كان آدم وسارة وأسيل وتوفيق مجتمعين في منزل توفيق وهم لا يصدقون ما حدث
- أنا مش فاهمه هو إيه خلاه يروح طريق الغابة بليل؟ قالت سارة
- أنا اتوقع إنه كان عايز يقابل علي هناك علشان يحكيله على الي حصل، قال توفيق
- طيب وتفتكر هو مات قبل ما يقابله ولا بعد ما قابله؟ قالت أسيل
- مش ها يفرق، قالت سارة
- لا طبعًا أكيد ها يفرق إن يكون قاله إن أسيل كانت مع آدم، قال توفيق
- يا جدو حتى لو قاله فيها إيه أنا كنت بدافع عن جارتي منه يعني عادي
- على فكره فيه حاجه أهم، تفتكروا ممكن يكون علي هو الي قتله؟ لما عرف إن ما عادش ليه لازمه وقبل ما يطلع سره؟ قالت سارة
- دي احتماليه كبيره، قال توفيق
- طيب برضه إحنا دلوقت ها نعمل إيه ؟ قالت أسيل
- دلوقت إحنا في إدينا كارت رابح جامد أوي وهو إننا خلصنا من أمجد وسواء علي هو الي قتله أو لا مستحيل يقدر دلوقت يجيب شخص تاني يضحك عليكِ باسم الحب، هو الخوف الوحيد إن هو يخطفك انت ويحاول يستخدمك انت بطريقة سحرية زي ما عملت جدتك، قال توفيق
- طيب والحل إيه؟ قالت سارة
- لازم أسيل وآدم يعلنوا علاقتهم قصاد الكل
- نظر آدم وأسيل إلى توفيق بصدمة وقالت أسيل: ليه يا عمو
- لسببين مهمين أوي: الأول إنك تكوني مع آدم على طول ويحميكِ، والتاني أنه بدل ما علي يفكر أن يجيب حد تاني تحبيه، أو يستخدم طريقة تانيه، ها يفكر بنسبة كبيرة إن هو يستقطب آدم معاه وساعتها ها نعرفه إننا عارفين كل حاجه و أن لعبته انكشفت
- أيوه يا جدو بس معقول يعني إحنا نطلع مرة واحده قدامهم نقولهم إحنا اتجوزنا، قال آدم
- لا طبعًا، انتم ها تعملوا خطوبة زي أي اتنين طبيعي بعدها بكام شهر تعلنوا جوازكم
- نهضت أسيل من مكانها وقالت بغضب: أيوه بس كده بيحصل عكس الي اتفقنا عليه، مفروض إن موضوع أمجد انتهى ومعدش فيه خطر على حد، يعني خلاص كل واحد يروح لحاله والموضوع ده ينتهي مش العكس
- نظر آدم لأسيل بصدمة بينما قال توفيق: أمجد كان لعبه في ايد علي يعني الخطر لسه موجود، وبعدين ما تنسيش إننا بندور على حل للعنه
- أيوه بس أنا مش زي الأول مش ها أتخدع بحد يجي يضحك عليا
- أيوه بس برضه ممكن يخطفك، طالما علي موجود ما ينفعش تنفصلي انت وآدم
زفرت أسيل بغضب ثم نهضت وتركتهم، نهضت سارة خلفها بينما نظر توفيق إلى آدم وقال: انت هببت إيه ؟
تنهد آدم بضيق وقال: اعترفتلي إنها بتحبني امبارح وهي مش في وعيها
- تهللت أسارير توفيق وقال: طيب ده شيء كويس أنا ما توقعتش إن هي تحبك خالص أصلًا
- ولا أنا صراحه، قال آدم بشرود
- طيب فين المشكله
- لا ما أنا رفضتها نوعًا ما، قال آدم بخجل من تصرفه
- تنهد توفيق بضيق وقال: علشانك غبي بتحبها وترفضها
- نظر آدم لتوفيق بصدمة وقال: و انت مين قالك إن أنا بحبها
- لا ياض تكونش فاكرني عبيط ومش شايف نظراتك ليها وطريقتك معاها عامله ازاي
- وضع آدم رأسه بين يديه وقال: مكنتش قاصد أنا كنت مصدوم منها أكتر من صدمتي من نفسي إن أنا حبيتها أساسًا
- انت لسه قدامك وقت، شوف ها تصلح الي انت عملته ده ازاي و أنا واثق إنك ها تقدر.
****
دخل آدم ومعه أسيل إلى المنزل في صمت تام لم تتكلم أسيل طوال الطريق، ولم يكن آدم يفهم ما يحدث معها لقد استيقظت من النوم وكأنها شخص آخر هل من المعقول أن تكون قد تذكرت ما حصل، هو بالفعل لا يستطيع الوصول إلى إجابة هذا السؤال؛ نظر آدم إلى أسيل والتي كانت على وشك أن تدخل إلى غرفتها وقال: مش ها تتعشي؟
- ردت أسيل بجمود: لا مش جعانه
- طيب أنا جعان
توقفت أسيل قبل أن تدلف إلى غرفتها مباشرة ثم استدارت وذهبت إليه وقالت: يعني عايزني أعملك الأكل يعني؟
- نظر إليها آدم بهدوء وقال: ما قصدتش كده أنا أقصد يعني اقعدي كلي معايا حتى لو مش جعانه
- قالت أسيل ببرود: لا
دخلت أسيل إلى غرفتها وطرقت الباب، نظر آدم إلى الباب ثم تنهد بضيق وذهب.
****
صباح اليوم التالي استيقظت أسيل مبكرًا، تململت في فراشها بتعب ونعاس ولكنها أجبرت نفسها على النهوض للخروج من المنزل قبل أن يستيقظ آدم، نهضت أسيل بسرعة ثم ارتدت ثيابها وخرجت من الغرفة، نظرت حولها وكما توقعت كان آدم نائمًا فخرجت من المنزل بسرعة قبل أن يستيقظ.
سمع آدم صوت طرقة باب المنزل فعلم أنها قد خرجت بالفعل، تنهد بضيق وهو جالس على الفراش، حسنًا ليس هنالك أي مجال للشك بعد الآن لقد تذكرت أسيل ما حدث ولكن إذا كان الأمر كذلك فلم لم تتذكر أنه قبّلها أيضًا، أطلق آدم تنهيدة طويلة ثم فرك رأسه بين يديه في حيرة.
****
وصلت أسيل إلى الشركة والتي بدت طبيعية تمامًا وكأن أمجد لم يؤثر موته على أي شخص هنا، دلفت أسيل إلى مكتبها لتجد أنه لم يصل أي شخص بعد، جلست أسيل على مقعدها ثم وضعت رأسها بين يديها وهي تفكر في حالها، لقد أحبت أسيل بصدق لأول مرة في حياتها، لقد حاولت إخفاء الأمر وكتمانه، لم تكن تحدث به نفسها حتى، حتى أنها لا تدرك بالفعل متى أحبته، فقط عندما لم تكن في وعيها قد استطاعت أن تخرج ما كانت تكتمه في صدرها، و يا ليتها لم تخرجه، لقد رفضها حتى دون أن يتكلم، لقد جرح مشاعرها وكبريائها و أنوثتها، ضربت أسيل على الطاولة، لماذا ظنت أنه من الممكن أن يحبها أو أن يتغير معها فقط لأنه تعامل معها بشكل جيد، لقد نَسيَت لوهلة أنه آدم الذي أخبرها بنفسه أنه لا توجد أُنثى تستطيع تحريك مشاعره ناحيتها، أطلقت أسيل تنهيدة حزينة تعبر عن ما يختلجها من ألم
- كل ده
نظرت أسيل إلى مصدر الصوت لتجد حازم أمامها
- إيه ده انت جيت امتى؟
- لسه واصل أهو، إيه جابك بدري، قال حازم بمرح
- والله يا ابني هربت من آدم قبل ما يصحى
- ضحك حازم وقال: ها ينفخك دلوقت
- أشارت أسيل بيدها أن لا يهم: يعمل الي يعمله
- مالك يا أسيل مش مظبوطه النهارده ليه؟
نظرت أسيل إلى حازم بعيون حزينة ثم لم تتماسك واجهشت في بكاء مرير، ذعر حازم وقال لها:
- أسيل انت زعلانه على أمجد؟
- نظرت أسيل له وقد ابتسمت بسخرية وقالت: زعلانه على مين يا حازم ده أكتر إنسان أنا فرحانه بموته أصلًا أهو غار في داهيه
