"أي سر فيك إني لست أدري..
كل ما فيك من الأسرار يُغري.أسدل الليل أستاره و توسط القمر السماء المرصعة بالنجوم، بوادر الصيف تهل، و كان الطقس مناسب جدًا لوجودهم في تلك المنطقة و التي لا يظهر سحرها سوى في هذا الفصل فقط.
الساعة الخامسة صباحًا، لقد وصل لتو الفندق الخاص بوالده في الساحل الشمالي برفقتها، الآن هما بداخل أحدى الغرف، وقف "سليم" عند الباب مستندا إلي اطاره و هو يراقبها مكتفا ذراعيه..
يمكنه أن يقف و يتأملها هكذا العمر كله دون ملل كضوءٍ بدد ظلام دنيته، كطوق نجاة به عاد مرة أخري للحياة.بينما "داليدا" فكانت تخرج ما بداخل الحقائب من ملابس داخل الخزانة بملل، اليوم كان متعب حقا فبعد ذهابهم من الملاهي عاد سريعا معا ليعدوا تلك الحقائب حتي يأتوا إلي هنا، يوم طويل متعب و لكنه سيظل الأجمل في حياتها، في ذاك اليوم تحقق لها حلم قديم و أمنية معا، ذاك اليوم سيُحفر في ذاكرتها للأبد، فبعد ركض طويل سكن فؤادها.
رُسم على وجنتيها إبتسامة رقيقة فور تذكرها تفاصيل اليوم و خاصة لحظة الأعتراف، اللحظة الأحب لها و لكن مازالت لا تصدق لذا رفعت رأسها متسائلة:
سليم إنت قولتلي حاجه إنهارده؟خفق قلبها بشدة عندما وجدته ينظر إليها لذا خفضت رأسها مسرعة بينما هو فتقدم عدة خطوات ليصبح أمامها مباشرة،
أخذ كف يداها و هو يطبع قُبلة رقيقة على باطنه قائلا بنبرة أسرتها:
قولتلك إني بحبك.رفع رأسه ليحتضن عيناها متابعا بمزاح:
أنا لدلوقتي قايلها فوق الخمسين مره و ده رقم قياسي على فكرة.. هتصدقي إمتي إني وقعت فيكي؟إبتسمت بهدوء و هي تضم يداه بكفها الصغير:
كنت شيفاها في عينيك بس كان لسانك بيكابر إنه ينطق بيها، و بعدين متزهقش ده أنا هجبلك كراسة و أخليك تنزلي بيها عشر صفحات كل يوم ده إنت طلعت عيني لحد ما نطقت.أتسعت إبتسامته و هو يحاوطها بيداه قائلا بإستنكار:
طب ولسانك إنتِ بقي مش هينطق ولا إيه؟رفعت عيناها إليه ثم أردفت بدلال:
بعينك.. أنا هوريك التُقل إلي بجد يا سليم يا إبن أمو سليم.رفع ذقنها بيده و هو ينحني إليها لتلامس جبهته الخاصة بها قائلا و هو يلمس وجنتيها بيده الأخرى و يثبت نظره على عيناها:
مش مهم أسمعها أنا شايفها في عيونك.دبت القشعريرة جسدها بأكمله، ما تفعله بها لمساته لا يوجد وصف له، لذا أبتعدت بخجل و هي تنظر إلي الجهة الأخرى قائلة بخوف ظهر بوضوح على وجهها:
بس أنا خايفه يا سليم...لمعت عيناها بالدموع و هي تنظر إليه متابعه:
خايفه ليكون حلم...
أنا مكنتش أعرف يعني إيه حُب، لما رهف كانت بتحكيلي عن الحب إلي بين البطل و البطله في المسلسل إلي بتسمعه أو الرواية إلي بتقرأها كنت بشوفه حاجه حلوه و كل حاجه بس أنا مش هحسه..
أنت تقرأ
للقدر رأي آخر.
Romanceكان حنونًا طموحًا يتناثر منه الحُب لكل من حوله إلي أن سلبت منه الدنيا أحب ما لديه فـ أصبح شخصًا جاف، قاسي لا يهمه شئ سوى أن يأتي بحق ما سُلب منه. أما هي فـ كانت شغوفه، مرحه تحب الحياة بالرغم من إنها لم تنصفها يومًا و عندما ظهر فـ حياتها ظنت أن الحيا...