مقدمة ♥️

22K 368 38
                                    

في إحدى الشوارع العشوائية المُظلمة، نزل من سيارته و هو يسير بخُطى متمهلة نحو هدفه و لكنه تفاجئ بظهور فتاة تركض بكل ما لديها من قوة، لم تكتفي بظهورها المفاجئ بل سحبته داخل إحدى الأزقة الجانبية و التي لم تزداد سوى ظلامًا و هدوًء من الشارع.

حاول ظبط أنفاسه و تحدث و هو يطالعها بتفحص، لم يرى سوى عينان بُنيتان يلمعان كـ الشمس حين تغيب وراء غيومها، فشعاع النور الساقط من الشارع جانبي المجاور لم يسقط سوى على عيناها، فـ أردف من بين لهثاته.

"إنتِ مين؟ و بتجري ليه؟"

وضعت يداها على فمه و هو تشير له بأصابعها بأن يصمت و لكن لم يراه من الظلام و لكنه رأى جيدا الخوف الذي فاض من عيناها، في تلك اللحظة مروا ثلاث رجال أقوياء البنية حينها عرف إجابة سؤاله، سحبت يدها من على فمه و أقتربت بهدوء نحو الشارع الرئيسي لتتأكد من إبتعادهم و لحق الأخر بها، نظر كل منهما يمينا و يسارا حتى مالت سانده على ركبتيها و هي تزفر بإرتياح.

"الحمد لله، مشيوا"

اقترب منها حتى وقف أمامها مباشرةٍ و أردف متسائلا
"كانوا بيجروا وراكِ ليه؟ و مين دول؟"

سكت برهة ثم تابع تساؤلاته
"و إنتِ؟.. إنتِ مين؟"

أستقامت واقفة فـ إستطاع رؤية ملامحها و جزء من جسدها، و هي أيضا تمكنت من رؤيته فـ شعرت بغرابه من هيئته، فـ أدرفت متسائلة
"إنت مش من هنا، فـ بتعمل إيه في الوقت ده عندنا؟"

أردف و هو يحك مؤخرة شعره بتوتر
"عرفتِ منين إني مش من هنا؟"

أبتسمت بثقة مجيبه
"بدلة، جذمة، حزام جلد، مسرح شعرك و مستحمي أكيد مش من الحارة النتنة دي ولا تعرف حد فيها برضو.. إنت مخابرات يالا ولا إيه؟"

رفع حاجبه بأعجاب و تقدم بهدوء خطوة أخرى نحوها فبعدت مثلها و قبل أن تستنكر أردف قاطعًا
"إنتِ أسمك إيه؟"

نظرت داخل عيناه و هي تردف بحدة أجادة تمثيلها
"مبعرفش نفسي لحد غريب"

أتسعت إبتسامته ساخرا
"دي مامتك إلي علمتك كده يا شاطرة؟"

"لاء، الدنيا يا خفيف"
أنهت جملتها و هي تركض من أمامه بسرعة فائقة هاربة، إتسعت مقلتيه من فعلتها مُعلقًا و هو يركض في إتجاهها
"يا بت المجنونة"

لم يجدها فأي مكان لذا عاد لسيارته و خيبة كبيرة تسكنه لا يعلم سببها و لكن لربما إنه لن يحصل على فرصة ثانية لمقابلة تلك الغريبة ذات الرموش الطويلة و العيون البُنية الواسعة مرة أخرى، فور جلوسه على مقعد القيادة وجد هاتفه يصدح فأجاب عليه و هو ينظر من النافذة بجواره لعله يرأها
"أيه يا جلال مش وقتك"

"أنا كنت عايز أبشرك بـ إني الغزالة وقعت في القفص يا كبير، بس خالي بالك البنت دي مش ساهله دي سحلت تلات رجالة وراها ساعتين"

أندفع للأمام بصدمة و أردف و هو يُجمع الأحداث
"داليدا؟.. هي دي كانت داليدا!"

أخرج من جيبه تلك الصورة التي أُعطت له، نظر إليه بتفحص فلم تكن سواها، نعم هي ذات الرموش السوداء الطويلة و العيوان البُنية الواسعه.

و قبل أن يستفهم "جلال" عن حديثه أردف الأخر و هو يحرك ماتور سيارته بحدة
"أنا قولتلك متتصرفش من دماغك و إني أنا هجيبها بطريقتي، أتفضل قولي أخدوها على فين دلوقتي"

أغلق معه الهاتف لينظر "جلال" في ساعة يده و هو يقطب حاجبيه قائلا
"مش هتلحق يا سليم، فات الأوان"

أستيقظ من نومه و هو يلهث، حبيبات من الماء تجمعت على جبهته، يداه ترتجفان بشدة، طالع الصورة التي وضعها في إطار بجواره و هو يردد جملة واحدة

"سيُحاسب الجميع حتى البريئ منهم، قاع الجحيم أُعدت أكبالها و لم يبقى سوى أن يأخذ كل منهم مكانه،
الحرب أسفرت و الزمام أُطلقت و حقك يا حبيبتي سأقدمه لكِ أضعاف، فقط أنتظري!"

للقدر رأي آخر ♥️.

رأيكم في المقدمة إيه؟
اكتبولي في الكومنتات رأيكم لأني ده مهم جدا بنسبالي عشان اقدر اكمل.

بأذن الله الرواية هبدأ أنزل فيها من يوم الاثنين الي جاي و هتنزل يومين في الأسبوع إثنين و خميس.

للقدر رأي آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن