خرج أمجد من المطعم، فنهضت أسيل بسرعة خلفه ولكنها كانت تتأرجح في مشيتها.
رآها آدم وهي تخرج من المطعم وهي هكذا فصُدم واعتراه الغضب الشديد، إذًا فكما توقع لقد كان هذا الكأس كأس خمر، ضرب آدم على مقود السيارة بغضب وقال: والله لأوريك يا أمجد الكلب.
- استنى يا أمجد، قالت أسيل بصوت متقطع
- عايزه إيه ؟ قال أمجد وهو مازال يتصنع الغضب
- انت ليه.. ليه خرجت كده إحنا لسه بنتكلم
- هو إحنا كنا بنتكلم أصلًا؟ ما انت ما كنتيش بتردي عليا
- قالت أسيل وهي تحاول التماسك: طيب، طيب بص تعالي بس روحني علشان حاسه إن أنا دايخه وتعبانه
كادت أسيل أن تسقط ولكن أمجد أمسكها و أخذها إلى السيارة.
شعر آدم وكأن بركانًا قد ثار بداخله عندما رآه يحاوطها بين يديه وهي تستند برأسها على كتفه وكاد أن يخرج ويأخذها من بين يديه ويضربه ولكنه تماسك.
سار آدم بالسيارة خلف أسيل وأمجد حتى وصلوا إلى منزل أسيل، خرج أمجد من السيارة ثم اتجه إلى أسيل ثم فتح لها الباب كي تخرج وقال لها: تعالي طيب أوصلك لفوق
- أخذت أسيل تتهاوى في مشيتها ولكنها قالت: لا لا أنا ها اطلع بنفسي
- ازاي انت مش شايفه بتطوحي ازاي؟
- هو فيه إيه أنا حصلي إيه ؟ قالت أسيل بنبرة قد غلب عليها السُكْر
- مش عارف
كادت أسيل أن تدخل إلى البوابة حين أوقفها أمجد وقال: أسيل مش ها أسيبك الا لما تردي على سؤالي انت بتحبيني ولا لا
نظرت إليه اسيل وقبل أن تتكلم سمعت صوت آدم وهو يقول:
- أسيل؟
نظر كلاهما لآدم الذي اقترب وقال:
- هو فيه إيه يا أسيل انت مالك؟
- قالت أسيل وجسدها يتحرك يمنة ويسرة: مش عارفه يا آدم
- اقترب آدم منها ثم حاوطها بذراعه وقال لأمجد بغل: انت عملت فيها إيه ؟
نظر إليها أمجد بغضب شديد فلقد أفسد ذلك الاحمق كل شيء
- رد عليا، قال بصراخ
- شربت خمرة، قال أمجد باستخفاف
- خمرة؟ قال آدم
- شهقت أسيل بفزع وقالت: يخربيتك خمرة؟ انت مش قولت لي عصير توت؟
- أيوه هو مشروب كحولي بطعم التوت
- نظر له آدم بكره ثم ترك أسيل واقترب منه وقال: انت ساقيتها خمرة وكنت جاي هنا وعايز منها إيه ؟
- قال أمجد لآدم بتحدٍ: و انت مالك أصلًا
- يعني إيه أنا مالي، قال آدم بغضب
- فرد أمجد عليه بنفس نبرة الصوت: يعني انت مالك واحد وحبيبته إيه دخلك بينهم
- شعر آدم وكان غضب الدنيا كلها قد حل عليه وقال: حبيبتك ده من امتى أن شاء الله
- من زمان أوي، قال أمجد باستفزاز
- أسرعت أسيل الخطى إلى آدم ثم تعلقت بذراعه وقالت: لا يا آدم ما تصدقهوش أنا مش حبيبته، نظر كليهما لأسيل فأكملت، مش كنت عايز تعرف أنا بحبك ولا لا، أديني بقول لك مش بحبك يا أمجد وعمري ما حبيتك ولا ها أحبك أبدًا.
