الفصل التاسع و الثلاثون الجزء الأول "نهايتها تقترب"

2.9K 151 9
                                    


هو الفِراقُ إذاً؟! ماكنتُ أعرِفهُ
لا شيءَ يُشبِههُ في شدةِ الألمِ

كلُّ الجِراحِ إذا داويتَها بَرِئَت
إلّا الفراقَ فجُرحٌ غيرُ مُلْتَئِمِ.

دخل "سليم" الغرفة التي كانت تغفو بداخلها بعدما انسحب بخفة من جلسة والده و صديقه، خطى بهدوء ناحيتها ثم جلس على الفراش بجوارها، تنهد بتعب و هو يتأملها، مُهلكته ذات الملامح الملائكية التي لم تفشل قط بالذهاب بعقله و جعله أمامها مسلوب العقل كالمسحور.

مال عليها مقبلا قمة رأسها و على حين غرة وجدها تفتح عيناها لتتصادم بعينه!

أنكمشت على نفسها و هي تصيح بغضب:
إنت بتعمل إيه هنا؟

-كنت جاي أطمن عليكِ.

حركت رأسها بيأس ثم أردفت بضجر و هي تستقيم من على الفراش بتذمر:
في إيه بجد؟.. إنت مبتفهمش يا إبني؟

-داليدا لصبر حدود.

إبتسمت ساخرة:
لصبر حدود ده هناك عند الست أم كلثوم مش هنا.. أتفضل أخرج يلا.

-ممكن تسمعيني؟
ممكن تحطي نفسك مكاني؟
ممكن تفكري لتلات ثواني بس؟

وقفت أمامه و هي تحسم قرارها قائلة:
ممكن تطلقني؟

أتسعت حدقتيه بعدم تصديق مردفا:
شكلها لاسعت منك على الآخر إنتِ.

-بقا كده؟
طيب شوف بقا لما تلسع مني على الأخر ببقى إزاي.
إنتهت من جملتها و هي تحدفه بمزهرية كانت بجوارها وقتها، تلاشها لترتطم بالجدار ثم نظر إليها بدهشة قائلا:
إنتِ بتعملي إيه!!!

دخلا كلا من "مراد" و "رفعت" على صوت الأرتطام و الذي صاحبه صوت جشار مرتفع و هما يتسائلان بعدم فهم عن ما يدور داخل الغرفة.

-في إيه يا سليم و إيه إلي أتكسر ده؟
تسائل بها "رفعت" ليجيبه "سليم" و مازالت علامات الدهشة من فعلتها المجنونة الغير متوقعة على وجهه:
أسألها هي.

صاحت بصوت مرتفع ليتقدم إليها "مراد" متسائلا بهدوء:
في إيه يا داليدا حصل إيه؟

-الأستاذ طلبت منه الصبح إني مشفش خلقته فبكل بجاحة بالليل الاقيه على السرير جمبي و كمان..

قطعت حديثها في لحظة إدراك بما كانت ستتفوه به لتردف بعدها بضيق و هي توجه حديثه إليه:
عايز إيه تاني مش فاهمه!

-ممكن تهدي يا داليدا الكلام مش كده يا ابنتي.
أردف بها "رفعت" ثم تابع متسائلا:
قولي إيه إلي يرضيكِ و أنا هخليه يعمله.

وضعت ذراعيها أمام صدرها بغيظ و هي تردف بجمود جعل النيران تفيض من عيناه:
عايزة أطلق.

للقدر رأي آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن