كانت سارة جالسه في المكتب وهي شاردة تمامًا، لقد تأكدت من وقوعها في حب حازم، و الآن ماذا عساها أن تفعل لم يتركها حازم بالأمس حتى هدأت، لقد وقف إلي جوارها كثيرًا، تذكرت سارة أنه احتضنها بالأمس، شعرت سارة بزيادة في ضربات قلبها، أخذت تهدأ من روعها حتى سمعت باب المكتب.
دخلت أسيل إلى المكتب وقالت: صباح الخير
- نظرت إليها سارة وقالت بوجوم: صباح النور
- إيه ده مالك؟ قالت أسيل
- أسيل تعالي أقولك حاجه قبل ما حد يجي، قالت سارة بسرعة
- في إيه يا سارة مالك؟ قالت أسيل
حاولت سارة أن تخبرها ولكن دون أن تأتي على ذكر ما حدث بالأمس:
- أسيل أنا شوفت العفاريت زي ما قولتلك
- وبعدين حصل إيه تاني
- وضعت سارة رأسها بين كفيها وقالت: ها أعمل إيه يا أسيل
- قولي لحازم
- لا طبعًا، هو بدأ يخف، قالت سارة بحزن
- أيوه بدأ بس ما خفش
- بس أنا كده ها أبقى أنانيه يا أسيل، لما كان بيحبني ما رضتش أقبل حبه واتحمل معاه، ودلوقت لما بدأ يخف ها أرجعه لنقطة الصفر علشان يشاركني الي أنا فيه؟
- وبعدين يا سارة، بعد كل ده ها تتخلي عنه وتسيبيه
- نظرت سارة إلى أسيل بحزن وقالت: لو هو جه يا أسيل ها أقوله لو ما جاش خلاص
- فقدت أسيل أعصابها أمام سارة وقالت: انت عبيطه؟ هو ها يجي يقولك حاجه انت عرفاها، لحد امتى عيزاه يفضل يجري وراكِ، امتى ها تاخدي انت ولو خطوه واحده ناحيته؟
- نظرت سارة إلى أسيل بحزن ثم قالت: يا أسيل افهمي آخر مرة بقولك قالي أنه بدأ يخف، أنا كده أنانيه
- و انت مين قالك بقى إن هو عايز يخف ها؟ مش يمكن هو عايزك انت!
****
فتح آدم عيناه وتثائب بكسل، لقد حل الصباح، أمسك بهاتفه النقال ليجد أن الساعة الثانية عشر ظهرًا، انتفض آدم، أين أسيل؟
خرج آدم من الغرفة ليجد أسيل قد أعدت له الفطور وتركته على الطاولة، شعر آدم بالضيق ثم اتصل على أسيل.
كانت أسيل قد خرجت مع الفوج السياحي برفقة أمجد عندما رأت اتصال آدم، طلبت أسيل من أمجد أن يبقى مع الفوج ثم ذهبت بعيدًا
- أيوه يا آدم
- انت ازاي تنزلي من غيري، قال آدم بغضب
- انت تعبان يا آدم
- انت مالك تعبان ولا زفت ما تنزليش من غيري قلت مية مرة
- طيب ممكن تهدا كده، الي حصل خلاص حصل
- أيوه ما أنا عارف تعملي كل مصيبه وتقولي اهدى
- هو فيه حاجه كمان، قالت أسيل بخوف
- خير؟
- أنا مع الفوج السياحي مع أمجد وهو الي ها يروحني
- لا والله؟
- أسيل، قاطعهم صوت أمجد، يلا علشان ها نمشي
- طيب ثواني، قالت أسيل ثم قالت لآدم بصوت خفيض، ما تخافش يا آدم مش ها يقدر يعمل حاجه، أنا فعلًا ما عنتش بحبه
- يعني هو ده بس الي هامك؟ قال آدم بنبرة لم تفهم أسيل مغزاها
- مش مهم يهمني أنا، المهم إن هو ده الي هامك يا آدم
- و انت ايش عرفك أنا هاممني إيه؟ قال آدم بضيق
- أسيل يا حبيبتي الفوج ها يركب الباص، سمع آدم صوت أمجد
- خلاص لما آجي نتكلم باي، قالت أسيل بسرعة.
أغلقت أسيل الهاتف بوجه آدم الذي كان يشعر بالضيق الشديد، لا يدري آدم ماذا دهاه فقط هو يشعر بالضيق.
****
كانت سارة جالسه مع لين في المكتب عندما دخل حازم و عمر
- يا جماعه شوفوا ها نتغدى إيه أنا واقع من الجوع، قال عمر
- إيه يا عم عمر هو انت كل يوم تيجي تسربعنا كده؟ قالت لين
- لا المرة دي أنا واقع من الجوع بجد
جلس حازم وعمر وبدأوا في اختيار الطعام، نظر حازم لسارة قائلًا بصوت خفيض:
- سبتي أسيل تروح مع أمجد لوحدهم
- نظرت إليه سارة بقلق ثم قالت: ما تلبشنيش يا حازم أنا أصلًا قلقانه عليها، بس الي مطمني شويه إن هي ما عادتش بتحب أمجد أصلًا
- و انت مين قالك؟
- هي
- انت متأكده؟ قال حازم بقلق
- أيوه يا ابني ليه؟
- يبقى هي ما كانتش بتحبه من الأول بجد أصلًا!
- قطبت سارة حاجبيها بتساؤل وقالت: اشمعنى
- ها و انت يا سارة ها تطلبي إيه؟ قاطعهم صوت عمر
أملته سارة طلبها وكذلك فعل حازم، وعندما أراد عمر أن يجري المكالمة قال بضيق:
- يوه مافيش شبكه هنا
- كالعاده، قالت سارة
- هات يا عمر انت على آخرك مش قادر تقوم أنا ها أروح اطلب الدليفري، قال حازم
- و أنا ها آجي معاك، أصلًا ها أروح الحمام، قالت سارة
نهض حازم وسارة وخرجا إلى الكافيتريا ثم طلب حازم الطعام، جلست سارة أمامه وقالت:
- ها، قولي مين قالك إن أسيل ما حبتش أمجد من الأول؟
- تنهد حازم ونظر في عيني سارة بثقة وقال: علشان الي بيحب بجد يا سارة صعب ينسى حبه ده
- و، رفعت سارة شعرها خلف أذنها وقالت، و يا ترا انت كنت بتحبني بجد ولا أي كلام
- ابتسم حازم وقال بنبرة باردة: بيتهيقلي سؤال مش من حقك تسأليه دلوقت
شعرت سارة بالحرج كثيرًا، لقد ظنت أنه بسبب وقوفه إلي جوارها و.. وبسبب أنه احتضنها، ظنت أنه سوف يعترف لها بحبه مرة أخرى ،فحاولت تغير الموضوع بسرعة وقالت:
- تفتكر أسيل ها تحب آدم؟
- أي اتنين متجوزين وعايشين في بيت واحد لو بيتعاملوا مع بعض كويس لازم ها يحبوا بعض.
كادت سارة أن ترد عندما سمعت صوت تهشم شيء ما، نهض حازم وسارة ونظرا خلف الجدار ليجدا نوح وقد أوقع صينية عليها بعض الكاسات على الأرض..
- فيه إيه يا عم نوح؟
- ها، لا يابنتي ده أنا اتكعبلت
- طيب استنى، كادت سارة أن تنحني لتجمع قطع الزجاج ولكن يد حازم أمسكتها وقال:
- أنا ها أعمله
أخذ نوح الصينية التي تحمل بقايا الزجاج ثم ذهب ناحية المطبخ وأمر أحد العمال بالذهاب لتنظيف المكان.
نظرت سارة إلى نوح الذي ابتعد ثم نظرت إلى حازم وقالت: أنا ماشيه بعد إذنك
- سمع حازم نبرتها الحزينة فعلم أنها فقال بلا مبالة: طيب يلا بينا
- لا أنا ها أروح الحمام
ذهبت سارة من أمامه بسرعة واتجهت إلى الحمام وهي غاضبة جدًا من إحراج حازم لها بهذا الشكل ولكنها تستحق هذا لقد جرحت مشاعره كثيرًا.
****
كان أمجد يسير بسرعة ليرد على هاتفه، ذلك اللعين إنه لا يضيع الفرص المتاحة أبدًا، لقد كثُرت اتصالاته به كثيرًا، لم ينتبه أمجد في ركضه إلى سارة التي اصطدمت به، نظر أمجد إليها ثم تجاهلها تمامًا وذهب بسرعة.
نظرت سارة والتي وقعت على الأرض إليه بغضب، ولكنه سرعان ما تبدل عندما لمحت ورقة مهترئة وقد سقطت منه.
كان أمجد يقف أمامه كالمجنون وهو لا يصدق ما يقوله له..
- يعني إيه ؟ قال أمجد بجنون
- يعني الي سمعته انت كده دورك خلص، قال بانفعال
- صرخ أمجد في وجهه وقال: يعني إيه خلص ده بتاع إيه وبتاع مين ده؟ إحنا بينا اتفاق
- يا سيدي أنا غيرت رأيي ومش عايز أقتلها
كان الرجل يخفي على أمجد خطته الخبيثة أنه لا فائدة من أمجد ولكنه لم يعلم كيف يتخلص من أمجد الآن
- لا بقولك إيه بقى فيها لأخفيها، بسهوله أوي أروح أقول للسنيوره على كل حاجه
- قال الرجل بغضب: و انت كده ها تستفيد إيه ما هي ها تكرهك زي ما ها تكرهني، ما تنساش إن أنا برضه أفدتك ودخلتك الشركة عن طريق التمثيلية الهبله الي عملناها على علي
- لا و انت الصادق، لولا إن أنا أقنعته إن أنا صورته وكأنه هو بيموت الولد وهددته بيها مكنش دخلني الشركة
- ما علينا انت كده دورك انتهى وأديك اشتغلت في مكان حلو ونضفتلك كام يوم
- ضحك أمجد بوقاحة وقال: لا ما هو يا نعيش عيشه فل، يا نموت إحنا الكل
- نظر الرجل لأمجد وهو نادم على إخباره ولا يدري ماذا يفعل: طيب سيبني أفكر
- قال أمجد: أيوه كده يا حبيبي عقلك في راسك تعرف خلاصك
ذهب أمجد وترك الرجل الذي كان يقف مكتوف الأيدي ولا يدري من أين تأتيه هذه المصائب، بينما أمجد عندما ذهب خطرت في باله فكرة خبيثة، إذا كان الرجل لا يريد فعل هذا فلما لا يفعل هو دون أمر منه فهو يملك المخطوطة على أي حال لمَ لا يخطفها الآن ويذهب بها قبل أن يرجع للرجل وعندها سيكون الكنز كله له، لكن هذا الغبي لم يدرِ أن الرجل لم يخبره كيف يأخذ من دم أسيل ليحضر لفتح البوابة أصلًا!
****
رأى آدم سيارة أجرة تصطف تحت المنزل وتترجل منها أسيل، اتجه ناحية الباب و انتظر قدومها ثم فتح لها الباب وهو يقول بغضب:
- أنا مش قلت مية مرة ما تنزليش من غيري
تجاهلت أسيل كلمات آدم ثم وضعت يدها بسرعة على جبينه وقالت:
- الحرارة عامله إيه؟
- تفاجئ آدم من فعلتها ثم تلجلج قائلًا: هو أنا مش بتكلم!
دخلت أسيل إلى الداخل وهي تقول:
- أيوه كلام كل مرة حفظاه
رفع آدم حاجباه وهو يغلق الباب ويقول بدهشة:
- والله؟ هو كلامي بقى مالوش لازمه؟
وقفت أسيل مقابل آدم ثم قالت بثقة:
- لا طبعًا ليه، بس الي
- أيوه، قاطعها آدم، الي حصل خلاص حصل عارف
- كويس إنك عارف، ابتسمت أسيل، ثم قالت: هو انت ما قومتش من جنبي ليه امبارح لما نمت؟
- نظر آدم إلى أسيل بارتباك وقال: أنا.. أنا ما قدرتش من التعب، انت ناسيه إن أنا كنت أصلًا تعبان ومش قادر أتحرك
- ابتسمت أسيل وقالت: شكرًا إنك ساعدتني
- ما انت كمان ساعدتيني
- قالت أسيل بخيبة أمل: هو رد جميل يعني؟
- ليه و انت لما ساعدتيني كان رد جميل؟
- لا، ارتبكت أسيل، أنا ساعدتك علشان أنا طيبه وحد كويس، قالت أسيل بتذمر
- ضحك آدم وقال: و أنا ساعدتك علشان انت طيبه وحد كويس
- صُدمت أسيل مما قال وقالت: قصدك أنا، يعني انت
- لا، قال آدم بثقه، قصدي انت
ظلت أسيل تحدق بآدم وهي لا تصدق ما قال، ثم سرعان ما تلونت وجنتها باللون الوردي، ابتسم آدم لما رآها هكذا، ثم تركها واتجه لغرفته وهو يقول:
- غيري بسرعه علشان الأكل على وصول
اتجهت أسيل إلى المرحاض وهي تشعر بالخجل والاضطراب، ماذا يحدث مع هذا الشاب، ولكن رغم كل شيء لا تدري لماذا شعرت بالسعادة، ولكن قاطع تفكيرها وخز معدتها مرة أُخرى، أمسكت أسيل ببطنها ثم ارتمت على الأرض وهي تتلوى من الألم، نظرت أسيل إلى غرفة آدم وقد أغلقها على نفسه، لم تستطع أسيل النهوض ولا أن ترفع صوتها، أغلقت عينيها بشدة وهي تحاوط معدتها بذراعيها من فرط الألم، لا تدري أمرت دقائق أم ساعات ولكنها سمعت صوت جرس الباب فحمدت الله الآن سوف يخرج آدم.
سمع آدم صوت جرس الباب فنهض من على فراشه واتجه ناحية الباب وفتحه وما إن خرج إلى الصالة حتى صُدم من رؤية أسيل على الأرض هكذا، أسرع آدم إليها وهو يقول بلهفة:
- فيه إيه ؟
- قالت أسيل بكلمات متقطعة: افتح الباب الأول
اتجه آدم ناحية الباب وفتحه وأخذ الطعام ثم عاد لأسيل واقترب منها وحملها بين ذراعيه حتى سار بها إلى الأريكة ووضعها عليها، أمسكت أسيل بذراعه بقوة وأسندت رأسها عليه وهي تقول:
- الي كنت بشوفه كان أرحم من الوجع ده
شعر آدم أن قلبه كاد أن يتمزق من الألم عليها، حاوطها بذراعيه وأخذ يربت عليها وقال:
- هانت، خلاص شويه وها تخفي
- قالت أسيل من بين ألمها وهي تشعر به يحتويها: انت طيب أوي يا آدم عكس ما كنت أول ما اتقابلنا، ياريتنا اتقابلنا في وضع احسن من كده
دق قلب آدم بسماع كلماتها ثم وقبل أن يرد عليها، شعر بارتخاء يديها عن ذراعه فعلم أنه أغشي عليها، رفعها آدم مرة أُخرى ثم اتجه بها إلى غرفته ووضعها في الفراش برفق، نظر إليها ثم أمسك خصلة من شعرها ووضعها خلف أذنيها، أطلق آدم تنهيدة عميقة من داخله وقال:
- انت بتعملي فيا إيه؟
****
تقرأ عيناها الكلمات التي قد خُطت على تلك الورقة القديمة، إذًا هذا هو المكان، ماذا إذا ذهبت إلى هناك ربما يُمكنها اكتشاف أي شيء، ولكن لا يمكن أن تخبر آدم وأسيل بهذا، إذا كان شكُها في محله وأسيل قد أحبت آدم بالفعل سوف يكون من الخطر ذهابهم إلى هناك، وتوفيق مريض، وبالطبع لا يمكنها أن تذهب بمفردها، لا، لن تطلب من حازم بعدما حصل مستحيل، لن يحدث.
****
فتحت أسيل عينيها لتجد نفسها في غرفة آدم، نظرت إلى جوارها ولكنها لم تجده، نهضت أسيل من على الفراش ثم خرجت خارج الغرفة وهي تبحث بعينيها عنه حتى رأته يخرج من المرحاض، اتجهت أسيل إليه وقالت:
- أُمال أنا نمت قد إيه
- نظر آدم في الساعة على الحائط ثم قال: يعني تلت ساعات
- تنهدت أسيل وقالت: هو أنا كل مرة بطني بتوجعني بيغمى عليا؟
- مش عارف ده لازم يحصل ولا انت مش بتتحملي الألم
لم تدر أسيل ما تقول فأومت برأسها وأدارت وجهها لتتفاجئ بأكياس الطعام التي وصلتهم وهي مازالت في مكانها
- إيه ده هو انت ما أكلتش؟
- لا
- اشمعنى؟
- ارتبك آدم فأخذ يقول بتلعثم: عادي يعني.. مش عايز أكل لوحدي.. قصدي يعني هو الأكل برد.. فأنا قولت انت اكيد لما ها تفوقي ها تسخنيه فقولت نسخنه مرة واحده بقى وكده.
وضع آدم يده خلف رأسه من الارتباك ثم ألقى نظرة على أسيل والتي بدا لها أنها لم تقتنع بما قال أصلًا..
- هو انت لو قولت أنا عايز آكل معاكِ ها أقولك يالي ما اكلتش لوحدك ولا ها أضربك؟
- فتح آدم عيناه وأغلقها عدة مرات ثم أطبق بأسنانه على شفته السفلى وقال:
- مين قال إن أنا عايز آكل معاكي، أنا قولت كده؟ ده حتى أنا هاخد الأكل وأدخل أقعد في أوضتي
- ابتسمت أسيل ثم قالت بخبث: بمناسبة أوضتي، انت ليه شلتني ودتني سريرك مش سريري؟
صُدم آدم من السؤال فهو بالفعل لم يفكر في الأمر بل فعله تلقائيًا فقال:
- أنا وديتك المكان الأقرب يعني علشان انت تقيله احمدي ربنا إن أنا ما سبتكيش هنا
- حركت أسيل رأسها بملل وقالت: هو انت مستخسر تتعامل معايا كويس يا ابني، ثم قالت بحزن، محدش عارف في إيه بكره
- نظر لها آدم بجدية وقال بقلق: يعني إيه ؟
- يعني أديك شوفت عمو توفيق قال إن الموضوع بيزيد محدش عارف إيه ممكن يحصل بكره ليا
- اقترب منها آدم ثم وضع يده على كتفها يربت عليها وقال: ما تخافيش ما فيش حاجه ها تحصلك، أنا أوعدك إن أنا ها أحميكِ
- نظرت له أسيل بعشم وقالت: بجد؟
- بجد، قال آدم بحب
- ابتسمت أسيل ثم قامت باحتضان آدم وهي تقول: شكرًا
ارتبك آدم من هذا العناق المباغت، ولكنه كان سعيدًا به أيضًا، وقبل أن يرفع يداه ليحاوطها خرجت أسيل من حضنه وقالت بخجل:
- أنا آسفه أوي، أنا بس عملت كده من غير تفكير.
لم تنتظر أسيل ردًا منه بل ركضت من أمامه إلى المرحاض بسرعة.
****
في اليوم التالي كانت أسيل في المكتب، وكانت سارة ولين وأمجد يتفقون على الشخص الذي سيخرج مع الفوج، ليستقروا على اختيار لين وسارة.
- نظر أمجد إلى أسيل وقال: وحشتيني
- تصنعت أسيل الابتسام وقالت: و انت كمان
- النهارده أنا عازمك على العشا بعد الشغل
- اشمعنى؟
- يعني مفاجئه
تصنعت أسيل الابتسام مرة أُخرى ولم تتكلم، بينما كان أمجد يخطط لما سيفعله اليوم معها.
كان حازم يقف أمام سارة وهو لا يدري ماذا تريد منه، لقد تمادى معها كثيرًا في قربه ثم بعده عنها ولكن هذا يكفي، عليه أن يكون معها الآن، هل من المرجح أصلًا أن تكون قد طلبت لقاءه كي تعترف له بشيء، نظر حازم أمامه ليرى سارة قادمة نحوه وعلى وجهها علامات الجدية، شعر حازم بالقلق فما تراه سوف يكون الأمر؛ وقفت سارة أمام حازم ثم قالت بسرعة:
- حازم، عوزاك معايا.
مرّ الوقت و انتهى يوم العمل بسرعه، كانت أسيل تشعر بالقلق بينما كان أمجد متحمس ليعلم الحقيقة وراء أسيل، أتحبه حقًا أم لا؛ خرج أمجد مع أسيل من الشركة، رآهم آدم الذي كان يقف بسيارته ليراقبهم، انطلق أمجد وأسيل إلى أحد المطاعم ثم دخلا إليها، جلس أمجد وأمامه أسيل ثم طلبا الطعام ووصل الطعام ومعه كأسان، نظرت أسيل إلى الكأسين وقالت: إيه ده؟
- ده عصير توت أحمر عايزك تشربيه
- طيب لما ناكل
- لا، قال أمجد باندفاع، لسه شويه على الأكل نشربها بس على ما يجي الأكل.
نظرت أسيل إلى الكأس وشربت منه بحسن نية، ولكنها شعرت بأن طعمه غريب فقالت:
- بس ده طعمه غريب
- آه، ما هو عصير مخصوص للمطعم هنا فيه مكونات سريه بس إيه رأيك فيه؟
- حلو، قالت أسيل بعفوية
- طيب يلا اشربي
بدأ أمجد يشرب من كأسه وأسيل تفعل حتى أفرغت نصف الكوب ثم قالت:
- أبقى أكمل بعد الأكل بقى
لم يبدُ على أمجد الاستياء أبدًا، فما شربته كان كفيل بأن يُسكِرها بالفعل فهي لم تشرب كحول من قبل أبدًا.
أمسك أمجد بيد أسيل وطبع عليها قبلة وهو يقول: بحبك يا أسيل
شعر آدم والذي كان يراقبهم من الخارج أنه في قمة غضبه، وكان يريد أن يدخل إلى الداخل ويقتل ذلك الحقير حالًا.
نظرت إليه اسيل بنظرات فارغه هي لا تدري ماذا تفعل الآن لم تعد تدري
- إيه ؟ مش كفايه كده يا أسيل، أنا بجد بحبك وعايزك تكوني ليا
لم تستطع أسيل الرد عليه
- قال أمجد بغضب مصطنع: أسيل أنا مش ها أفضل كده كتير، أنا ما بقتش فاهم نوع علاقتنا بالظبط و أنا رميت الكُرة في ملعبك ودي آخر مرة ها أعترفلك فيها بحبي، قوليلي يا إما بتحبيني يا إما مش بتحبيني
- نظرت له أسيل وحاولت التملص منه وقالت: أمجد انت مش بتديني فرصه
- أنا اديتك فرص كتير يا أسيل، أنا مش عايز منك غير جواب، أنا من حقي أعرف مشاعري بالنسبه ليكِ إيه، جاوبي و أنا أيًا ما كانت إجابتك أنا متقبلها.
نظرت أسيل لأمجد ولكنها بدأت تشعر بدوار خفيف وتشوش في الرؤية، عندما رآها أمجد هكذا علم أنه الوقت المناسب فنهض من مكانه وقال بحزن مصطنع: خلاص يا أسيل أنا عرفت اجابتك.
أنت تقرأ
حجيم الحب
Romanceبعد أن كانت تعيش حياة هادئة، وجدت أسيل نفسها في مواجهة مواقف مرعبة لا تفهمها، في الوقت الذي تزامن مع إحياء أحدهم لعنة قديمة قد سارت على أجدادها، لم تكن تعلم أن بوقوعها في الحب فقط يمكنها أن تفتح بوابة اللعنة والتي ستتسبب في قتل كل من يحمل دماء أجداد...