نظر أمجد لأسيل بصدمة كبيرة بينما شعر آدم بسعادة غامرة ولكنه خشي أن تتكلم بأكثر من ذلك فأكتفى بإلقاء نظرة نارية إلى أمجد ثم نظر إلى أسيل وقال:
- تعالي يا أسيل ها أطلعك
ولكن قبل أن تذهب أمسك أمجد بيد أسيل وقال: يعني انت كنت بتلعبي بيا يا أسيل
صرخت أسيل به:
- سيب ايدي يا حيوان
وقبل أن يرد أمجد عليها كان آدم قد أمسك بياقته، ثم لكمه لكمة قوية قد حملت كل غضبه وغيرته على أسيل منه، ارتد أمجد للخلف وقد سقط على الأرض، وكان يكفيه بإلقاء نظرة إلى آدم أن يعلم أنه سوف يخسر أمامه إذا قرر أن ينهض ليضربه أيضًا، ظل أمجد ينظر لكليهما قليلًا ثم نهض وقال بغضب:
- ماشي يا أسيل والله لأوريك
نظر إليه آدم بغضب ثم اقترب منه ولكمه لكمة أُخرى وقال:
- انت لسه كمان ها تهددها
سقط أمجد على الأرض ونزف هذه المرة من أنفه وفمه، نظر إليهما بحقد ثم استدار وذهب من أمامها؛ نظر آدم إليه وهو يبتعد، ثم نظر إلى أسيل التي كانت تقف خلفه، أمسك بها وصعد بها إلى المنزل.
****
صمت لم يقطعه أي صوت قد حل في المكان نظرت سارة حولها بقلق وقالت بصوت خفيض:
- حازم أنا خايفه
- ما تقلقيش يا سارة كل شيء هيكون تمام
بدأ كلاهما يتوغلان داخل الغابة حتى وصلا للمكان المطلوب؛ بدأ حازم بالنظر في كُل مكان على الأرض يبحث عن باب السرداب حتى رأى تلك الحلقة المعدنية الصدئة، أعطى حازم الكشاف لسارة ثم بدأ بسحب الحلقة وفتح الباب.
وجهت سارة الكشاف إلى الداخل بخوف:
- حازم، خلينا نيجي مره تانيه الصبح
أمسك حازم الكشاف من سارة وقال وهو يتجه لأسفل:
- خلاص يا سارة إحنا جينا ومفيش رجوع
ارتسمت ملامح الخوف على سارة حينما بدأت تتقدم مع حازم الذي قد نزل بعض الدرجات بالفعل، وقفت سارة تنظر إلى مكانه وهي تُقدم قدمًا وتؤخر الأخرى؛ نظر إليها حازم ثم ابتسم برفق، عاد إليها وأمسك كفها بيده وقال لها بحنو:
- سارة، مش عاوزك تخافي وأنا معاكِ، أنا مش ها أسيبك ما تخافيش
اطمأنت سارة لكلماته ثم ابتسمت له وأومأت برأسها، بدءا ينزلان إلى أسفل وهما يراقبان المكان حتى وجدا أمامها الباب الضخم، فتح حازم الباب ثم دخلا وهما يوجهان الكشاف حولهما، أخذ حازم يتفحص القاعة..
- واضح أن المكان فيه حد دخله قبل كده، قال حازم
- قصدك إن علي جه هنا قبل كده؟
- وارد جدًا
وجه حازم كشافه نحو الحامل الرخامي منتصف القاعة، ثم سار نحوه وسارة تتبعه، مرر حازم الضوء على الكلمات التي قد خُطت
«اسحب المفتاح، أيقظ اللعنة، ادفن الحب يخرج الكنز، الدم المنشود يُشعل النقوش، ينير المفتاح وجود المختار، بالقرب ابحث ستجد المراد، يخرج الكنز يموت النسل ينتهي الحزن يرقد الحب بسلام»
ظلت سارة تكرر الكلمات وهي تفكر..
- تفتكر مفتاح إيه ده يا حازم الي لازم يتسحب
- مش عارف، قال حازم بتعجب
وضعت سارة يديها فوق الكلمات المنقوشة لربما تستشعر وجود المفتاح ولكن ما إن فعلت حتى وجدت فيروز تقف أمامها وتبتسم؛ شهقت سارة وارتدت للخلف، قال لها حازم بلهفة:
- سارة فيه إيه؟
أشارت سارة نحو فيروز ولكن حازم لم يستطع رؤيتها، أمسك حازم بيد سارة ثم سحبها وقال :
- يلا سارة هنمشي من هنا
استدار حازم وسارة بالفعل ولكنها وجدتها ومازالت أمامها، صرخت سارة ثم تمسكت بذراع حازم بشدة وقالت بخوف:
- لسه موجوده
- صرخ حازم وهو يحاوط سارة بيديه: ابعدي عنها، امشي، إحنا مش هنسمحلك تعملي حاجه
تعالت ضحكات المرأة وترددت في أذنيهما، وضعت سارة يدها على أذنها بسرعة فقال حازم:
- أنا كمان سامع، غمضي يا سارة وأنا هطلع بيكِ
- حاضر، قالت سارة بضعف
سار حازم مع سارة بهدوء حتى وصلا للباب الداخلي وعندما خرجا منه وجد فيروز تقف أمامه أمام الباب الخارجي وتبتسم بسخرية، تماسك حازم حتى لا يبث الرعب لسارة، ثم نظر إليها بتحدٍ وبدأ يسير باتجاهها حتى مرا من جوارها وخرجا، ترك حازم سارة من يده ثم أمسك بباب السرداب وأغلقه في وجهها بعنف.
- تنفست سارة بصعوبة وقالت: كانت فكره مش كويسه إننا نيجي هنا
- قال حازم بتوتر: بالعكس على الأقل عرفنا إن فيه مفتاح هو الي بتبدأ بيه اللعنة، وبما إن علي كان هنا فهو أكيد معاه المفتاح ده
- انتبهت إليه سارة وقالت: يعني إحنا لو أخدنا المفتاح علي مش هيقدر يعمل حاجه لو رجعناه هنا
- بالظبط
- قالت سارة بتفكير: طيب وإحنا هنقدر ازاي نوصل للمفتاح.
****
دخلت أسيل إلى المنزل وهي تقول: جدع ياض يا آدم اديله
- قال آدم وهو ينظر إليها بغضب: انت ازاي تشربي خمرة انت متخلفه افرضي كان عملك حاجه
- مكنتش اعرف والله
كانت أسيل تسير بتأرجح فأمسكها آدم وقال:
- تعالي أدخلك في السرير تنامي ولما تفوقي بكره لينا كلام تاني
سار بها آدم ناحية غرفتها ولكنها قالت: لا لا، أنا عايزه أوضتك انت
- نظر إليها آدم بابتسامة وقال: اشمعنى؟
- نظرت إليه اسيل وقالت: بحبها
افلتت أسيل من يد آدم ثم أسرعت إلى الغرفة، ذهب آدم خلفها بسرعة، اتجهت أسيل إلى النافذة وفتحتها وأخذت تستنشق الهواء العليل، وقف آدم إلى جوارها وقال بمزاح:
- إيه عايزه تنطي من هنا تاني ولا إيه
- ابتسمت أسيل ثم قالت: ليه هو أنا كنت ها أعملها أولاني؟
- آه صح نسيت كانت خطه
- نظرت لآدم بثقة وقالت: قولي خفت عليا يوميها ولا خفت إن أنا أهرب
نظر إليها آدم بابتسامة هادئة وقال:
- انت دلوقت مش في وعيك بكره نتكلم.
