الفصل الثالث عشر "من نور؟"

4.1K 169 19
                                        

حينما يتمكن من الفؤاد ذاك المرض اللعين الذي يسمي بـ الحُب، أعلم أنك ستظل عليل به للأبد، فـ لا شفاء منه يا عزيزي سوى الموت!.

تتمايل الأشجار بشدة أثر عاصفة هوائية، فـ الخريف هذا العام يبدو باردًا كـ برودة من يقف أمامها الآن.

_و أنا بقولك مش هركب و أروح أي مكان غير لما تقولي فين رهف.
قالتها "داليدا" و هي تسحب يدها منه و تنظر إليه بحدة، فـ بعدما نزلت إلي الأسفل مع "فيروز" أثر صوت مشادته مع والده، أخذها ليغادرا دون فهم ما كان يدور بينهم، الآن هو كـ البراكن الذي على حافة الإنفجار لذا نظر إليها و هو يكرر كلامه:
اطلعي العربية يا داليدا الطيارة فاضل عليها نص ساعة.

كتفت يداها و هي تردف بـ عِند:
قولي رهف فين، و خليني أشوفها الأول و بعدين نسافر.

سحبها من يداها عنوة و هو يدخلها السيارة، تحاول بكل قوتها نزع يده عنها و لكن كان يحكم قبضته بشدة، ألقي بها في السيارة و أغلقها خلفه، ثم نده بـ أعلي صوته:
دادة أمينة.

خرجت "أمينة" مسرعة فـ هي تعلم جيدًا أن "سليم" ليس من السهل جعله يغضب و لكن حينما يغضب لا يرأ أي شئ أمامه:
نعم يا سليم بيه.

_أطلعي هاتي شنطة داليدا من فوق.
قالها بنفس نبرة الصوت العالية لتردف إليه بـ بهدوء غلب عليه التوتر:
من عينيا ثواني.

بعد عدة دقائق أتت بها ليأخذها منها و يضعها في المقعد الخلفي من السيارة ثم يجلس بجوارها علي مقعد القيادة و ينطلق إلي المطار.

نظرت إليه و الغضب يتناثر من عيناها لتردف إليه بحدة:
إنت مين سمحلك تاخد رهف و توديها مكان من غير ما تقولي و كمان واخدني غصب للسفر من غير ما اشوفها، مش فاهمه بتعمل ليه كده يا سليم؟

لا يصلها منه رد، بل كل ما كان يفعله أنه ينظر أمامه و يقود السيارة، أردفت بـ ضجر:
الإشارة عندك مش موصلالك كلامي؟

أوقف السيارة في غضب، نظر إليها و أردف بـ تعب حقيقي تملك كل أنش به:
رهف عند طنط سهير أم دكتور حمزة صاحبي إلي عملها العملية، رهف مكنش ينفع تقعد لوحدها بعد العملية في شقتكم عشان عايزة رعاية و أنا مكنش عندي option إني ألغي السفر أو أسافر و أسيبك لوحدك، عمتا متقلقيش رهف بخير لما نوصل هتكلمك، ممكن بقي مسمعش صوتك لحد ما نوصل؟.

عاد للقيادة من جديد بينما هي فـ شعرت بـ الحزن الذي ملئ عيناه، تشعر أنه مُتعب حقًا و لكن لا تمتلك الآن حق التخفيف عليه، بتأكيد والده أزعجه لذا هو هكذا الآن، تنهدت بضيق و هي تسند رأسها علي نافذة السيارة تشاهد الطريق في محاولة لـ تشويش أفكارها و لكنها فشلت كالعادة!.

بعد الانتهاء من إجراءات السفر أتجه "سليم" و من خلفه "داليدا" إلي المكان الذي ستنطلق منه الطائرة، فور وصولهم إلي هذا المكان و قفت "داليدا" أمام تلك الطائرة الضخمه و هي تسيطر عليها حالة من الدهشة، كانت تراها دائما في التلفاز و لكن لم يخطر ببالها أنها ستكون أمامها في يوم من الأيام.

للقدر رأي آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن