بسم الله الرحمن الرحيم.
للقدر رأي آخر..
تتساقط أوراق الأشجار ليقلبها الهواء كيفما يشاء، نسمة هواء باردة تحاوط جسدها الضعيف لتحتضن نفسها و هي تتنفس بعمق، فهذا طقسها المفضل بعد يوم حار طويل حمل في طياته بعض ذكريات الماضي القاسي، نظرت إلي السماء و هي تبتسم فـ نجمتها التي تحدثها يوميًا أمام عيناها الآن كأنها تعلم أنها بحاجة عارمة للحديث.
فاقت من شرودها علي صوت تعلمه جيدًا و لكن هل حقاً هو أم عقلها يخيل إليها؟
نظرت إلي الأسفل لتجده يقف أمام سيارته و هو يبتسم لتتحدث بإستغراب:
سليم!
إنت بتعمل إيه هنا؟إتسعت ابتسامته ليردف:
مفيش كنت معدي من مكان جمبكم قولت أطمن عليكي بما أنك منزلتيش علي عربية الكبدة هو فيه حاجه حصلت؟فرحت لإهتمامه ذاك كثيرًا لتردف بتوتر و هي تحاول خلق كذبة تقولها له و لكن لم تستطيع حتي قررت أنها ستقول له نص الحقيقة:
أه منزلتش عشان أنا و رهف كنا بنخلص شوية حاجات ضرورية.طيب مش ناوية تقوليلي سر الكبدة بقي ولا يرضيكي زعل ماما؟
إبتسمت بخجل:
حاضر هقولك..قاطعها و هو يضحك:
تقوليلي هنا!
ده أنا واقف في الشارع لاء خليها بكرا اجيلك العربية نأكل سوا و تقوليلي وقتها.كادت وجنتها أن تنفجر من شدة الخجل الممزوج بفرحة عارمة لتردف من بين خجلها بصوت رقيق:
تمام هقولك بكرا لما تيجي.طالعها بنظرة كادت أن تخلع قلبها من صدرها ثم اتجه إلي سيارته و قبل أن يصعدها نظر إليها و هو يردف بصوت هادئ:
جميل إنك تكوني آخر حاجه اشوفها قبل ما أنام..
تصبحي على خير.قالها و هو يصعد سيارته و ينطلق بها إلي منزله و على وجهه ابتسامة إنتصار باقتراب تحقيق ما يريد بينما هي ظلت تنظر إلي أثره بعينين يلمعان و كأن بهم سعادة الكون أجمع و إبتسامة واسعه تزين ثغرها و هي تردد:
و إنت كل الخير دايما.داليدا إنتِ لسه صاحية؟
قالتها "رهف" و هي تتثاءب بعينين شبه مفتوحين لتستدير "داليدا" بتوتر و هي تغلق النافذة:
أه صحيت أصلي الفجر و كنت داخله دلوقتي أنام..
بما أنك صحيتي فـ توضي و صلي إنتِ كمان.حدثتها بصوت نائم و هي تتجه للمرحاض:
حاضر هصلي.أردفت و هي تتجه إلي غرفتهم:
طيب هنام أنا تصبحي علي خير.أخذت وسادتها في حضنها و مازالت ابتسامتها الواسعة مُعلقه بكل فرحه علي ثغرها لتغمض عيناها بتعب ممزوج براحه فبرغم إنه كان يوم ثقيل علي قلبها إلا أنه الآن أصبح أخف من جناح فراشة.
أنت تقرأ
للقدر رأي آخر.
Romanceكان حنونًا طموحًا يتناثر منه الحُب لكل من حوله إلي أن سلبت منه الدنيا أحب ما لديه فـ أصبح شخصًا جاف، قاسي لا يهمه شئ سوى أن يأتي بحق ما سُلب منه. أما هي فـ كانت شغوفه، مرحه تحب الحياة بالرغم من إنها لم تنصفها يومًا و عندما ظهر فـ حياتها ظنت أن الحيا...