عينيها، ثم دخلت إلى حضن آدم مرة أُخرى وهي تبكي بحرقة، حاوطها آدم برقة ثم قال لها وهو يربت على شعرها:
- خلاص يا أسيل اهدي
قالت أسيل من بين دموعها: أنا.. أنا خايفه
- ما تخافيش
- ما تسبنيش يا آدم، قالت أسيل بصوت مرتعش
- قال آدم بحنو: مش ها أسيبك أنا معاكِ، قومي تعالي
حاولت أسيل أن تقف ولكن جسدها كان يرتعش ولم تستطع الوقوف على قدميها، فحملها آدم واتجه نحو غرفته ووضعها على الفراش وجلس جوارها، ولكن أسيل كانت متشبثة بحضنه، ظل آدم إلى جوارها يحضنها ويربت عليها حتى غطت في نوم عميق من التعب.
خرج آدم للخارج ونظر إلى المكان الذي كانت به أسيل، ثم نظر إلى السائل الأسود الذي تقيأته، كان يشعر بالقلق عليها كثيرًا، أخرج هاتفه ثم اتصل بتوفيق الذي أخبره أن تعويذة الحماية قد كُسرت، أغلق آدم الخط ثم أتجه إلى أسيل مرة أُخرى وجلس بجوارها وهو ينظر إليها بقلق، لقد ساء الأمر كثيرًا هل ستتحمل أسيل كل هذه المعاناة.
فتحت أسيل عينيها بصعوبة وهي تشعر بصداع رهيب، نظرت  إلى جوارها لتجد آدم نائم وقد أحاطها بذراعيه، تذكرت أسيل بصعوبة ما حدث ليلة أمس، انهمرت الدموع من عينيها، الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، تشعر أنها سوف تفقد حياتها، مدت أسيل يدها لتمسح دموعها؛ فشعر آدم بحركتها فنهض وهو يقول: أسيل فوقتِ؟
- نظرت له أسيل بعد أن نهضت وقالت: شكرًا
- نظر إليها آدم بعدم فهم: على إيه ؟
- إنك فوقتني امبارح
- أنا ما عرفتش أعملك أي حاجه
- لا، لما انت حضنتني أنا شوفتك في المكان الي كنت فيه و انت بتجري عليا وبتحضني وساعتها فوقت
- نظر إليها آدم بتمعن ثم قال: أنا ما عنتش ها أسيبك تاني أبدًا
- ترقرقت الدموع في عيني أسيل وقالت: أنا ما عنتش قادرة أتحمل يا آدم، امبارح في الي كنت بشوفه ده كنت حاسه بكل حاجه كأنها بتحصلي بجد، الموضوع ما عادش ألم نفسي بس، ده بقى ألم جسدي كمان
- نظر إليها آدم بحزن مختلط بالشفقة وقال: ما تخافيش يا أسيل كل شيء هيتحل، أوعدك إن كل ده هينتهي
****


كانت تسير وهي تنظر إلى المحال التجارية بتفحص بينما كان حازم يسير بتعب جوارها
- يا سارة أبوس رجلك إحنا بقالنا ساعه بنلف على رجلينا، اخدنا المول رايح جاي مرتين و أنا راجع من الشغل تعبان
- هو انت مش قولتلي إني آجي معاك علشان نختار هديه خلاص ما تكروتنيش بقى
- دي كانت فكره مهببه
- نظرت له سارة شذرًا وقالت بتقول حاجه؟
- تظاهر حازم بالغباء وقال: لا أبدًا ما فيش