- أُمال
- تبدلت نظرات أسيل للخجل وقالت حازم وقالت: أنا حبيت آدم يا حازم
- ابتسم حازم بتعجب ولكنه قال: أ.. طيب و إيه المشكله أنا أول مرة أشوف واحده بتعيط علشان حبت جوزها
- أنا مش بعيط علشان حبيته، أنا بعيط علشان أنا اعترفتله وهو رفضني
- نعم؟ رفضك ازاي؟
- خجلت أسيل من أن تخبر حازم بما حدث ولكنها قالت: الزفت أمجد الله يحرقه مطرح ما راح سقاني خمرة و أنا سكرانه اعترفتله وهو رفض
- يعني قالك مش بحبك؟
نظرت أسيل لحازم ثم أومأت أن لا برأسها
- طيب أُمال
- هو ما ردش عليا بعدين أنا اتأسفت وقولت له إن أنا اتسرعت وكده وهو سكت
- نظر حازم إلى أسيل وقال: طيب مش يمكن هو سكت لأن استنى إنك تفوقي مثلًا
- لا ما هو ما قاليش حاجه لما فوقت أصلًا
- استند حازم بظهرة إلى الخلف ثم قال: بصي يا أسيل أنا كنت زيك مع سارة، تفتكري أنا ما كنتش عارف إن هي مش بتحبني؟ بس الفرق بيني وبينك إن أنا حاربت واتمسكت بحبي ده لحد ما هي حبتني، على فكره ده مش عيب ولا ينقص منك حاجه، بالعكس خصوصًا إنك عارفه أنه مافيش حد في حياته، لو فيه واحده ها تخليه يحبها ليه ما تكونش مراته وأقرب حد ليه دلوقت؟
- نظرت أسيل لحازم بحزن وقالت: بس أنا كنت قدامه من الأول ما حبنيش ليه تفتكر لو ما خلتهوش يحبني قبل كده ها أعرف دلوقت
- أول إيه يا أسيل؟ هو فين الأول ده؟ انتم كان كل شيء بينكم خناق وخلاف لدرجة إنه حاول يقتلك، هل كان فيه مرة انت اتعاملت معاه بطريقه عاديه من غير خناق أو خلاف أو إنك تحسسيه إنك بتكرهيه؟
- اومأت أسيل برأسها أن لا
- طيب يبقى انتم لسه ما اتعاملتوش مع بعض زي البني آدمين علشان تديله فرصه يحبك
- بس هو قال إن مافيش بنت تقدر تحرك مشاعره
- ضحك حازم وقال: خلاص اثبتيله أن انت البنت دي، ولو مش علشان تخليه يحبك يبقى علشان ترجعي كرامتك الي اتبعترت دي
- ضيقت أسيل عينيها ونظرت إلى حازم بضيق وضحك في نفس الوقت وقالت: اتبعترت في عينك انت الآخر ما تروح تشوف خيبتك
- ضحك حازم وقال: لا طبعًا، انت مش شايفه أنا عملت فيها إيه، طلعت على عينها على كل الي عملته فيا
انفتح الباب ودخلت سارة، ثم نظرت لتجد أسيل وحازم بالداخل فقالت: إيه جايبك بدري كده يا أسيل؟
- هربت من أخوكِ، قالت بمزاح
- جدو لو شم خبر بالموضوع ده ها ينفخك
- مين ها يقوله يا سارة ها؟ قالت وهي تنظر لسارة بشك
- اقتربت سارة وجلست وهي تقول: مش أنا والله يا باشا
- نظر إليها حازم وقال بغضب مصطنع: خيال مآته أنا مش قاعد
- نظرت إليه سارة وقالت بسخرية: إيه ده حازم ما أخدتش بالي، صباح الخير
نظر لها حازم بإحراج ثم بدل نظراته إلى أسيل التي أخذت تضحك بشدة
- ما تضحكينا معاكِ كده، قال حازم
- رفعت أسيل يدها لحازم: أنا آسفه والله
- بدلت سارة نظراتها بينهم وقالت: هو فيه إيه ؟
- نهض حازم من أمامهم وقال: تعالي يا سارة عايزك.