ثم أمسك بها واتجه ناحية الفراش ووضعها عليه وقبل أن يبتعد أمسكته أسيل وسحبته إليها وقالت:
- رد عليا
جلس آدم مجبرًا أمام أسيل وتنهد ثم قال بثقة: انت عايزه إيه ؟
- ابتسمت أسيل وقالت بنظرات جريئة رآها آدم بها لأول مرة: قولي ولا مرة خفت عليا أنا مش على سارة؟ ولا مرة صعبت عليك مثلًا؟ ولا مرة حسيت إن أنا حد كويس
- نظر آدم إلى عيني أسيل المليئتين بالترقب، لم يستطع آدم أن يكذب عليها فقال: حسيت
- ابتسمت أسيل وقالت بفرح: حسيت ب إيه ؟
- ابتسم آدم ثم قال: كفايه كده نامي
وقبل أن ينهض أمسكته أسيل بقوة وحاوطته بيدها وقالت:
- مش ها تمشي إلا لما تقول
بدأ آدم يرتبك من قربها ونظراتها وكلماتها وعبيرها الذي يتسلل إليه.
- حسيت ب إيه ؟
- قال آدم بتلعثم: حسيت إنك صعبتي عليا
- بس؟
- آه بس، كاد آدم أن ينهض ولكنها أمسكته مرة أُخرى وقالت: ما خفتش عليا؟
أغلق آدم عيناه وقال في نفسه "امسك نفسك يا آدم ما تعملش حاجه تندم عليها بكره"
- لا، أتاها صوته
- ولا مرة؟ قالت بخيبة أمل
- ولا مرة، قال آدم كاذبًا
شعرت أسيل بخيبة الأمل والتي بدت على ملامحها وتركت آدم من يدها، نهض آدم بسرعة وهو مرتبك وكاد أن يذهب، شعرت أسيل بألم في معدتها فقالت: آه
نظر إليها آدم وقال: في إيه ؟
- قالت أسيل وهي مغمضةً عينيها: آه مش قادره
أسرع إليها آدم وجلس أمامها وقال بلهفة: مالك يا أسيل، بطنك؟
نظرت إليه أسيل وهي مبتسمة بألم وقالت: انت عارف يا آدم إن دي أول مرة النهارده تقول اسمي
نظر إليها آدم بتعجب
- آه، قالت أسيل، وعارف كمان إن دي أول مرة أنا أحس بالأمان كده لما ضربت أمجد علشاني
- طيب مش وقته الكلام ده، قال آدم بحنان
- تنفست أسيل بصعوبة من الألم وقالت: كتير بحسك بتخاف عليا زي دلوقت كده، وكتير بحسك بتغير عليا من أمجد
بدأ آدم يشعر بالتوتر، إذًا لقد كانت تصرفاته واضحة إلى هذه الدرجة حتى دون أن يشعر
- أمسكت أسيل بمعدتها وقالت بتألم يزداد: مش عارفه انت ليه بتحاول تعاملني وحش رغم إنك مش كده
- وضع آدم يداه على كتف أسيل وقال باستسلام: معنتش بقدر أعاملك وحش
- تبسمت أسيل من بين ألمها وقالت: النهارده قلت لأمجد الحقيقة لما سألني عن مشاعري وقلت له إن أنا بكرهه ومش بحبه
- نظر إليها آدم بتساؤل وقال: ما أنا عارف إنك مش بتحبيه
- قالت أسيل بألم: ما أنا عارفه يا غبي هو أنا بقولك علشان كده
- مش فاهم، قال آدم
- صرخت أسيل به: مش عايز تسألني حاجه
- نظر آدم إلى أسيل بترقب: أسألك على إيه ؟
- شدت أسيل من قبضتها على بطنها وقالت: يخربيت الغباء
- جحظت عينا آدم وقد فهم أخيرًا ما ترمي إليه ولكنه لم يصدق، قال آدم بدهشة: انت بت.. بتحبيني؟
- أومأت أسيل برأسها وهي متألمة: أيوه بحبك يا آدم
- قطب آدم حاجبيه من الصدمة وقال: من امتى؟
- مش.. مش عارفه بس أنا بجد بحبك يا آدم
دق قلب آدم بعنف وهو لا يكاد يصدق، لقد كان يحارب شعوره الداخلي ناحيتها بكل قوته وكان واثق من أنه حتى لو استسلم لحبها فإنها لن تحبه أبدًا بعد كل ما فعله بها، متى أحبته هذه الفتاة رغم قساوته معها؛ تنفس آدم بصعوبة، نظرت إليه أسيل ثم اقتربت منه وكادت أن تقبله ولكنه وضع يده على فمها بسرعة؛ لا يدري آدم لما فعل هذا تحديدًا أهو مازال تحت هول الصدمة أم أنه غير مستعد لتقبل هذا الحب، لا يدري، ابتعدت أسيل عنه بحزن وقالت بسرعة:
- أنا آسفه أنا، نزلت الدموع من عيني أسيل، أنا عارفه إنك مش بتحبني عارفه أن الى قولته مش صح أنا اتسرعت و.
تركت أسيل معدتها لتمسح دموعها ولكنها تأوهت وأمسكتها مرة أُخرى لتختلط دموعها بتأوهاتها، لم يحتمل آدم أن يراها هكذا فأمسك بوجهها بين كفيه ثم أسكتها بقبلة طويلة، أغلقت أسيل عينيها لتسقط الدموع التي حُبست بها بفعل الصدمة، ثم ارتخت يدا أسيل تمامًا وفقدت وعيها، سقط رأسها فوق صدر آدم الذي كان يعلو ويهبط بسرعة، رفع يداه وأخذ يربت على رأسها بحب ثم قام باحتضانها بقوة وهو يقول بصوت خفيض و أنا كمان بحبك.
****
كان قد وصل إلى المكان الذي أخبره به أمجد ليجده أمامه وآثار الضرب واضحة على وجهه، ما إن رآه حتى نهره بشده
- غبي
- قال أمجد بغضب: مكنتش أعرف إن الى اسمه آدم ده ها يطلعلي
- أنا قولت لك ما تتصرفش من دماغك، أديك بوظت كل حاجه، صرخ به الرجل
- مش فارقه هي أصلًا ما بتحبنيش، ها نعمل إيه دلوقت؟
- نعمل؟ قال الرجل، انت مش ها تعمل أنا الي ها أعمل ومش عايز أشوف وشك تاني انت فاهم
- قال أمجد بغضب: يعني إيه يعني؟ لا اسمع أما أقولك
- اسمع انت بقى، قاطعه بحزم، أنا صبرت عليك كتير و انت كده مهمتك معايا خلصت
نظر أمجد له بتعجب، ولكن سرعان ما تبدلت نظراته للرعب عندما رآه يُخرج مسدسًا من جيبه، ركض أمجد بأقصى سرعته مبتعدًا عن خط الغابة، ولكنه عندما خرج إلى الطريق لم يلاحظ تلك السيارة المسرعة التي جاءت وصدمته ليلقى حتفه في الحال، نظر له وهو ملقىً على الأرض – بعد عن استغل صاحب السيارة عدم وجود أحد بالجوار وهرب – وابتسم وهو يقول في نفسه
"وفرت عليا"
ثم عاد أدراجه داخل الغابة مبتعدًا عن الطريق.
****
فتحت أسيل عينيها في الصباح وتململت في الفراش قليلًا وهي تشعر بألم في رأسها ولكنها سرعان ما انتفضت عندما تذكرت ما حدث ليلة أمس، ظلت بعضًا من الوقت في حالة صدمة مما حدث، ومن رفض آدم لها، أمسكت برأسها وقالت: غبيه، أعمل إيه دلوقت شكلي بقى زي الزفت.
سمعت أسيل صوت آدم يفتح الباب فارتمت مرة أُخرى وتصنعت النوم، نظر إليها آدم بحب، لم يستطع النوم طيلة الليلة الماضية تمامًا وبعد أن فكر طويلًا قرر أن يعترف لها بحبه الآن ويعيشا حياتهما معًا بالفعل، تململت أسيل في الفراش ثم فتحت عينيها ونظرت إلى آدم بتعب مصطنع ثم نهضت برفق وقالت: دماغي وجعاني أوي
- قال لها آدم برفق: معلش ده بسبب الزفت الي شربتيه امبارح
- تصنعت أسيل الغباء وقالت: زفت شربته؟
- أيوه الخمرة الي سقاهالك أمجد
- أمجد سقاني خمرة؟ قالت بتعجب مصطنع
- نظر آدم بدهشة إلى أسيل وقال: أيوه انت مش فاكره؟
- أنا مش فاكره أي حاجه كل الي فكراه إن أنا كنت في المطعم معاه وهو قام خرج بره مش فاكره حاجه بعد كده
- تحولت ملامح آدم للصدمة وقال: أي حاجه أي حاجه؟
- أومأت أسيل برأسها أن لا، تنهد آدم بضيق ثم قال: طيب
- ليه هو إيه حصل؟ قالت بخبث
- ها، لا ولا حاجه أمجد وصلك هنا وقعد يسألك بتحبيني ولا لا و انت قولت لا
- وبعدين؟
- أنا ضربته ومشي
- بس؟
- بس
- أُمال أنا جيت ازاي هنا؟
- أ.. لما طلعنا انت جالك وجع بطنك وأغم عليك شلتك على هنا بس
تنهدت أسيل، لقد تجنب إخبارها عن ما فعلت أمس تمامًا، نعم، مازالت تشعر بالحرج ولكن الآن أفضل بكثير من أن يعلم أنها تذكرت
- طيب دلوقت إحنا ها نعمل إيه مع أمجد؟ قالت أسيل
- مش عارف، تعالي بس نفطر وبعدين نبقى نشوف
- نظرت إليه اسيل بنظرات فارغة وقالت: ماشي
****
كانت سارة جالسه في المكتب مع لين حينما دخل عليهم حازم بسرعة وقال: شوفتوا الي حصل؟
- فيه إيه ؟ قالت لين
- أمجد مات
- إيه؟ قالت سارة بصدمة
- امتى؟ قالت لين
- امبارح بليل لقوه مخبوط بعربيه على طرف طريق الغابه
نهضت سارة ثم خرجت من المكتب بسرعة وأمسكت بهاتفها واتصلت على أسيل.
كانت أسيل جالسه على المائدة تنظر لآدم بعد أن وضعت آخر لقمة طعام في فمها وهي تقول:
- انت شايف إن كويس ما أروحش الشغل النهارده؟
- أيوه كده أحسن
أومأت أسيل ولم تتحدث، شعر آدم بتغير في حالتها فقال لها: انت كويسه؟
- آه أنا كويسه
كانت كلامتها معه مقتضبه، نظراتها له محدودة، إذا كانت لا تتذكر ما حدث بالأمس فلمَ تعامله هكذا، ربما يكون من الأفضل أن يخبرها آدم بما حدث و أن يعترف لها ولكن إن فعل ذلك فمن الممكن ألا تصدقه، ماذا إن تركها تتذكر بنفسها، لربما هي مسألة وقت وحسب؛ قاطع شروده صوت هاتف أسيل
- الو.. أيوه يا سارة... إيه؟ صرخت أسيل
نظر آدم لأسيل التي بدت عليها الصدمة التامة وقال: في إيه ؟
- أمجد مات!
أنت تقرأ
حجيم الحب
Romanceبعد أن كانت تعيش حياة هادئة، وجدت أسيل نفسها في مواجهة مواقف مرعبة لا تفهمها، في الوقت الذي تزامن مع إحياء أحدهم لعنة قديمة قد سارت على أجدادها، لم تكن تعلم أن بوقوعها في الحب فقط يمكنها أن تفتح بوابة اللعنة والتي ستتسبب في قتل كل من يحمل دماء أجداد...