ظلت سارة تسير حتى لمعت عيناها عندما رأت زجاجة عطر على شكل زهرة حمراء، كان شكل الزجاجة بسيطًا وجذابًا في نفس الوقت
- الله حلوه أوي دي يا حازم هاتهالها
نظر حازم إلى الزجاجة وقبل أن يتكلم كانت سارة قد دخلت إلى المحل لتسأل عن سعر الزجاجة، دخل حازم خلفها ووقف وقال:
- مش تستني تعرفي هي ها تعجبها الأول ولا لا؟
- يا ابني أكيد ها تعجبها دي تعجب أي حد أصلًا
لاحظ حازم لمعة عين سارة وهي تمسك بالزجاجة وتستنشق عبيرها بقوة، شرد حازم في سارة والتي كانت في غاية الرقة واللطف، ولكنه أفاق على صوتها
- الله حتى ريحتها تحفه، شم كده
قرب حازم أنفه من الزجاجة وأخذ يستنشقها ثم قال: فعلًا حلوه أوي، طيب بعد إذنك ها أخدها ولفيهالي في بوكس هدايا
- معلش لو سمحتِ ممكن آخد واحده كمان ؟ قالت سارة
- للأسف يا فندم دي آخر واحده
- أطرقت سارة رأسها وقالت: تمام شكرًا
ذهبت البائعة لتعد الزجاجة، تلقت سارة اتصالًا من لين فقالت لحازم:
- ها أخرج أرد على لين و انت لما تخلص تعال
****


كانت أسيل جالسة على طاولة الطعام حين قالت:
- على فكره يا آدم مش مهم تصحى الصبح
- اشمعنى؟ انت مش نازله الشغل؟
- لا ها أنزل، بس حازم ها يجي ياخدني
- ترك آدم الملعقة من يده ونظر إليها بجدية وقال: وده ليه بقى إن شاء الله؟
- عادي أصل هو جاي يعمل حاجه هنا جنبنا فقالي ها يعدي عليا قولتله ماشي
- جاي يعمل حاجه هنا جنبنا الساعه ٧ الصبح؟ قال بتهكم
- زاغت نظرات أسيل ثم قالت: لا ما، آه و أنا ايش عرفني هو قالي كده وقالي ها آجي أوصلك بالمرة و أنا قولت له ماشي
- زفر آدم بغضب وقال: البني آدم ده أنا مش بحبه
- خرجت الكلمة عفوية من أسيل: بس أنا بحبه عادي
- نظر لها آدم بغضب وغيرة وقال: بتحبيه ده الي هو إيه ؟
- ابتسمت أسيل على شكل آدم وقالت: عادي يعني زي صاحبي، أخويا، جوز صحبتي كده يعني
- قال آدم بغضب: و انت فكرك إن أنا ها أسيبله سارة؟ تبقي عبيطه
- شعرت أسيل بالضيق لأنها اعتقدت أنه تضايق من ذكرها له بسبب سارة فقط وليس غيرة عليها هي، فنهضت بعنف من على الطاولة ثم قالت: لا خليها قاعده جنبك
راقب آدم أسيل وهي تدخل إلى الغرفة وتغلق الباب بعنف ثم قال في نفسه
"مالها دي"
ثم نقر على الطاولة بإصبعه وهو يقول لما نشوف أخرتها معاك يا الي اسمك حازم انت كمان .
****