خرجت سارة مع حازم من المكتب ثم قالت:
- إيه ظبطت الدنيا؟
- قال وهو ينظر حوله لكي يتأكد من عدم وجود أحد: ريهام طول اليوم قدام المكتب مستحيل نقدر ندخل دلوقت
- حازم، إحنا لازم نلاقي المفتاح ده وكل حاجه هتتحل
- ما أنا كمان عاوز ألاقيه يا سارة بس هنعمل إيه، نقتحم المكتب مثلًا
- طيب اسمع أنا ها أشغل نورهان وهخليها تمشي وبعدين انت هتدخل المكتب تدور فيه
- ساره فكره غبيه، ولو اتقفشنا هنخسر شغلنا، أنا شايف إننا نفكر النهادره في حجه ندخل بيها بيت علي ساعاتها هتكون فرصتنا أكبر بكتير.
****
مر يوم العمل بسلام وفكرت أسيل ماليًا في حديث حازم معها، لا يجب أن تستسلم بل يجب أن تحارب ولو من أجل استعادة كرامتها، لقد رفضها آدم ولكن الآن سوف تجعل آدم هو من يعترف لها بنفسه.
دخلت أسيل إلى المنزل فوجدت آدم أمامها وقال بغضب: أنا كام مرة ها أقول لك ما تخرجيش لوحدك
- نظرت له أسيل بتحدٍ وقالت: هو مش خلصنا من أمجد خلاص
- تاني؟ مش قولنا إن علي ممكن يخطفك؟
- يوه، ها يخطفني في عز الصبح يعني، ودلوقت أنا جيت مع حازم وسارة
- شعر آدم بالغضب من طريقتها فقال لها: أسيل عدي نفسك معايا ماشي؟
نظرت له أسيل شذرًا ثم وقبل أن تتحرك شعرت بوخز في معدتها، وضعت أسيل يدها على معدتها بسرعة وقالت: آه
أسرع آدم إليها وقال: تعالي، كان آدم على وشك أن يحملها ولكنها دفعته وقالت: لا أنا قادره أمشي
تعجب آدم منها ولكنه سار إلى جوارها وهي تسير ببطئ حتى وصلت إلى الأريكة واستلقت عليها ممسكة ببطنها وهي تقول:
- لما يغم عليا صحيني لأن جعانه
- قال آدم بقلق: طيب
ظلت أسيل تتلوى قليلًا وآدم جالس إلى جوارها ويشعر بالأسى عليها، وبعد قليل راحت أسيل في ثباتٍ عميق وبعد مرور بعض الوقت فتحت أسيل عينيها على هزات آدم البطيئة لها، نظرت له أسيل فقال: يلا اصحي يا أسيل
تحركت أسيل ببطئ وقالت: أنا نمت قد إيه ؟
- ساعه بس على ما طلبت أكل ووصل
- نظرت له أسيل ثم نهضت وقالت: ها أقوم أغسل ايدي وآجي
نهضت أسيل واتجهت إلى المرحاض وهي تفكر بتغير آدم، لقد أصبح أكثر رقة ولين وأصبح يناديها باسمها، هل يا ترى اعترافها له بحبها هو السبب، إذا كان هذا هو السبب فلما لا يخبرها آدم بحبه لها، أم أنه فقط أشفق عليها، نظرت أسيل إلى نفسها في المرآة وقالت: يا أنا يا انت يا آدم.
****
كان في طريقه للصعود إلى منزله عندما انقطع التيار الكهربائي فجأة، توقف الرجل وقام بإخراج هاتفه المحمول ليضيء به ما تبقى له من درجات قبل الوصول إلى طابقه، ولكنه وما إن فعل حتى وجد فيروز أمامه، ارتعب وارتد للخلف وهو ينظر إليها ويجدها تقترب منه ببطئ، مدت يدها وأمسكت بعنقه وقالت بصوت هزّ كيانه من الرعب: أسيل
جحظت عيناه وكان يشعر أنه لا يستطيع التنفس فلم يقدر أن يتكلم ولكنه أومأ بوجهه برعب، أفلتت يد المرأة عنقه فأمسك به بسرعة وسقط أرضًا وهو يحاول أن يتنفس، عاد التيار الكهربائي فنظر حوله وبالطبع لم يجد أي شيء، حسنًا ليس هناك وقت يبدو أنه لم يعد مُخيرًا في ما يفعله، بل أصبح عليه أن يفعله حفاظًا على حياته ربما التخلص من أمجد لم تكن فكرة صائبة فها هو الآن لا يملك أي خطة بديلة بعد.
****
صوت المنبه المزعج غزى أذنيها ففتحت عينيها ببطئ، ثم مدت يدها لتغلقه، نظرت أسيل حولها وهي تفرك في عينيها، نهضت ثم اتجهت نحو النافذة وفتحتها، لقد أوشك الخريف على الانتهاء وبدأ الشتاء يغزو الأنحاء بنسماته الباردة، استنشقت أسيل الهواء بعمق ثم اتجهت ناحية الباب وفتحته، ولكن هذه المرة وجدت آدم جالس على الأريكة وهو يقول: صباح الخير
- لوت أسيل شفتها تذمرًا وقالت: إيه الي مصحيك بدري؟
- قولت أجيبك من أول اليوم قبل ما تخلعي
نظرت له أسيل نظرات نارية بينما ضحك آدم، جلست أسيل على مائدة الطعام
- اقترب منها آدم قائلًا: إيه مافيش تعال افطر معايا؟
- نظرت له أسيل بطرف عين وقالت: ليه نُونّه مش ها تعرف تفطر لوحدك؟
- ماشي يا أسيل، قال آدم بغيظ
- قالت أسيل بسخرية: مش آخد بالك إنك بقيت بتقول أسيل كتير أوي
- تعجب آدم وقال: وماله مش فاهم
- لا يعني بسأل نفسي ليه؟
- اقترب آدم منها ومال أمام وجهها وقال بثقه: و يا ترى عرفتي الإجابة
نظرت أسيل لعينيه وقد اقترب منها كثيرًا فتوردت وجنتيها ووقف الطعام في فمها، نظر إليها آدم وقد أحب رؤيتها هكذا فمد ذراعاه على الطاولة حولها واقترب أكثر وقال بابتسامه:
- أنا مش فاهم أنا كل ما بقرب منك خدودك بتحمر كده ليه؟
رفعت أسيل عينها لتتلاقى بعينه ثم دفعته بكلتا يديها بعيدًا عنها وقالت وهي تنهض بسرعة: أنا شبعت.
ضحك آدم وهو يرى أسيل تذهب نحو غرفتها بسرعة وتغلق الباب، وقفت أسيل خلف الباب وقلبها ينبض بعنف وهي تقول:
- الله يخربيتك يا آدم، أنا كده بخسر لازم أعمل حاجه والله لأوريك.
نظرت أسيل ناحية خزانة ملابسها بغضب وتحدٍ وقالت يا أنا يا انت يا آدم.
كان آدم قد ارتدى ثيابه وجلس ينتظر خروج أسيل من الغرفة وما إن خرجت ورآها حتى صُعق، خرجت أسيل وقد ارتدت فستانًا أسودًا قصير لا يكاد يغطى فخذها، ضيق بشكل لا يوصف بدون أكمام، نهض آدم وهو يتفحصها بإعجاب وغضب في نفس الوقت.
- يلا، قالت أسيل وهي تنظر لآدم بابتسامة
- يلا فين؟ قال آدم بعدم فهم
- يلا ننزل الشغل، قالت بعفوية
- نعم؟ قال بصدمة
- في إيه يا آدم؟
- تفحصها آدم بعينيه ثم قال: إيه الي انت مش لبساه ده؟
- ده؟ ده فستان ماله؟ قالت أسيل باستفزاز
- ماله؟ ما تنزلي من غيره بالمرة، انت أول مرة تلبسي كده
- فكرت أسيل سريعًا وقالت: أنا كنت بخاف من أمجد بس دلوقت ألبس براحتي بقى
- جز آدم على أسنانه بغضب وقال: ليه هو أنا كيس جوافه قدامك؟
- نظرت له أسيل بتحدٍ وقالت: ليه هو إحنا فيه بينا حاجه أصلًا؟ ده كله تمثيل
- أطلق آدم زفرة غاضبة وقال وهو يحاول أن يتماسك: تمثيل ولا مش تمثيل، طول ما انت مراتي مش ها تنزلي كده
- قالت أسيل بعند: و أنا ها أنزل يعني ها أنزل يا آدم والفستان عاجبني
- فقد آدم آخر نقطة صبر لديه وقال: و أنا قولت مافيش نزول يا أسيل كده يعني مافيش نزول
- مش بمزاجك، قالت بسخرية
- ربع آدم يداه وقال: لا بمزاجي
قال آدم وهو يشير إلي غرفتها: أدخلي ألبسي يا أسيل وعدي ليلتك
- أنا لابسه كده وها أنزل كده
وقف آدم يزفر بغضب ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه، تحرك آدم من أمامها ليجلب الهاتف فابتسمت أسيل بخبث وسارت ناحية الباب وفتحته، سمع آدم صوت الباب فأسرع إلى أسيل التي ما إن فتحت الباب حتى صُدمت من وجود شاب يخرج من الشقة الأمامية والتي كانت تسكنها أسيل من قبل، شلت الصدمة أسيل عن الحركة فلقد كانت ترتدي البطانة الخاصة بالفستان الأصلي وكل ما أرادته هو مضايقة آدم فحسب ولكنها لم تحسب أن ترى شخصًا هنا، وقف الشاب ينظر إليها وقبل أن تصرخ أسيل حتى كان آدم قد سحبها إلى حضنه واستدار بها ليولي ظهره هو للشاب ثم أغلق بيده باب الشقة وهو مازال يحاوط أسيل بذراعيه، لحظات من الصمت غزاها صوت تنفس آدم باضطراب وغضب، كانت أسيل في حضنه وتشعر بضربات قلبها تزداد، أغلقت عينيها وتمنت لو أن هذه اللحظة تستمرُ قليلًا بعد ولكن عليها أن تنتهي الآن، شهقت أسيل بشدة؛ فتح آدم – والذي قد كان غارق في عبيرها وتعصف به الغيرة والغضب في نفس اللحظة – عيناه على صوت شهقتها وهي تقول: أنا نسيت ألبس الفستان
تركها آدم من بين يديه بسرعة ونظر لها وهي تقول بخجل: دي البطانة
ارتسمت ملامح الغضب على وجهه وقال بصراخ:
- الي حصل ده لو اتكرر تاني مش ها يحصلك طيب انت فاهمه.
أمعنت أسيل النظر في ملاحمه الغاضبة، لم تره هكذا من قبل، وجهه أحمر اللون ويبدو عليه الضيق الشديد بالفعل فقررت أسيل الانسحاب الآن وذهبت من أمامه بهدوء.
خرجت أسيل بعد قليل من الغرفة وقد ارتدت فستان أسود عادي..
- يلا، قالت أسيل.
أنت تقرأ
حجيم الحب
Romanceبعد أن كانت تعيش حياة هادئة، وجدت أسيل نفسها في مواجهة مواقف مرعبة لا تفهمها، في الوقت الذي تزامن مع إحياء أحدهم لعنة قديمة قد سارت على أجدادها، لم تكن تعلم أن بوقوعها في الحب فقط يمكنها أن تفتح بوابة اللعنة والتي ستتسبب في قتل كل من يحمل دماء أجداد...