أوصل حازم سارة إلى منزلها ثم وقبل أن تنزل من السيارة قال لها: استني يا سارة
مد حازم يده إلى المقعد الخلفي وأعطاها حقيبة صغيره
- إيه ده يا حازم؟
- لما تفتحيها ها تعرفي
- كادت سارة أن تفتح الحقيبة ولكن حازم قال لها: استني لما تطلعي فوق أنا عايز أمشي ياستي تعبان
- نظرت سارة إلى حازم بتعجب ثم قالت: ماشي
ترجلت سارة من السيارة وودعت حازم ثم دخلت إلى منزلها وهي تفكر في محتوى هذه الحقيبة، ارتمت على الأريكة ثم أمسكت بالحقيبة وفتحتها لتجد بداخلها علبة هدايا متوسطة الحجم، زاد تعجب سارة ففتحت العلبة لتشغر فاها عندما وجدت زجاجة العطر الخاصة بأسيل، أمسكت سارة هاتفها واتصلت بحازم بسرعة
- الو
- أيوه يا حازم، أُمال انت ليه ادتني هدية أسيل؟
- دي مش هدية أسيل دي هديتك انت
- مش فاهمه يعني ها أديها لأسيل باسمي أنا؟
- سارة، ركزي أنا جبت لأسيل واحده تانيه خلاص، أنا دي جبتهالك انت
- قالت سارة بصدمه: ليا أنا؟
- أيوه
- ابتسمت سارة وقالت: اشمعنى؟
- علشان انت كان نفسك فيها، قال حازم بهدوء
- وهو..  أي حاجه نفسي فيها ها تجيبهالي
- ابتسم حازم وقال: على حسب
- على حسب إيه بقى؟
- على حسب انت عايزه الحاجه دي ولا لا
- ابتسمت سارة وقالت بصوت خفيض: ولو عوزاه
- ضحك حازم بينه وبين نفسه وقال: يبقى بين إديك
- ولو هو مش عاوز؟ قالت بصوت هادئ
- ابتسم حازم وقد فهم ما ترمي إليه وقال: ما فيش حاجه تقدر ما تعوزكيش
- طيب أنا.. نعسانه تصبح على خير
- ابتسم حازم وقال: و انت من أهل الخير
****


فتح آدم عينيه بعد أن أزعج نومه صوت المنبه، وما إن أفاق حتى انتفض بسرعة وخرج من غرفته واتجه نحو غرفة أسيل، فتح آدم الغرفة برفق ليجد أسيل ماتزال نائمة فتنهد براحه، وبعد برهة سمع صوت منبهها المزعج هو الآخر، ركض آدم إلى غرفته بسرعة وأغلق على نفسه، وأخذ يراقب أسيل من خلف الباب، سمع أسيل وهي تدلف إلى الحمام وتخرج ثم تدخل إلى غرفتها، خرجت من غرفتها بعد قليل فخرج آدم بسرعة من الغرفة وهو يفرك عيناه ويتظاهر وكأنه استيقظ لتوه من النوم، فقال وهو يتثائب: انت نازله خلاص
- إيه صحاك؟
- اتعودت أصحى بدري بسبب..
قطع آدم كلماته عندما رأى أسيل وقد تزينت بشكل كبير وارتدت فستان أسود انيق فقال لها: هو ده لبس يليق على الشغل ده؟
- ابتسمت أسيل ابتسامة ساحرة وقالت: هو أنا نسيت أقولك؟ مش النهارده عيد ميلادي واصحابي ها يخدوني بعد الشغل ويحتفلوا بيا
- نظر إليها آدم بتعجب وقال: لا بجد
- آه والله
- اممم.. طيب مش ها نفطر؟
- لا النهارده عازمني على فطار ملوكي في الشغل علشان عيد ميلادي برضه
- أ.. كل سنه و انت طيبه، قال آدم بتوتر
- و انت طيب، قالت أسيل بابتسامه
قطع الصمت الذي ساد بينهما صوت رنين الهاتف الخاص بأسيل التي أجابت: أيوه يا حازم.. انت تحت.. طيب أنا نازله
- نظر آدم لأسيل بحب وقال: خدي بالك من نفسك
- ابتسمت له أسيل وقالت: تمام


دخلت أسيل مع حازم إلى المكتب لتجد لين وعمر وسارة هناك، قال الجميع لها بصوت واحد: كل سنه و انت طيبه يا سيلا
ابتسمت أسيل وقالت: و انتم طيبين تسلموا
جلست أسيل وبدأ الجميع بإعطائها الهدايا الخاصة بها، ذهب حازم وجلس إلى جوار سارة وقال: صباح الخير
- ابتسمت سارة وقالت: صباح النور
نظرت سارة إلى هدية حازم التي تقوم أسيل بفتحها لتجدها زجاجة عطر كلاسيكية الشكل
- جميله أوي يا حازم شكرًا، قالت أسيل
- ابتسم لها حازم بينما قالت له سارة بصوت خفيض: على فكره الي أنا اخترتها احلى
- نظر لها حازم وقال بثقة: عارف علشان كده جبتهالك انت
- خجلت سارة وارتبكت ولم تدر ما تقول، فنهضت بسرعة وقالت: أنا ها أروح أطلب الأكل
لحقتها عينا حازم وهي تخرج من الغرفة ثم نظر لأسيل وهي تفتح باقي الهدايا.
****

حل المساء والذي جلب معه السعادة للجميع في هذا اليوم الصافي، كانت أسيل واصدقائها في المطعم ملتفين حول الطاولة التي تحمل كعكة عيد الميلاد ويغنون لأسيل، أطفأت أسيل الشموع و قطعت الكعكة في سعادة ولكنها تمنت لو كان آدم معها الآن .
نظر حازم إلى سارة ثم أمسك يدها وسحبها إليه وقال: طيب يا جماعه بعد إذنكم أنا ها آخد سارة وامشي
- نظرت إليه سارة بتعجب بينما قالت أسيل: على فين؟
- ابتسم حازم وقال: سر
- بادلته أسيل الابتسام وقالت: حبكت في عيد ميلادي يعني؟ ماشي يا حازم
- ضحك حازم وقال: ما أنا برضه كلمت آدم يجي يخدك
- ضحكت أسيل وقالت: لا لو كده خدها وامشي يلا
ضحك كلاهما بينما كانت سارة تقف ولا تفهم شيئًا، ذهب حازم وسارة بينما بقيت أسيل مع عمر ولين.


كانت سارة جالسة جوار حازم في السيارة وتقول له: إحنا رايحين فين؟
- دلوقت تشوفي
سار حازم بالسيارة حتى وصل إلى شاطئ البحر، ثم خرج من السيارة وتبعته سارة؛ وقفت سارة أمام حازم على الشاطئ فقال لها: ها مش عايزه تقوليلي حاجه؟
- و انت جايبني هنا علشان تسألني السؤال ده؟ قالت بتعجب
- ده حقيقي، قال حازم باستفزاز
- ابتسمت سارة وقالت: أنا ما عنديش حاجه أقولها
- رفع حازم حاجباه وابتسم بسخرية وقال: خلاص يلا بينا
استدار حازم ليذهب ولكن سارة أمسكت بذراعه وقالت: استنى
- نظر حازم إليها وربع ذراعيه وقال: عاوزه إيه ؟
- زفرت سارة بتذمر طفولي ثم ضحكت وقالت: أوكي يا حازم و أنا كمان بحبك
- ابتسم حازم وقال: و أنا كمان ؟ ليه هو أنا كنت قولتلك إن أنا بحبك؟
- رفعت سارة حاجبها ونظرت إليه بغضب مصطنع ثم قالت: زين ما عملت عنك ما حبتني..
ضحك حازم واقترب من سارة ثم قام باحتضانها ورفعها من على الأرض ودار بها، ثم أنزلها مرة أُخرى وقال:
- بحبك يا سارة، بحبك من زمان أوي وبجد تعبتيني
- ابتسمت سارة وقالت: أنا كنت فاكره إن كان بمزاجي أحبك أو لا، وكنت فكره إنه أنا أقدر أدي لنفسي الإشارة الخضراء في أي وقت لكن في الحقيقه ما فيش حاجه كانت بمزاجي
- ابتسم حازم وقال: أنا أصلًا لا أقاوم يابنتي
- ده على أساس إنك قاومتني يعني
- انت؟ أنا مقدرتش أمنع نفسي من حبك رغم كل الي بيحصلي، قال بحب
- ظهرت ملامح الحزن على سارة وقالت: أنا آسفه يا حازم
- انت مش ذنبك حاجه يا سارة ما تعتذريش، ده مش غلطك، و أنا بحبك زي ما انت وها نواجه الي بنمر بيه ده سوا
نظرت له سارة بحب وابتسمت.







حجيم الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن